حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    كمين في جنوب السودان    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    اكتمال عملية التسليم والتسلم بين رئيس مجلس الإدارة السابق والمدير العام للنادي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني يشارك في مهرجان فينيسيا    وزارة المالية توقع عقد خدمة إلكترونية مع بنك النيل الأزرق المشرق    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    السودان..الإعلان عن إنزال البارجة"زمزم"    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادة المرأة في القرآن ليست نصف شهادة الرجل
صلاح فيصل
نشر في الراكوبة يوم 26 - 11 - 2019

فجرت مسألة شهادة المرأة و التى تعتبر نصف شهادة الرجل أمام المحاكم فى عصرنا هذا كثيرا من السجال بإعتبار إختلاف الظروف عما ساد عند نزول القرآن و لكن الجناح المتشدد تمسك بالتفسير الحرفى للقرآن ,المنطق الذى يقوى من موقف الطرف الاخير بالرغم من أن الطرف المتشدد و هو غالبا الاتجاه السلفى يدعى أحيانا بان السنة تنسخ القرآن و هو منطق ينسف مفهوم القرآن نفسه و هذا مبحث واسع.
من مشكلات تفسير القرآن المزمنة هى الاعتماد على تراث السلف دون تنقيح وهو تراث بالرغم من غناه فيه كثير من المشكلات ,منها الاعتماد التام على السنة المدونة و المرويات على مافيها من عدم يقينية, بالاضافة للتفسير بالرأى و البعد عن التفسير الموضوعى, لذا تجد كتب تفسير السلف مليئة ب (إختلف الفقهاء).
التفسير الموضوعى هو التفسير الذى يبعد عن التأويل و يقترب من المعنى الاصلى بالعثور على المعنى الاصطلاحى للكلمة من القرآن نفسه ثم ربط المدلولات مع بعضها من مواضيع متفرقة فى المصحف الشريف , قال تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا (106)الاسراء. و ذلك للاقتراب من المعنى المراد.
نلاحظ عند الاكثار من قراءة القرآن وجود كلمات تنبع من نفس الجذر او تدل على نفس المعنى مثل( الوالدين,الابوين) أو (اهل القرية,أصحاب القرية) أو (إمرأة,زوجة, صاحبة) و لكن هناك إختلاف فى المعنى بحسب السياق.
ما يهمنا فى هذا المبحث هو كلمة شهداء الواردة فى موضوع شهادة المرأة ماذا تعنى و متي تستخدم و لتوضيح المعنى أكثر و توضيح معانى القرآن بحسب الاشتقاق و السياق اللغوى أرجو أن نتبين معانى الكلمات التالية:-
شاهد, شهود,شاهدون, شهداء:-
الشاهد .. الشاهد هو من اقر و اعترف بشيء مضى .. بعدما حضره و رآه .. و ليس مطلوبا منه ان يشهد عليه بعد حين .. فهو لحالة آنية وبعدها تنتهي القضيّة
و جمعها شاهدون .. اي مجموعة شاهدين يشهدون حدثا معينا .. كما حصل في المائدة السماوية التي نزّلها الله تعالى على موسى و الحواريين .. فقد رآها جميع من حضرها .. فأصبحوا شاهدين عليها .. و أقرّوا و اعترفوا و آمنوا.
الشّهود ... جمع شاهد .. و لكنّها تختلف عن الشاهدين .. فالشّاهدون هم مجموعة يشهدون حدثا واحدا ... في حين أنّ الشّهود هم مجموعة من الشّاهدين يشهدون احداثا متعدّدة ..فكل حدث له شاهد واحد او مجموعة من الشاهدين .. فإن تعدّدت الأحداث فجميع من شهد عليها مجتمعين هم شهود ... وقد يكون ذلك في أزمان مختلفة .
الشهيد .. هو الشاهد الذي سيدلي بشهادته و بما شهده و ذلك في في وقت لاحق .. و جمعها شهداء .. و الشهداء هم الذين سيدلون بشهادتهم في قضية واحدة و محدّدة ..اما الأشهاد فهم مجموعة من الشهداء في قضايا مختلفة و عديدة قد تكون في زمن واحد أو في أزمان متعدّدة ..
