قلت يا حميدتي : إنه غرر بك ، وأن قواتك مخترقة ، وصدقناك . وقلت : نحن وقحط شركاء وأن عدونا المؤتمر الوطني ، وصدقناك . وقلت إن قواتك لم تقتل المعتصمين أمام القيادة ، وصدقناك . وقلت إنه لا قوات لك فس سنجة ، وإن من قتل الناس هناك هم عناصر مزروعة في قواتك ومندسة ، وصدقناك . نحن صدقنا كل كلامك ولا نكذبك أبدا ، ولكن . ولكن هذه توجع القلب ، الصور تحكي ونشاهد عربات تحمل لوحات قواتك ق. د. س يتمركز فيها أفراد يرتدون ملابس قواتك , ويترجل منها فرد أواثنين ويوجهون اسلحتهم بكل ثبات لتفريغها في صدور الأبرياء العزل بمنتهى الخسة والجبن ، وأمام الكاميرات . وهنا نسألك لمن تتبع هذه القوات ، وإذا كانت لا تتبع لك فلماذا تسمح لها أن ترتدي زيكم وتمتطي سيارات تحمل رموز قواتكم لتلصق التهمة بكم ؟ وهي ليست مندسة ولا تعمل من فوق البنايات البعيدة قنصا . وأين قواتك وهي ترى القتل يجري أمامها وباسمها ؟ إذا أنت لازلت مصرا على أنها قوات لا تتبع لك فلماذا لم تتصدى لها قواتك ؟ ألم تقل أنك حامي حمى الشعب ؟ ام لا توجد لك قوات في الابيض أيضا ؟ وباعتبارك نائب رئيس المجلس الانتقالي ما مسؤولية هذا المجلس تجاه حماية الناس ؟ وإذا اعتبرنا أنها قوات متفلتة وتتكون من صبية وأطفال ، فلا تعلم أن تجنيد الصبية والأطفال محرم دوليا , ويوقعك تحت طائلة القانون الدولي .؟ أليس إنكارك وتنصلك من أي مسؤولية تجاه قتل المواطنين الأبرياء يضعك في خانة الأتهام المباشر مادمت لم تعترف صراحة بعجزك وعجز المجلس العسكري الكسيح في حماية الناس ؟ وأنت نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم تعترفون صراحة بالدولة العميقة من جهة وتدعمون اركان نفس الدولة وتتخذون من أفرادها مستشارين لكم ؟ وهم الذين يوقعونكم في الفخ تلو الفخ ألم تسمعوا بقول الرسول الكريم ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) وأنتم لدغتم من نفس الجحر مرات ومرات . لعلمك أن ما يمنع الثوار من أخذ حقوقهم بيدهم ليس الخوف وأنت تراهم يقابلون الموت بصدور عارية ، ولكنه التزام الأحرار بعهد لا يعرف الإيفاء به إلا الشريف بأن الثورة سلمية وستظل سلمية . أنت ومجلسك الكسيح هذا المتردد المرتعد من الحكم المدني والخائف حتى النخاع من العدالة ، يتحمل كافة المسؤولية عن مقتل كل برئ وعن سجن كل حر وعن اغتصاب كل شريفة ، سواء أنتم من أمر بذلك أو تقاعس عن تحمل مسؤوليته . وسيحاكم كل مقصر وكل مذنب وقاتل جبان ، مهما طال الزمن ، فالدم لا يصير ماء وأن أرواح أبنائنا ليست رخيصة ليلهو بها صبية من الفاقد التربوي والأسري ومدمني المخدرات . كسرة ثابتة : اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها ، واجب ديني وأخلاقي وضرورة سياسية لتطهير المجتمع وحمايته من فسادها .