اصبح من الصعب جدآ ان يفهم المرء السياسة التي يتبعها المجلس السيادي في ادارة دفة الامور؟!!، ولا نفهم لماذا وقع المجلس منذ لحظة تكونه عام 2019 في جملة من الاخطاء الشنيعة التي هددت سلامة الوطن؟!! 2- ان الفرق كبير للغاية ما بين عمل واداء مجلس السيادة الاول الذي تراسه الدكتور/ محمد عبدالحليم، وعضوية السود/ لويجي ادوك، ابراهيم يوسف سليمان، الدكتور/ مبارك الفاضل شداد، الدكتور/ التيجاني الماحي، واستمر عمل هذا المجلس من يوم 26/ ديسمبر عام 1955 وحتي يوم 17/ نوفمبر 1958،….وما بين المجلس السيادي الحالي الذي يتراسه في دورته الاولي الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان رئيساً"، وعضوية كل من "الفريق أول/ محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والفريق أول/ شمس الدين كباشي، والفريق/ ياسر العطا، واللواء/ ابراهيم جابر، وحسن شيخ إدريس، ومحمد الفكي سليمان، ومحمد حسن التعايشي، وصديق تاور كافي، وعائشة موسى، ورجاء نيكولا عبد المسيح". 3- المجلس السيادي الحالي يعيبه كثيرة اشياء لم تعد تخفي عن العيون، ورصدتها الصحف المحلية ونشرت الكثيرمنها، وهذه الاخطاء هي: (أ)- المجلس السيادي والمكون من: (الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان، الفريق أول/ محمد حمدان دقلو "حميدتي" ، والفريق أول/ شمس الدين كباشي، والفريق/ ياسر العطا، واللواء/ ابراهيم جابر.) هو الجناح العسكري صاحب الكلمة الاولي والاخيرة، ولا يعلو اي صوت عليه مدني عليه ، وبقية المدنيين في المجلس حالهم مثل حال مساعدين رئيس الجمهورية السابق بلا "شغل ولا مشغلة"!!، كانوا مجرد ديكورات في القصر الرئاسي!!، هؤلاء المدنيين في المجلس الحالي، لم نسمع لهم حسآ او خبر!!، او قرأنا شيء عنهم!! (ب)- لم يعد يخفي علي احد داخل السودان وخارجه، ان الفريق أول/ "حميدتي" هو الرئيس الفعلي لمجلس السيادة بلا منافس!!، وهو(الدينمو) الذي يحرك المجلس!!، وكل بقية زملاءه الجنرالات يخضعون لتوجيهاته بما فيهم الرئيس الفريق أول/ عبد الفتاح البرهان خضوع تام بلا نقنقة او همهمة!! (ج)- كتبت الصحف المحلية كثيرآ عن المشاكل الذي تعانيها الحكومة الانتقالية، واولها مشكلة تدخل المجلس السيادي في عمل الحكومة في مواضيع اصلآ لا تخص المجلس لا من بعيد اوقريب!!، واحيانآ يتصرف المجلس في اتخاذ قرارات دون اخطار الحكومة، كان اخرها بالامس القريب عندما صرح المتحدث باسم الحكومة السودانية فيصل محمد صالح قال ل "سودان تربيون" الاثنين 23/ نوفمبر الحالي، "إن مجلس الوزراء ليس لديه أي علم بهذه الزيارة" ، وأضاف " لم تنسق معنا أية جهة في الدولة بشأنها، ولا نعلم بتكوين الوفد ولا الجهة التي دعته واستقبلته"!!..وأفادت مصادر متطابقة "سودان تربيون" أن الوفد وصل بتنسيق من قيادات عسكرية في مجلس السيادة!!..