انها فلسفة الحياة والموت.. عندما تكون الحياة بثمن..ويأتيك الموت مجانا !!. فنحن نأتي لهذه الحياة ونغادرها بغير رغبة منا أو إختيارا..وما بين المجئ والمغادرة ، يكمن سر وجودنا الذي لا يعلمه الا الله…وهنا تجتهد وتتسع مساحات دهشتنا وتتوالد أسئلتنا في لماذا وكيف ولكن ومتي…وتلك هي فلسفتنا في معني الوجود ولماذا رحل أهلنا واحبتنا بتلك المجانية من الموت ؟ أقول ذلك، وقد كثر فراق الأهل والأحبة وفي كل يوم وأخر ناحية وباكية وسرادق عزاء جديدة.. كنا نقول، تتعدد الأسباب والموت واحد، ولكن بعد جانحة كورونا ، أصبحت هي سيدة الموقف…وكل الأسباب الأخري للموت لم تعد ترعب ولو كانت مزمنة…فهي علي الأقل تمنحك الفرصة التي تودع فيها أهلك، وتكتب وصيتك، وتستغفر ربك..قبل أحلال الظلام الأبدي..أما الكورونا، فلا قلب لها ولا رحمة. صحيح ، نحن نعيش العمر مرة، ولهذا يزداد ايماننا بالله ولا نحزن علي حياة زائلة..ولكنها حياة غالية الثمن من المعاناة والتضحيات …حياة غالية من المرض والعوز والحاجة والفتن والغدر والخيانة…حياة غالية في كل مظاهرها ومباهجها للأغنياء الذين يدفعونها وللفقراء الذين يرهقهم الثمن ، وأحيانا لا يملكونه. كل شيئ في الحياة له ثمن..منذ لحظة ميلادك واستلام ( الداية) أتعابها…وحتي لحظة المغادرة …ولكنهم سيدفعون عنك تكاليف السفر الأبدي فانت معفي عن الدفع لأنك لم تعد من أهل الحياة..ولو عدت ستدفع الثمن كما يفعلون مع المنتحرين عندما تفشل محاولاتهم في هروبهم من الحياة الموت…قد يأتنا بغتة …مجانيا..في جانحة شاردة..أو حرب أهلية..أو نزاع قبلي..أو خصوصة شخصية..او انقلاب عسكري لست طرفا فيه..أو يأتيك في بيتك وبين اهلك وعيالك …موتا مجانيا ما دمت أنت الضحية.. يأتي الموت ( المجاني) هكذا ويختصر في لحظة كل ( استحقاقات) و( فواتير) الحياة التي كابدت وجاهدت وتعبت وانهد حيلك في دفعها..فهل يكون الموت ( المجاني) أحيانا، راحة لنا ، ومكافاة لما بعد ( الخدمة الحياتية) بخيرها وشرها وسرها ، بما في ذلك ( فاتورة) الموت التي يدفعونها عنك بالانابة وبدون توكيل شرعي منك؟ انها (لغز )الحياة والموت ..لغز لسنا طرفا فيه…فنحن لم نأتي باختيارنا.. ولم نرحل برضانا … ولكنها أرادة الله خالقنا ولابد ان نعيش التجربة وتحدياتها مادمنا مؤمنين وموحدين..ربنا ماخلقت هذا عبثا…سبحانك.