نشرت لى فى السابق عدة مقالات تعرضت فى بعضها لبعض تفسيرات القرآن بالقرآن و قد لاقت بعض النتائج قبولا من بعض القراء و إستهجانا من الآخر و علق البعض بأن هذا تلاعب بالالفاظ,بما أن المواضيع المطروقة يغلب عليها مناهج البحث القديمة و الافكار المسبقة و ايضا قد يكون إيجازى مخلا لذا رأيت أن أشرك القارئ الكريم الذي يستخدم عقله فى الحكم على المنهجية قبل القفز إلى النتائج. القرآن الكريم وصفه الله سبحانه بأنه ذكر حكيم و ذكر لقوم النبى الكريم و ذكر للعالمين و الذكر بحسب تفاسير السلف هو التأريخ أو ذكر الله أو الشرف الذى يكتسبه متبع الذكر إلا أن الغالب عليه هو أنه تأريخ و الطرق التى يستفاد منها فى إستنباط الحكمة من التأريخ متعددة بحسب إجتهاد الفقهاء المكانى و الآنى, القرآن وصفه سبحانه تعالى بأنه كتاب مكنون ومتشابه و مثانى, فسرت مكنون بأنه فى اللوح المحفوظ و المعنى الاخير صحيح لكن مكنون غير ذلك إذ تعنى وجود معانى باطنة فيه,متشابه فسرت بأن بعضه مبهم و هذا تفسير غير صحيح فكيف يخاطبنا الله بكتاب بلغة البشر ثم يبهم معناه؟ ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا) فمتشابه تعنى يشبه بعضه بعضا, و مثانى فسرت بأن معانيه ثنيت(كررت) بين دفتى الكتاب مع أن مثانى بكل بساطة تعنى مثانية المعنى و لتوضيح المعنى أكثر رأيت فى هذه السلسلة أن أطلع القراء الكرام على هذه المنهجية بأسلوب العلم التجريبى فى إحدى أشهر قصص القرآن ألا و هى قصة سيدنا آدم عليه السلام و هذه المنهجية قابلة للنقد البناء. قصة سيدنا آدم الموجودة فى عقلنا الجمعى معلومة للكل و قد إنبنت على تفسيرات بعيدة عن الحقيقة نسبة للتعجل فى فهم معانى كلمات محددة إنبنت عليها القصة و الكلمات هن: (لا تقربا, لباس,بدت, يريهما,سوأة,أهبطا) كلنا يعرف هذه العبارة و هى دائما ترد فى القوانين (في هذا القانون وفي جميع الجداول التي يتضمنها، تكون للمصطلحات التالية المعاني الواردة أدناه، ما لم يقتض السياق معاني غيرها) فما بالك بالذكر الحكيم و للناس تفاسير و إستخدامات متعددة للغة و المعروف أنها كائن حى متغير و متجدد فمثلا لا بمكننا هذه الايام إستخدام لغة شكسبير الانجليزية التى سادت قبل400 عام. أمرنا سبحانه ب (ورتل القرآن ترتيلا) و قد أجمع المفسرون على أن الترتيل هو : الترسّلُ والتبيين والتؤدة والتلبّث والتأنّي والتمهّل في التلاوة، وهي جميعها معانٍ متقاربة، والمقصود أنّ الترتيل ممارسة تُعين على تدبّر الآيات وحضور القلب أثناء التلاوة كما إستحسنوا حسن الصوت أثناء التلاوة. الحق أن كل هذا صحيح لكنه ينقصه أن الترتيل هو صف الآيات التى تعين على فهم الكلمات المتشابهة أو القصة إذ أن كثيرا من مواضيع القرآن مفرق فمثلا من الاستخدام الدارج حتى فى يومنا هذا( رتل من الآليات العسكرية) أو(أرتالا من الجيوش). المنهج بسيط للغاية: رتل (صف) الآيات التى تحوى الكلمات المتشابهة,إستنبط المعنى المشترك للكلمات ثم إستخرج المعنى المثانى و هو قد يكون غير المعنى الاول الذى يقدح فى الذهن عند القراءة العادية. فلنرتل عبارة لا تقربا و مترادفاتها لنصل لمعناها المتشابه: وَ قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) البقرة,وَ يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(19) الأعراف,وَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَ لَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ(222) البقرة, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَ أَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَ لَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43) النساء,قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَ بِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَ لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَ إِيَّاهُمْ وَ لَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(151) الأنعام),وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ الْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَ إِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَ لَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَ بِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(152) الأنعام),وَ لَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَ سَاءَ سَبِيلًا(32) الإسراء,وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَ أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34) الإسراء. يتبين لنا أن المقصود بعدم القرب حسب المعنى الاصطلاحى القرآنى عدم التفكير فى الامر حتى و ليس مجرد القرب الجغرافى أو المكانى كما نري فى