أصبحت في حيرة من أمري هل أسر أو أحزن لما جري مؤخراً. لکن بناء علي النظرية التفاؤلية أري أنّ ما حدث خطوة جيّدة في سبيل استبعاد النظام السابق من العودة مرّة أخري تحت مسمي آخر، ولکن من أجل أن يتحقق هذا الأمر فعلي الشعب السوداني التعاون مع المجلس العسکري في بناء سودان جديد خال من مکونات النظام السابق. هذا الأمر لا يتحقق إلا بتفکيک ما يسمي المؤتمر الوطني و عدم السماح له مرّة أخري بالعودة للساحة السياسية تحت أي مسمي کان، ليس المؤتمر الوطني فقط بل المؤتمر الشعبي أيضاً، وکل من يتبني فکر الترابي والإخوان المسلمين الذين عاثوا في السودان فساداً وظلموا ما ظلموا وقهروا ما قهروا. فما ذنب الشعب السوداني حتي يتحملهم مرّة أخري. يجب محاکمة کل من ارتکب جريمة في العهد السابق فلا يجب أن يفلت المجرم بجريمته فتتوق له نفسه في ارتکاب جريمة أخري، کما يجب انتزاع کل ما امتلکوه من غير حق، وإعادة الأموال إلي الشعب السوداني، ولا ننسي هنا مطالبة المجتمع الدولي بإغلاق کل حساباتهم سواء کانت في ماليزيا أو غيرها من الدول. لابد أن يثبت المجلس العسكري حسن نواياه للشعب السوداني وأن تكون تحركاته قوية تتناسب ومتطلباته الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. ما أقصده من الشعب السوداني ليس حزب الأمة أو الأحزاب الأخري التي لم تکن لها أي أثر إيجابي علي الشعب السوداني في الفترة السابقة، بالأخص الصادق المهدي الذي كان له أكثر من وجه، فتارة كان مع البشير وتارة ضده. ما أقصده من الشعب السوداني هو الجيل الجديد من الشباب الذي يعي حقوقه جيّداً، ولا يسمح لأي جهة سياسية بأن تسرق الثورة منه. أخشي أن يتغلغل الإسلاميون مرّة أخري بأفاعيلهم کما فعلوا ذلك من قبل بعد أن إنتصرت الثورة علي جعفر نميري فأثاروا الشعب السوداني آنذاك علي الديمقراطية وعادوا في ثوب البشير، لکنني أعلم أنّ الجيل الجديد الواعي لن يسمح لهم بذلك بتاتاً