ولا احد يعرف لماذا تعمد المجلس السيادي تجاهل الحكومة في امر هذه الزيارة؟!! (د)- في ظاهرة غريبة تخالف ما اتفق عليه سابقآ بعد نجاح الانتفاضة في تعاملها مع الذين ارتكبوا مجازر وجرائم قتل، ووجوب تقديمهم للعدالة ، بدأ المجلس السيادي بشقيه العسكري والمدني يميل بشدة نحو تحقيق العفو التام علي كل من حمل السلاح وارتكب جرائم قتل وابادة ومجازر، بل حتي وان كانوا افراد وجماعات من عصابات "الجنجويد" التي شاعت شهرتها الاجرامية في كل الافاق، او العفو عن مليشيا موسي هلال، و"كتائب الظل!!، يود البرهان ان يعفي السفلة والمجرمين من تقديمهم للمحاكمة رغم ثبوت التهم الخطيرة ضدهم!! (ه): جاء في خبر نشر في صحيفة "الراكوبة": (أصدر عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، في 12 نوفمبر 2020، بصفته رئيس مجلس السيادة، وكجزء من تنفيذ اتفاق جوبا للسلام الموقع لحل النزاع في دارفور، عفواً عاماً عن "كل من حمل السلاح أو شارك في أي من العمليات عسكرية أو الحربية أو ساهم في أي عمل أو قول يتصل بالعمليات القتالية". كما يشمل العفو "الأحكام الصادرة والبلاغات المفتوحة ضد القيادات السياسية وأعضاء الحركات المسلحة بسبب عضويتهم فيها، إضافة إلى الأحكام الصادرة والبلاغات المفتوحة ضد القوات النظامية عن الأفعال التي وقعت أو صدرت منهم في سياق المواجهات العسكرية أو الحرب بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة. ".). (و)- اغرب ما في امر هذا القرار، ان الجناح المدني في المجلس لم يعلق عليه سلبآ او ايجابآ!!، ولم يوضح لنا احد من الاعضاء المدنيين وجه نظره في القرار المخالف لكل الاعراف الدولية التي نصت علي ان جرائم الابادة والاغتيالات والاغتصابات لا تسقط بالتقادم وتبقي قائمة الي حين تقديم من قاموا بها للمحاكمة!! (ز)- وهنا اسال القانونية الضليعة في مجال الحقوق ، وعضو المجلس السيدة/ رجاء نيكولا عبد المسيح، هل قرارعبد الفتاح البرهان سليم (100%) ولا غبار عليه، ولا يخالف القوانين المحلية والدولية؟!! (ح)- هل نفهم من قرارعبد الفتاح البرهان، ان الضباط والجنود التابعين لقوات "الدعم السريع" الذين قاموا بارتكاب مجزرة "القيادة العامة" يشملهم العفو التام ولن يقدموا لاي محاكمات او مساءلات في المستقبل؟!! (ط)- هل تم تجميد الاعلان عن نتائج "لجنة التحقيق في فض إعتصام القيادة العامة " برئاسة المحامي/ نبيل أديب؟!!،وكانت اللجنة قد اعلنت في يوم 22/ مايو2020، ان صدور القرار له سقف محدد بثلاثة شهور؟!! (ي)- هناك اتهامات خطيرة وجهت للمجلس السيادي بانه يسعي للمصالحة مع الاسلاميين، وإزالة "لجنة التّمكين"، ونشرت الصحف هذه الاتهامات في اعداد كثيرة دون ان نسمع اي تصريح او بيان ينفي او يؤيد الاتهامات!!، ولزم الناطق الرسمي للمجلس السكوت والانزواء!! 4- لم يخفي علي احد، ان الرئيس البرهان وهو مازال في دورته الحالية رئيسآ علي البلاد، وقبل زوال نهاية حكمه، ان يحقق اكبر انجازات في صالح بقايا فلول النظام السابق تحت مسمي (المصالحة الوطنية)!!، وبالفعل بدأت بعض ملامح هذه الانجازات تظهر علانية مثل اطلاق سراح بعض من رموز النظام السابق!!، ولقاء مع بعض من أهل السلطة المدحورة!! 5- اتوقع، بل واؤكد ان هناك المثير الخطر في جعبة البرهان قبل ان يسلم السلطة لمن بعده من المدنيين في المجلس!!….وبيني وبينكم الايام!! بكري الصائغ [email protected]