فى مذكراته قيد النشر يقول السفير عبد المجيد على حسن انهم كطلاب جامعات سارعوا للعودة لمسقط الرأس وادى حلفا للعمل مع المقاومة الشعبية ضد مشروع الدكتاتور عبود الرامى لاغراق مدينتهم الجميلة وتهجير أهلها .. وكانت مهمتهم التى كلفوا بها هى كتابة شعارات الرفض على الحوائط والأسواق ، وتوزيع المنشورات .. ووسط شعور بالفرح بين القواعد لنتائج مجهودهم قيل لهم كبروا الموضوع واستعدوا لان خبيرا فى المجال قد تم استدعاؤه من عطبرة خصيصا لمساعدتكم و لقيادة إعلام المقاومة.. ويقول مجيد انه بعد وصول الخبير تغيرت آليات وتكتيكات عملهم 180 درجة لدرجة ان الخبير الشاب دفعهم اولا لإغراق محال الحكومة بما فيها الشرطة بالمنشورات بالتزامن مع اعادة كتابة شعارات جديدة قوية على حوائط المنازل والتشبيك بين احياء وادي حلفا وقراها ..وعليه فان الثورجى الشاب الموفد من عطبرة حقق خلال ايّام قلائل تثويرا للمقاومة الشعبية ونفخ فى حلفا دغيم روحا جديدة جعلها تزلزل اركان نظام عبود. كان ذلك فى العام 1963 وكان الخبير الشاب هو نفسه محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى اليوم..هاجر الخطيب لحلفا الجديدة حيث واجه هناك نظام الدكتاتور نميرى بذات الشراسة المعهودة فيه ما دفع نميرى – على وقع الضربات التى وجهها له الخطيب ورفاقه هناك – لإطلاق اسم جديد على حلفا الجديدة هو ( موسكو ) !!! كنت افرح فرحا شديدا عندما ارى الخطيب وسرى جريس فى بيت سعاد ، لان ذلك يعنى وصول كمية كبيرة من الأخبار والتقارير من حلفا ج لنبوكين .. وذات يوم سالتني سعاد هل راجعت المواد التى احضرها الخطيب ؟ قلت لها يا سعاد مواد الخطيب لا تحتاج لمراجعة لانه يكتبها بدقة المحرر المسئول عن الديسك المركزي لأعظم صحيفة ..التواضع والرزانة و التلاحم مع الجماهير فى كل الأوقات وتراكم الخبرات جعلت من الخطيب اليوم قائدا وطنيا ملهما ويكفى ان تراجع تصريحاته ومقابلاته خلال العامين السابقين وحدهما و ستجده لا يردد غير شعار واحد هو : إسقاط النظام ، فى وقت غرق فيه الآخرون فى متاهات الحوار ألوطنى و الهبوط الناعم ومؤامرات الآلية الأفريقية.. ولهذا السبب فهو ضيف دائم لمعتقلات نظام الاخوان الارهابى .. وقد علمت ان جهاز الأمن الذى يعتقله منذ ايّام رفض ان يكشف لاسرته عن مكان احتجازه وكان الإبقاء عليه فى الحجز سيطيل عمر نظامهم الآيل للسقوط ..!! الخطيب جوة او برة هناك كلمة واحدة على لسانه هى : تسقط بس #