فكل شهيد لا بدّ له ان يكون شاهدا أوّلا ليكون بعدها شهيد , أما الشهيد الذي يستشهد فى سبيل الله فسمي كذلك لأنه يشهد على إيمانه بتقديم أغلى ما عنده و هو حياته فى سبيل القضية.
قال الله تعالى : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(23) البقرة.
يخاطب الله تعالى غير المؤمنين ويقول لهم : ان كنتم لا تؤمنون ان هذا القرآن منزل من عند الله تعالى فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم الذين شهدوا كيف أتيتم بهذا من عند انفسكم ..فليشهدوا الآن بأنّكم انتم من اتيتم به .. .. هنا جاءت كلمة شهداء لانهم مجموعة سيشهدون على امر واحد لا غير.
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(133) البقرة.
هل أنتم شهداء الآن بحيث انّكم تشهدون على ما قاله يعقوب لبنيه عند الموت ؟ .. فهل شهدتم ذلك الامر من قبل .. ونطلب منكم الآن ان تكونوا شهداء على ذلك ؟
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا(143)البقرة.
نحن جعلناكم يا ايها الذين آمنوا أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس .. لانّكم الآن تشهدون جموع النّاس من الفئات المختلفة من يهود و نصارى و اميّين و غيرهم فانتم الآن شاهدين لتكونوا شهداء عليهم يوم القيامة حيث سناخذ شهادتكم .. و كذلك الرّسول هو شاهد عليكم الآن ليكون يوم القيامة شهيدا عليكم وسيدلي بشهادته و بما تعملون .
وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ( 282 ) البقرة.
استشهدوا شهيدين .. أطلق الله تعالى عليهما اسم الشهيدين لانهما الآن شاهدان على هذا الدّين ليكونا في المستقبل شهيدين على ما شهدوه من قبل .. فلو انتهى الامر هنا وعند هذا الحدّ لكانا شاهِدَين ..ولكن بما انّه مطلوب منهما ان يشهدا فيما بعد على هذا فهما شهيدان .
وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا(72)النساء
وان منكم ( يا أيّها الذين آمنوا ) ليبطّئن أي يتباطأ في الالتحاق بالمقاتلين .. فان أصابتكم مصيبة ما أثناء القتال بسبب بعض التنّصرفات غير المسؤولة للبعض منكم قال : قد انعم الله علي اذ لم التحق بهم ولم اكن شاهدا على ما حصل لأنّ الجميع سيستجوبهم النّبي الكريم لمعرفة اين وقع الخلل .. فيكون كل واحد منهم شهيدا .. ليشهد بما حصل و كيف.
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(117)المائدة.
يقول عيسى عليه السلام : كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم ... فهذا يعني انّه كان شاهدا اولا على ما فعلوا في الحياة الدّنيا ليكون شهيدا عليهم يوم القيامة .. و ليدلي بشهادته تلك .
قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ(113)المائدة.
طلب الحواريّون مائدة من السماء لتطمئنّ قلوبهم و يزدادوا ايمانا و يكونوا عليها من الشّاهدين وليس من الشّهداء .. ممّا يعني انه غير مطلوب منهم فيما بعد ان يشهدوا عليها .. فهي قد نزلت كآية لهم و انتهى امرها .
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(26)يوسف.
قال يوسف ان امرأة العزيز هي من راودته عن نفسه .. و الشاهد من اهلها تمّ استدعاءه ليشهد على ان القميص قُدَّ من دبر .. فليس هذا هو اقتراح ذلك الشاهد و لكنه ربما يكون اقتراحا من العزيز نفسه .. وجيء بهذا الشاهد من اهلها ليشهد ذلك بنفسه ..وهو ليس بشهيد .. لانّه لن يتمّ استدعاءه ثانية ليشهد بما رأى في المرّة الاولى .. حيث انّه تمّ انهاء تلك القضيّة عند هذا الحدّ وتمّ سجن يوسف عليه السّلام .
قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(56) الانبياء
قال ابراهيم للذين يعبدون من دون الله : بل ربكم رب السموات و الارض و انا على ذلكم من الشّاهدين .. فهل شهد ابراهيم عليه السلام ذلك ؟ الجواب : نعم .. وهو في هذه الآيات الكريمة :
وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)المائدة.
يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)مريم.
