ان كميات التناقضات الغريبة العجيبة في مواقف آل المهدي السياسية منذ اكثر منذ (54) عام حتي اليوم، اصبحت لا تخفي عن العيون، واشتدت اكثر ضراوة في السنوات العشرة الاخيرة، ولهذا لم يكن غريبآ انه ومنذ عام 1965 وحتي الان، ان قامت العديد من الصحف المحلية والعربية بنشر الكثير المثير من هذه التناقضات والخلافات الاسرية والانشقاقات الحزبية التي طفحت بشدة علي سطح الاحداث، وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل ان كثير من تصرفات افراد من آل المهدي قوبلت بسخريات لاذعة واحيانآ بشماتة شديدة بدرت من كتاب، ومعلقين، وصحفيين، ومما زاد من استغراب الناس، انهم لم يسمعوا باي مبادرات جادة من كل الاطراف المتخاصمة داخل منظومة آل المهدي لرأب الصدع وازالة الخلافات بين الاسر المهدية، والتي هي خلافات قديمة ما بارحت مكانها منذ سنين طوال، ووصلت الي حد ان الحزب الواحد اصبح خمسة احزاب متنافرة لا يوجد شيء يربط بينهم الا الاصرار علي استمرارية الخلافات!! 1- (أ)- ما كنت اود ان اليوم عن مواقف آل المهدي السياسية لولا ذلك الخبر الغريب الذي نشر بالصحف المحلية بتاريخ يوم الخميس / 21- مارس الحالي 2019، وجاء تحت عنوان:(البشير يعين أحمد محمد هارون والصادق الهادي المهدي مساعدين لرئيس الجمهورية)، ومفاده، ان الرئيس السوداني، عمر البشير، أصدر اليوم الخميس، مرسومين رئاسيين يقضيان بتعيين كل من أحمد محمد، هارون والصادق الهادي المهدي مساعدين لرئيس الجمهورية. (ب)- (انتهي الخبر، الذي كان ابرز مافيه ان المرسوم الخاص بتعيين أحمد محمد، هارون والصادق الهادي المهدي، كان قصيرآ للغاية بخلاف باقي القرارات التي صدرت من قبل!! 2- من الاشياء اللافتة لانظار من يعرف تاريخ آل المهدي، ان تعيين الصادق الهادي المهدي قد جاء متزامنآ مع الذكري ال(49) عام علي مقتل الامام/ الهادي المهدي (والد مساعد رئيس الجمهورية الصادق)، لقي الهادي المهدي مصرعه في يوم 27/ مارس عام 1970. 3- اليوم الاربعاء 27/ مارس الحالي 2019، تمر ذكري اغتياله، والتي وقعت في منطقة قريبة من الكرمك، ولم يعرف احد من المواطنين بخفايا واسرار مقتله الا بعد زوال حكم جعفر النميري عام 1985، وبعدها قامت الصحف بنشر كل تفاصيل حقيقة الاحداث التي منع النميري نشرها. 4- جاء في الصحف وقتها: (أ)- الهادي عبد الرحمن المهدي (1918-1970م). هو سياسي سوداني سابق. والده الإمام عبد الرحمن المهدي. والدته السيدة بخيتة مصطفى ابنة عمدة الشوال، تخرج من كلية فكتوريا. (ب)- حياته العملية: تولى إدارة دائرة المهدي. اختاره الإمام الصديق المهدي أخوه الأكبر بمجلس الشورى الذي كونه لإدارة شئون الأنصار بعد وفاته ولحين اختيار الإمام شوريا.تقلد إمامة الأنصار بعد وفاة الإمام الصديق بناء على مقترح من السيد عبد الله الفاضل المهدي. حدث اختلاف داخل حزب الأمة بعد ذلك حول صلاحيات الإمام داخل الحزب وانشق الحزب إثرها، بين جناح الإمام الذي كان يرى لإمام الأنصار مطلق الصلاحيات داخل حزب الأمة وقد كان ذلك الفريق بزعامة السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء قبل الانشقاق، وبين فريق يرى أن القرارات داخل الحزب وداخل هيئته البرلمانية يجب أن تقوم على أساس ديمقراطي، مع الاكتفاء بدور راعي للإمام يتقيد بما ورد في مذكرة الإمام عبد الرحمن المهدي بهذا الخصوص والتي أصدرها إثر خلاف مماثل عام 1950م. (ج)- وكان الفريق الأخير بقيادة رئيس الحزب حينها الصادق المهدي. بعد الانشقاق وقفت غالبية الهيئة البرلمانية مع رئيس الحزب، وصار رئيسا للوزراء. خاض حزب الأمة انتخابات 1966م منشقاً ثم عاد وتوحد في عام 1969م. عند قيام انقلاب مايو 1969م تزعم الإمام الهادي معارضته وقاد أحداث الجزيرة أبا التي انتهت بالمجزرة الشهيرة بأحداث الجزيرة أبا وحوادث ودنوباوي في مارس 1970م. (د)- بعد تلك الأحداث الدامية مباشرة اتجه الإمام الهادي للهجرة شرقا، فعثرت عليه شرطة الحدود بالقرب من مدينة الكرمك مع جماعة من المرافقين، وضرب بالسلاح قبل معرفة هويته، وبعد معرفة هويته من قبل القوة التي عثرت عليه تم تبليغ سلطات الخرطوم وصدرت الأوامر بتصفيته فترك لينزف حتى الموت واغتيل رفيقيه بشكل بشع، ودفنوا جميعا سرا حيث أن النظام العسكري لم يعترف بقتله حينها ولم يعرف مكان دفنه إلا في عام 1986 حيث نقلت رفاته في موكب مهيب إلى قبة الإمام المهدي بأمدرمان. 