بانسحابها من إجتماع قوي الحرية والتغيير المدعوم بياسر عرمان الممثل لحركات المحاصصة ، أثبتت تنسيقيات ولجان المقاومة ماظللنا نردده بأن الثورة لن تموت مهما حاول سارقوها النيل منها ، فالإنسحاب وتوضيح أسبابه نزل بردا وسلاما علي معظم قطاعات الشعب التي ظلت في حيرة من أمرها حينما وجدت نفسها فجأة لاتملك من الوطن غير ولاءها له ، فأمر الوطن يقوم به أولئك السارقون من مدنيين وعسكريين والذين نصبوا أنفسهم مسؤولين عنه بعد الثورة بالرغم من أننا لم نر منهم جريحا أو قتيلا باستثناء التمثيلية الممجوجة التي خرج بها أحدهم في صورة مفبركة بقميص مقطوع لتكون قطعة القميص تلك أغلي قطعة في التاريخ لأن ثمنها كان وزارة سيادية مهمة لازال يتقلدها رغم أنه نسي إيداع القميص المقطوع متحف السودان باعتباره أغلي قميص في تاريخ البلاد . لجان المقاومة وتنسيقياتها لاشك أنها الأن تتعرض للكثير من المساومات ، ولكننا نقول لمسؤوليها أنها أضحت اخر امالنا في الثورة وفي سودان مأمول ، وأننا جميعا نشد من عضدهم ونقف وراءهم ونطالبهم بالمحافظة علي صلابة موقفهم وأن لايقعوا ضحية لأية مساومات محاصصية متوقعة ، فخروجهم من الإجتماع بهتافاتهم الصادقة بعثت في نفوس الكثيرين الأمل من جديد ، وقبول أقل من نصف مقاعد المجلس التشريعي يعني إحباطا جديدا ، فالخروج من الإجتماع يجب أن يكون بداية لموقف مستمر لضغط ينتهي بإسقاط حجارة الكفوات المدنية والعسكرية التي منينا بها ، وأن تكون بداية لمراجعة كل اتفاق تم إبرامه منذ سقوط البشير ، ومراجعة أداء كل اللجان التي تم تكوينها ، وكل الصادرات والواردات ، لأن ماحدث من لجان المقاومة هو الخطوة الأولي لمشوار المليار ميل التصحيحي الذي سيعيد للواجهة شعارات الثورة الثلاث ( حرية – سلام – عداله) ، والأهم من كل ذلك هو الإقتصاص لشهداء الثورة ، فشهداءنا لن ترقد أرواحهم بسلام مالم يتم الإقتصاص من قتلتهم الذين لازال معظمهم يتصدر المشهد السياسي ويعتلي ظهور الثوار ، فمنذ أن قامت الثورة تم تكوين عشرات اللجان ، وحتي هذه اللحظة لم يتم تكوين لجنة للإنتخابات ، فالإنتخابات لامكان لها في تفكير الطغمة الحاكمة ، والوثيقة الدستورية هي وثيقة لايعترف بها أصلا معظم الشعب السوداني لأنها كنيفاشا كانت إتفاقية بين طرفين ، وحتي تعديلها تم بين الطرفين ، وهي في مجملها ليست سوي عطاء من لايملك لمن لايستحق ، وعلي لجان المقاومة تجاوز تلك الوثيقة والعودة لأحلام وامال الشهداء التي كانوا ينادون بها حينما احتواهم ميدان فضّ الإعتصام ، فالثورة أصلا قامت لانهاء حكم عسكري وقام بها شباب ، وهؤلاء فقط هم من يجب دعمهم وتصدرهم الأمور وإبرام كل الإنفاقيات . عليكم يالجان وتنسيقيات المقاومة تصفير الأرقام المخزية التي شوّهت السمعة الطيبة لثورتنا والبداية من حيث انتهي الشهداء والكل سيكون معكم ولكم داعما وقد بلغت .