* حوامل على وشك الوضوع داخل مخيم صحراوي. * تشريد أكثر من 7 الف أسرة. * الخسائر الأولية للفرد الواحد ما بين 2 مليار جنيه الى 300 مليون. الخرطوم :الراكوبة أكثر من 7 الف أسرة بمنطقة ود رملي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها بلا مأوى بعد أن غمرت مياه النيل المنطقة بأكملها اختفت كل المرافي ونشوة الفرح الخرافي هنا والسنين ذات الصوت الدافي تبكي في حنين الى مقالدة الأحبة الذين هجروا بيوتهم قسرا ونفدوا بجلودهم تاركين محاصيل تقدر بملايين الجنيهات حيث قدرت خسارات الأفراد ما بين 2 مليار إلى 300 مليون جنيه .لأن المياه غمرت كل شي البصل بكميات كبيرة وكذلك مزارع الموز والموالح بأنواعها والبراسيم والبقوليات . جدو تلميذ في الصف الثامن كان يحلم بأن يكمل عامه الأخير في مرحلة الأساس ويسرع خطاه في الميساق الأكاديمي ليعبر إلى الجامعة بدرجة تؤهله إلى الدخول لكلية الطب جامعة الخرطوم التي لطالما كانت حلمه الأول. بيد أن النيل غدر بقريته (ود رملي ) ذات صباح باكر في نهاية الشهر الماضي . دمرت الفيضان مدرسته مثلما فعل بمنزل أسرته فتح عيناه من ذات غمضته الصباحية وهو يرى حقيبة كتبه تطفح في المياه المندفعة وهو محمول على كتف والده الذي كان يهرول بسرعة إلى مكان مرتفع يعصمه من الماء صرخ جدو صرخة ذادت وتيرة البكاء عند أهله المكلومين من هول الفاجعة . رحل جدو مع أسرته إلى مخيم يبعد مسافة 4 كيلو شرق القرية نصب خيامه الخيرين ومنظمات المجتمع المدني وبعض المؤسسات الحكومية والقوات النظامية. الراكوبة التقت جدو هناك وقال إن إسمه السر الشهير بجدو نسبة إلى جده المسمى عليه ثم ذرف الدموع وهو يحكي مشاهدات من يوم الفاجعة الكبرى أكد أن حلمه غرق في النيل وأبدى تخوفه من ضياع عامه الدراسي سيما وأن المدارس تستعد لفتح أبوابها أمام التلاميذ وهو بالكاد يعيش مع الأسرة داخل خيمة صغيرة في منتصف المخيم تقيه من الحر واشعة الشمس الحارقة في مكان خصصته المنظمات للسكن الاضطراري يعتمد على الاغاثات والعون الإنساني ويفتقد لأبسط مقومات الحياة. وتلك ابتسام امرأة اربعينية موظفة بوزارة الصحة ولاية الخرطوم من قرية النخيلة المجاورة لود رملي اغرق النيل كل ما تملك وتدخر ودعت قريتها في ذاك الصباح وهي محمولة في قارب لوحت بيدها اليمنى ومسحت دمعتها باليسرى قالت للراكوبة إن ذاك يوم مثل طوفان نوح كانت الارض تنبع من تحت أقدامنا مثلما كانت السماء تمطر والنيل تندفع مياهه نحو القرية الوديعة التي كانت تنام على ضفته الشرقية لم نخرج من منازلنا بغير ملابسنا وإنقاذ أرواحنا ومساعدة الأطفال والعجز والمسنين كنا نحمل المسنين في أيادينا مثلما كنا نفعل ذلك مع الأطفال فالنيل أبت مياهه أن تستقر خلف الجسر فاندفعت نحو المنازل وكذلك الأمطار كانت تهطل بغزارة . محمد أحمد المصباح عضو اللجنة العليا للمتضررين في منطقة ود رملي طالب المسؤولين بالإسراع في تسليم المواطنين أراضيهم وفقا للخطة الإسكانية شرق المنطقة وقال إن الخطة مصدقة منذ 15 عاما ولكنها لم توزع بسبب التلاعب الذي حدث فيها واتهم مسؤولين في العهد البائد بالفساد الإداري ومساومة أراضيهم لصالح أجندة سياسية في العام 2015 حيث كان مرشح النظام عوض الجاز يأمر بتصديق الأراضي لصالح كل من يطمئن بالتصويت لصالحه بمساعدة أبناء المنطقة الموالين للنظام . وهدد المصباح بغفل الطريق المؤدي إلى مصفاة الجيلي حال تماطلت السلطات في تسليم الأراضي محذرا من خطورة الأوضاع داخل مخيم المتضررين وتدهور البيئة وتشريد التلاميذ والطلاب الذين غرقت مدارسهم المعلمة إخلاص الله جابو كشفت عن وجود حوامل وحالات وضوع داخل المخيم وقالت إن الأوضاع سيئة للغاية نسبة لانعدام الرعاية الصحية الأولية داخل المخيم وأشار إلى أوضاع النساء السيئة خاصة وأن المنطقة خلوية وذات طبيعة قاسية لا تحتمل وشددت على أن النساء يعانين في قضاء حاجتهن سيما مع قلة المراحيض وبعدها عن المخيم . مأساة ود رملي مأساة ود رملي مأساة ود رملي مأساة ود رملي