5- قمة المفاجأة تكمن في ذلك الخبر الغريب الذي نشر في اغلب الصحف اليومية في يوم 27/ اكتوبر عام 2015، تحت عنوان: (بعد مرور 45 سنة على مقتله .. ابنة الإمام الهادي تبحث عن جثمان والدها)!!، والخبر جاء بما يلي: *- (جددت السيدة بخيتة ابنة إمام الأنصار الراحل الهادي عبد الرحمن المهدي، الشكوك في روايات مقتل والدها بعد مرور قرابة خمسين سنة قرب الحدود الأثيوبية في أعقاب الأحداث التي شهدتها (الجزيرة أبا) المعروفة شعبياً وأنصارياً ب(كتلة ابا) على أيام نظام حكم الرئيس الأسبق جعفر نميري. وشنت السيدة المهدي هجوماً عنيفاً على نظام (مايو) وأوضحت أنه لم يكتف بضرب الأنصار وقتلهم في الجزيرة أبا وقتل إمامهم بل فبركوا روايات الهدف منها اغتياله واغتيال الأسرة المهدوية معنوياً، بالحكاية المختلقة، الممثلة في وضع ملابس داخلية نسائية وزجاجات خمر داخل غرفة الإمام الخاصة وبثه في شاشة التلفزيون للإيحاء للأنصار بانه كان يتعاطى الخمر ويغشى النساء. أضافت أن الوثائق اللاحقة أثبتت خطل تلك الرواية المفبركة، وقالت: جاءت البراءة من عدة جهات، أهمها من امين دار الوثائق الراحل محمد إبراهيم أبو سليم، الذي ذكر أنه طلب من القيادة العسكرية أن يكون أول الداخلين على غرفة الإمام ، وأنه أبلغها مباشرة أنه وجد الغرفة مرتبة، بما في ذلك مسبحته ومصحفه، وحتى ضفارة الأصابع كانت في مكانها وانه لم يجد أي شئ مما عرضوه لاحقاً على الناس لاغتيال الإمام معنوياً. وأعادت السيدة بخيتة للأذهان ترديد معلومات تشكك في مصداقية مقتل والدها بعد مرور 45 عاماً على مقلته، وللروايات التي كانت تتحدث عن هجرة الإمام واختفائه واحتمالات عودته، والتي قطعها ابن أخيه إمام الأنصار الحالي الصادق المهدي الذي جلب جثمانه ودفنه في (قبة الإمام المهدي). وقالت بخيتة ان الروايات حول مقتل والدها متعددة، وقطعت بأنه كان برفقة خالها محمد احمد المصطفى وشقيقها الفاضل، وأنهم أوقفوا قرب الحدود الأثيوبية، وان رجال الشرطة اطلقوا الرصاص على الإمام ظناً أنه كان يحاول استخراج سلاح لمقاومتهم، واتهمت احد قادة مايو بالإجهاز عليه بعد إصابته. وأوضحت السيدة بخيتة، بان الأسرة اقتنعت باستشهاد الامام الهادي بعد نقل جثمانه وإعادة دفنه بيد أنها عادت لتشكك في ان الجثمان الذي دفن هو جثمانه بقولها: بعد دفن الجثمان حدثت ملابسات وجاءنا وفد من الانقسنا وقالوا أن الرفاة الذي تم دفنه يعود أحد ملوكهم، وأن طلب شقيقها ولي الدين لأخذ صورة أشعة سينية لأسنان جثمان والده بواسطة طبيبه عبد الحميد صالح وتم تجاهله.). – انتهي الخبر – 6- اليوم الاربعاء 27/ مارس الحالي 2019، تمر الذكري ال(49) اغتيال الامام/ الهادي المهدي، فهل هي مناسبة يتفاكر فيها آل المهدي بعمق وجدية الحال المزري الذي هم عليها؟!!، لو كان الامام/ الهادي المهدي حيآ حتي اليوم، لما وصل الحال بحزب الأمة الي ماهو عليه الان، فالهادي المهدي اتسم بالفكر الواعي، والاهتمام بمشورة الاخرين. 7- ملحوظة: الفرق بين الامام الصادق المهدي، ومحمد عثمان الميرغني، ان الاخير (محمد) لايسمح اطلاقآ بخروج اي معلومات عن أسر المرغنية مهما كان نوعها للخارج، ولايسمح لاولاده الادلاء باي تصريحات تخص الافراد في المنظومة الميرغنية، بل حتي التصريحات السياسية عندها قواعد صارمة وانضباط….اما الاول (الصادق) فعنده كل شيء مباح و(جبانة هايصة)!! بكري الصائغ [email protected]