لا تخفى على أحد الدرجة القصوى من الربكة الحالية التي يعيشها حكم الرئيس البشير ولانقول نظام الإنقاذ الذي من الواضح أن الرجل يسعي خلالها بكل ما تبقى له من قليل الأنفاس وبصيص الروح في سبيل تكريس سلطته منفرداً وضمان بقاءه ولو يجلس وحيداً على حافة هوته التي حفرها بأظافره.. فلا مجال للإصلاح وقد جاوزالخراب كل مدى.. والحديث عن محاربة الفساد بيد المفسدين ليس كأستخراج مصل العقرب والحية من سمومها ولا علاج السعار من لعاب ذات الناب التي تسببت في الأذى. الآن البشير وبعد أن تخلص من أقرب أصدقائه الذين حملوا معه وزر الدمار مثل الفريق بكرى وعبدالرحيم وغيرهم ..يتخبط في بحثه عن المخلص الذي يعبر به وحل مأزقه ..فلاذ بمطايا مجربة وأساليب بالية ويريد رتق الثقوب الواسعة بخيوط قديمة ومهترئة ..فجاء بمحمد طاهر إيلا كثالثة الأثافي بعد فشل سلفيه بكري ومعتز.. ظناً من البشير لقصر نظره و شدة خوفه من هبة الشارع الذي لن يتراجع أويقتنع بقرارات شكلية باهتة ..فهوبقراراته وتغيراته التي لم تحمل جديدأ يظن أن من يحقق نجاحا في تنشيط السياحة ورصف طرقات الولايات هنا وهناك وصرع خصومه مسنوداً بقبضة الرئاسة في سيطرته المطلقة على الأماكن التي حكمها ..يمكنه بالمثل أن ينجح في تجريف جبال الفساد في عش الدبابير التي تخلصت من أقرب زملائها الذين نبشوا في الملفات القذرة التي لا تمثل محتوياتها فساد أفراد بعينهم بقدرما هي مصالح منظومة متكاملة لا تفتتها إقالة مدير شركة السكر أو هيئة الإستثمار بالضمان الإجتماعي ولكنها ستثير حفيظتها كطعنات ستنبهها الى التحفزخلف سواتر الحيطة لتسديد ضربة الأنف التي بلغت عندها في حالات سابقة الى درجة التصفيات بشتى ومختلف وسائل القتل ومن ثم تغسل يدها بذرائع القضاء والقدر وتدبيج الجنازات الرئاسية و نصب السرادقات البكائية والتكرم بإطلاق لقب الشهيد على الراحل الذي يعتبروه من خلف مناديل مسح دموع النفاق لازال مقيماً بينهم في رحلة المشروع المتعثرة القدمين! فهل سيطول بقاء محمد طاهر إيلا إذا ما ساقته خطوات الفهم الخاطي لمقدراته في مصارعة أفيال الفساد المركزي..أم أنهم يا ترى قد بدأوا فعلاً في إعداد طائرة رحلته الأخيرة ..ولكنهم فقط يفكرون في زمان إقلاعها ومكان سقوطها ..لتلحقه بالسابقين من الذين إستخلفوهم في بيوتهم و زوجاتهم تعبيراً عن الوفاء لإخوتهم في الله ممن ذهبوا فداءً للجماعة.