سخر الكثيرون من ترديد حمدوك عبارة سنعبر ولكننا كنا مؤمنون بحتمية العبور رغم الحالة الاقتصادية المسنودة بحروب مختلف الاتجاهات. فقد تم كل شئ بسلاسة وحرفية. ولم نستغرب من بجاحة ترامب في مطالبتنتا ثمنا باهظا وصفوفنا ترتص بحثا عن رغيف ووقود فحريتنا تسبق البطون والقادم افضل. وقد كنا واثقين من أنه يتطلع لأصوات السودانيين الأمريكان وأصدقائهم وسيضطر لذلك قبل الانتخابات بعدما حاصره مفاوضونا البواسل في تلك الرحلة الشاقة من التفاوض المشروط بالتطبيع ويكفينا معرفة قيمة بلادنا رغم وضعها الحالي من خلال الفرحة الطاغية التي عمت إسرائيل وأمريكا لمجرد موافقة التطبيع غير المكتمل والمشروط بموافقات متبقية. وهي حالة يجب ان تجعلنا نفكر بعقلانية ننهي بها صراعاتنا وخلافاتنا الداخلية ونوقف كل حملات الكراهية بين اطرافنا المختلفة ونقبل بعضنا بعضا لنبنى وطنا يسع الجميع فلا أحد فينا يملك حق إقصاء احد. وبناء دولة العدالة التي تحاسب المخطئ وتمنح الباقين حقوقا متساوية هو المطلب الأساسي لثورتنا . وبعيدا عن ضجيج فرحتنا بانتهاء العقوبات فإن للمغتربين دورا هاما في دعم الوطن واخونا مكين لازال يتعثر فسيارة وقضايا المغترب لم يحدث فيها اختراق رغم ان وطننا يصلح كمنطقة تجارة حرة ومنصة إعلام لنا ودول الجواروماذا سنخسر لو تركنا للمغترب كافة حاجاته في منطقة حرة يشتري منها بالسعر العالمي ويدخلها البلاد بضريبة لاتتجاوز الخمسة بالمائة كغيرنا من بلدان العالم وبالعملة الحرة بدلا عن الإعفاءات التي أصبحت تجارة لضعاف النفوس الذين يحرمون البلاد من العملة الصعبة التي كانت ستساهم كثيرا بجانب مدخلات الإنتاج الأخرى في تيسير الحال وماذا سنخسر من إقامة منطقة إعلامية نستفيد منها ومعنا الدول المحيطة بنا تحويلات المغتربين لو احسن استغلالها وفق حزم الحوافز ستحل الكثير من الإشكاليات المعقدة. وفتح المجال أمامهم للاستثمار ستكون نتائجه أفضل من اللهث وراء الآخرين. وقضايا المغتربين لازالت تراوح مكانها ولو لم يتم حلها فستخسر البلاد كثيرا ومن أهم قضايا المغتربين تعديل أوضاع العاملين بالتعيين المحلي في مقارنا الدبلوماسية فخبراتهم في العمل أفضل بكثير من مبعوثي وزارة الخارجية الذين تتقاذفهم المحاصصات الحزبية وتثقل خزينتنا كلفة تعديل أوضاعهم وتعديل أوضاع المحليين ستمزق الكثير من فواتير الخارجية المتمثلة في مخصصات الأسفار والسكن والفرش والاعاشة وغيرها من البدلات المرهقة غير المجدية