السيد رئيس الوزراء المحترم حمدوك، بأمانة إنت لافي في الفاضي.. لو إستهوتك الرحلات الخارجية وناطي من طيارة لطيارة تبقي دي حاجة تانية..
هل تعلم ان المدعو اشرف الكاردينال، فُرضت عليه عقوبات من قبل وزارة الخزانة الامريكية، قبل اسابيع، وتم تكريمه بالأمس في قاعة الصداقة المؤسسة التي تتبع لدولتك المحترمة؟
هل تعلم مدي خطورة هذا التكريم؟
الإحتفال بمثل هذا المجرم المتهم بالتحايل علي القرارات الدولية، والإتجار بالسلاح، وغسيل الاموال، ومتهم بتهديد الامن والسلم في دولة جنوب السودان يُعتبر تحدي واضح وصريح..
اعتقد في الإحتفال والتكريم دلالة عميقة وتحدي للقرار الامريكي الاخير، و مقصود من جهات الكل يعلمها..
المعلوم هؤلاء القوم يراقبون عن كثب، ولا تفوتهم شاردة ولا واردة، يكادوا يعدوا انفاس شعبكم الذي انهكته العقوبات، ولائحة الدول الراعية للإرهاب..
بح صوتنا بأن مشكلة السودان وحلها تبدأ من الداخل بترتيب الصفوف، والاهم الترتيبات الامنية، التي هي اولوية قصوى في الملف السوداني..
يجب ان تعلم ان التدهور الإقتصادي لا يُعالج بضخ الاموال اوحضور المؤتمرات، في هذه المرحلة الحرجة، قبل وضع بنية متينة تستوعب التغيير الذي ننشده..
اعتقد بدأت تبين عورات الوثيقة الدستورية، بشكل واضح عندما وضعت امر الجيش، والشرطة وقوى الامن الاخرى تحت تصرف الشق العسكري من المجلس السيادي..
عندما نبهنا لهذا الخلل قالوا لدينا الاغلبية في المجلس السيادي ويمكننا ان نفعل ما نريد..
اعتقد في سابقة خطيرة ان لا تكون لرئيس الحكومة ولاية علي الجيش، او المؤسسات الامنية، فمن هنا تأتي الإزدواجية، و العمل باجنحة متباعدة وغير منسجمة..
عدم وجود طاقم إستشاري بالنسبة للحكومة، للرصد والتحليل، ستكون كل جهودكم بلا معنى..
مشكلة السودان لا يمكن للإتحاد الاوربي ان يحلها، بل يمكنه ان يعمقها بشكل يصعب التعامل معها في المستقبل، وذلك لدواعي تخص امن حدودهم من مخاطر الهجرة الغير شرعية، وتحالفهم ودعمهم لمليشيات الدعم السريع بعيداً عن مواعين الدولة، والتي تشكل العقبة الحقيقية في عملية التغيير، ما لم يتم حسم امرها بشكل جاد وعملي..
يجب ان تضع الدولة يدها علي كل صغيرة وكبيرة، وبلا تهاون او تقصير، وذلك يتم بقبضة امنية مركزية في وضع إستثنائي، يمنع اي مظهر يمكن ان يصب في خانة الإخلال بالامن القومي..
يا حمدوك عوووووووووك.. ياخ في عهد الكيزان لا يمكنك ان تُقيم حفل عُرس او طهور حتي.. دون إذن او تصديق محدد بزمن..
ما بالك ان تحتفل عاصمتك بمجرم متهم في قضية دولية وفُرضت عليه عقوبات من اسابيع..
ما زالت توضع العقبات والمتاريس، في طريق رفع العقوبات، ما دام المجرمين ابطال يُحتفى بهم في كنف دولتنا المدنية بعد الثورة المجيدة..
غسيل الاموال هو اول المعارك التي تخوضها امريكا ضد الإرهاب، والسودان يعتبر مركز رئيسي لهذا السلوك، الذي يعتبر مهدد للأمن والسلم العالمي..
هل فعلاً حمدوك ومستشاريه إن وجدوا يدركون ماذا تعني كلمة امن قومي بمعناها الشامل؟
بطل حوامة يا حمدوك، واقعد حلحل المشاكل الداخلية، بشكل مهني يخدم مصالح الامن القومي، للإسراع بشكل عملي، يخدم رفع إسم السودان من كل اللوائح السوداء..
اعلم تماماً عدم مسؤوليتك عن وزارتي الدفاع والداخلية، وقوى الامن الاخرى، عليه يجب ان تُطالب بذلك، ولو يتم تعديل الوثيقة الدستورية، وذلك من حقك لأنك جزء من السلطة التشريعية في غياب المجلس التشريعي، بالشراكة مع مجلس السيادة، الذي يغلب عليه العنصر المدني..
او عليك بالتنحي لكي لا تصبح مسخرة..
لتترك الامر للحرية والتغيير التي قبلت بهذا الوضع الاعرج، في مواجهة الشارع الذي بات يعرف ما له من حقوق و ما عليه من واجبات..