سرقتم الأرض وأبتلعتم ثمرات أحلامها في جوف جهلكم وشربتم أنهار الدماء حتى تقيأت أمعائكم عفن الفساد الذي أزكم الزمان و قزز المكان! وهاهي الواسعة تضيق بكم على رحابها لمجرد أن غيركم ممن لا تعتبرونهم بشراً يشبهون أهل القبلة ..حينما وجدوا موطئاً في تراب لطالما أنكرتموه عليهم ..فساءكم أنه قد قبَل بالترحاب كل الأقدام التي سعت اليه من كل فجٍ عميق وهي تقطع مسافات إيمانها بوجوب التغيير بين صفاء الإخلاص للوطن ومروة التوق للحرية..فأبيتم المشهد لانكم تظنون أنكم وحدكم من يحق لكم الإعتصام فوق عرفات الحياة ..متميزين بالنفرة منفردين في كل مشاعر عقيدة الحكم التي تحرمون فردوسها الزائل على كل من كفربتسلطكم بإسم الدين وتصلون جسده وروحه نار الإقصاء وإن كان إيمانه أرفع درجه بصدقه عن نفاقكم وابلغ في ستره عن مراءاتكم ..بخالق الأبدان التي جاءت من الأديم ومصيرها الى ذراته لوتعلمون! من أين جئتم وكيف مكثتم طويلاً فوق أنفاس الأزاهير التي لاتفهمون أن في سحقها تتنزي أريجاً ينسكب في قوارير الحسان وأن أعوادها تقوى كسواعد الفتيان كل ما سقتها جداول الإصرار على مقاومة الفناء في حقول الصمود. من أنتم وقد أطلتم البقاء خلف حوائط الشرعية بقوانين زوار الليل حينما يقفزون عليها و ينزوون تحتها خوفاً من قبضة القانون ..ولا زلتم لا تنوون التراجع عن ظلمة عقولكم لتخرجوا من دهاليزها الغارقة في مياه أوهامكم الأسنة لتلتحقوا بمواكب النور التي أضاءت بمصابيح العلم واستنارات الإبداع لا الخرافة وسلفية الفكر فاشعلت كل ممرات الزمان صعوداً الى مراقي الحداثة لا إنحداراً الى قاع الكون. من أنتم ..و ها أنتم تكابرون من أجل البقاء تغلغلاً في عود البناء الذي جعلتموه متأكلاً بفعل سوسكم الكفيف البصر وعديم البصيرة تنشرون أراجيفكم التي لاتمت للفهم الإنساني القويم بصلة قربى ولا لأواصر العصر بوشيجة نسب. لازلتم بعد أن لفظكم واقع التجربة التي تحطمت على صخرة السخرية من فرط خطلكم الموجع للأوطان و إفلاس فقركم المدقع في الأبدان. وها نحن نراكم في أوقات جولات اللصوص تطلقون خفافيش زمانكم الدامس في يقظة حراس صناع المستقبل الخالي من دنسكم ..وكيف ألجمتكم سعة المشهد الذي ضاقت عن عبورمساحته الشاسعة أعينكم العشواء فارتد اليكم عماها حسيراً خاسئاً و قد لطمتكم قبضة حراس الوطن وأبناء الشعب من جنود العزة على أنوف وضاعة خططكم فنزفت شرايين مسعاكم الخائب منتحرة بشفرات حماقاتكم. فمن أنتم.. أما آن ميقات عودتكم الى حيث جئتم! [email protected]