افعال كلها تفكرية مثل الصلاة أو ملاطفة النساء أو الزنا أو التخطيط لادارة مال اليتيم, مثلا النظر للصور الخليعة هو إقتراب من الزنا. فلنرتل كلمة لباس و مترادفاتها لنصل لمعناها المتشابه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَ لَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187) البقرة, يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشًا وَ لِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) الأعراف,وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ(27) النحل, إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23) الحج, وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَ النَّوْمَ سُبَاتًا وَ جَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا(47) الفرقان, جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(33)فاطر, يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ(27)الأعراف, يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشًا وَ لِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26) الأعراف, إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ لُؤْلُؤًا وَ لِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23) الحج, وَ جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا(10) النبأ, وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(9) الأنعام, وَ لَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُوا الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(42) البقرة, يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(71) ال عمران, وَ لَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ(9) الانعام, قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ(65) الانعام, الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ(82) الانعام, وَ كَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَ لِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَ مَا يَفْتَرُونَ(137) الانعام, وَ هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(14) النحل, أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقًا(31) الكهف, وَ مَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَ تَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(12) فاطر, يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ(53) الدخان, َفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15) ق. اللباس يتبين لنا هنا أنه شئ معنوى يحجب العقل أو الاحساس ,التقوى أشير لها كما تقدم فى الآيات بصراحة (و لباس التقوى ذلك خير),آدم و ذريته إمتازوا بأن الله سبحانه أنزل عليهم لباسا يوارى سوءاتهم, السوءة هى ما يشين ظهوره و هى فجور الانسان الذى أشار إليه تعالى ب (و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها), قابيل تحسر بأنه يريد أن يوارى سوءة أخيه أى جثته المتحللة, النساء لباس لعقل الرجل يسيطرن عليه بالغريزة و الرجل كذلك لباس لعقل المرأة, رؤيا الملائكة هى لباس للعقل لان الملائكة أصلا لاترى لكن الله سبحانه يجعلها لنا مرئية و يشكلها بالشكل الذي يريد (فتمثل لها بشرا سويا)و (جاعل الملائكة رسلا ذوى أجنحة), الليل لباس ليس كما قال المفسرين بمعنى غطاء و لكنه غطاء للوعى يعقبه سبات الجسد , احدث الدراسات تبين أن النوم إجراء حيوى بيولوجى خضعت له الكائنات قبل 700 مليون عام تقريبا أى هو تطور حديث و لذا أتت كلمة جعلنا و الجعل فى اللغة هو التغيير فى كنه شئ موجود ماديا أو معنويا, الحرير و الاستبرق و الحلي لباس معنوى بالجمال,لباس الجوع و الخوف أتى للظالمين بعد أن كانوا يتمتعون بالشبع و الامان, فى لبس من خلق جديد أى على قلوبهم اكنة تمنعهم من الاعتقاد فى خلود الروح و بعث الجسد بعد الموت. الصياغة الوحيدة الشاذة كانت فى قوله تعالى: وَ عَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80) الانبياء. حتى هذه الكلمة المشتقة من (لباس) أتت بمعنى محدد : صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم (حجاب مادى)و أستخدم المصدر لبوس بدلا من لباس ليتم التفريق بينهما. نواصل فى المقال القادم منعا للإطالة,مهلا قد يقول البعض مالنا و هذا؟ حقيقة من المهم أن تكون هناك مقاربة جديدة للدين ليس لانى او فلانا على حق و لكن ليس كل ما أتى به الاولون صحيح أو يناسبنا, و الاسلام هذه الايام على مفترق الطرق و هو دين غالبية شعبنا و إطارنا الاقليمى و قد أستخدم الدين ضدنا و ضد غيرنا بصورة سيئة للغاية أضرت بالبلاد و العباد نسأل الله السلامة و الهداية.