المدقق فى الآية أعلاه يجد أن المشاهد التى ؤآها سيدنا إبراهيم كانت علما خاصابه إختصه به الله فهذه المشاهد مرة واحدة لا يراها إلا من صار خارج الارض فحديث ابراهيم هنا وانه كان من الشاهدين .. وانتهى الامر هنا .
وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ(78)الانبياء.
كنّا لحكم داوود و سليمان شاهدين .. و انتهى الأمر .. فلن نشهد على ذلك ثانية و لا في أي موضع آخر .. فلن يحاسبهما الله تعالى على ذلك الحكم .. لانه كان هناك ربما وحي مباشر من الله تعالى اليهما .. ووقف الأمر عند هذا الحدّ ..
وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ(44) القصص.
هل كنت يا محمد بجانب الغربي عندما قضينا الى موسى الأجل ؟ وهل شهدت ذلك بأمّ عينك ؟ فينفي الله تعالى ذلك ..فقال هنا من الشاهدين و ليس من الشهود لأن الشهادة هنا على موضوع واحد ..
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ(150) الصافات.
هل خلقنا الملائكة إناثا و شهدوا هم ذلك ؟ و انتهى الامر عند هذا الحدّ ؟
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(61) يونس.
الشهود هم مجموعة من الشاهدين على قضايا مختلفة و متعدّدة و ليس على امر واحد فحسب .. فهنا مجموعة من الاعمال منها ( ما تكون منه في شأن ) و ( تتلو منه من قرآن ) و ( ولا تعملون من عمل ) قالشهود هنا على عدة قضايا .. فمجموع من يشهدون على قضايا متعدّدة هم شهود.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(18)هود.
الأشهاد هم مجموع الشهداء على قضايا متعدّدة قد تكون في زمن واحد او في ازمان عديدة ..فيوم القيامة ياتي الأشهاد مجتمعين من ازمنة مختلفة ليشهدوا على الذين كذبوا على ربهم .. فهؤلاء الأشهاد قد شهدوهم من قبل في الحياة الدنيا .. و في الآخرة سيشهدون عليهم
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(28) الفتح.
وكفى بالله شهيدا .. فالله تعالى شهيد وهو شهيد على كل شيء لانه قبلا هو شاهد ..فقد شهد كل ما نفعل ..و يوم القيامة سيكون الله تعالى شهيدا على الجميع وكفى به شهيدا .. فهو سيشهد على كل ما قمنا به .
لنرجع لآية الدين و الجزء الخاص منها بالشهادة و هو (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ).
هذا الجزء يوضح بجلاء لا لبس فيه أن الشهيد يمكن أن يكون رجلا أو إمرأة بتخصيص( شهيدين من رجالكم) أو (إمرأتان ممن ترضون من الشهداء).
ندلف إلى آية أخرى فيها كلمة (شهداء) :
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)النور.
يتبين هنا بجلاء أن القرآن لم يخصص نوع الشهداء رجالا أم نساء, س سؤال لماذا خصصت إمرأتان فى آية الدين؟
الاجابة فى هتين الآيتين: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)النور.
لو أخذنا بظاهر الآيتين لمنعنا النساء من الذهاب للمساجد و لتعارض ذلك مع نص قرآنى أخرمثل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)الجمعة
معلوم حسب الاسلوب البلاغى القرآنى أن يا أيها الذين آمنوا تشمل الرجال و النساء إلا كان كان هناك تخصيص بل وهناك أحاديث نبوية كثيرة تحض على ذهاب النساء إلى المساجد.
المعنى العميق يدلل بأن التجارة بصفة خاصة عند نزول الوحى مكانا و زمانا كانت شغل الرجال و يتقنون تفاصيلها لذا تحدث القرآن عن الرجال الذين لا تلهيهم تجارة و لابيع, و لاهمية الاقتصاد فى عصب المجتمع و الحياة فقد خص الدين و هو من أهم المعاملات بأطول آية فى القرآن و خصت شهادة الدين بأقوى بينة يمكن الحصول عليها فى ذلك المكان و الزمان, يتبين لنا بعد هذا التوضيح الشامل أهمية التركيز على فهم القرآن بكلماته و ترابط معانيه بدلا من الاعتماد على منهج السلف الذى و إن كان قد أدى دوره فى زمانه إلا أن هناك حوجة ماسة لتنقيحه لا رميه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.