انتقل للرفيق الأعلى صباح اليوم الثلاثاء بقرية مقاشي في محلية مروي، سيد احمد عمر أحد اشهر سائقي البصات السفرية عبر صحراء بيوضة. ولد سيداحمد عمر في حى "العقبة" في قرية مقاشي في مطلع خمسينات القرن الماضي وتعلق قلبه منذ الصغر باللواري "بدفورد" الانجليزية التي كانت تجوب تلك المناطق فعمل مساعدا عليها في رحلاتها نحو كريمة ومن ثم انطلق ليكون مساعدا على اللواري السفرية نحو الخرطوم في وقت كان اللوري يقطع المسافة في نحو 3 ايام يقضي معظمها واحلا بين كثبان الرمال. تدرج سيد احمد عمر ليصبح سائق لوري بعد ان اجاد القيادة في الصحراء وحفظ منعرجات الطريق بداية بخور أبو ضلوع شمال أمدرمان مرورا ببوحات ووادي الحمار وام برة والقبولاب ليأخذ قليلا من الراحة في قهوة ام الحسن ويمضي نحو الكجرة وجبال الحوش والحزامية والكجم وام جقرة حتى تلوح في الافق جبال ابنعوف من عوالي كورتي معلنة اقتراب موعد معانقة النيل. حنكة سيد احمد عمر مكنته ليكون سائقا لاحد لواري " النيسان" التي دخلت حديثا للسودان وانتشرت بداية ثمانينات القرن الماضي ليكون احد ازرع رجل الاعمال عمر عبد السلام الذي امتلك حينها اسطولا من لواري النيسان. سرعان ما بدأ انسان الشمال استغلال لواري النيسان كبصات لنقل المسافرين خاصة مع تدهور السكة حديد علاوة على اختصار زمن رحلة البص على يوم واحد في الغالب بعد دخول النيسان واحتراف السائقين ودربتهم على مصارعة الطريق فكان ان برز اسم سيداحمد عمر مع قريبه حاج احمد محمد ورشاد وود ابو ريدة وعبد الجليل الشول وابراهيم الباشا وابو زيد الهلال وعبد الرحمن مكي لدرجة ان كثير من الاغنيات صيغت حول براعتهم في قيادة البصات والوصول باكرا الى المنطقة وكان نصيب سيداحمد عمر من تلك الاغنيات "الله فوقو سيداحمد عمر .. المسابق الريح والقطر". امتلك سيداحمد عمر بصا خاصا به ماركة نيسان زاع سيطه في كل محلية مروي وكان ابنائه مزمل ومدثر عونا له في الطريق يضعون "الصاجات" تحت العجلات الغائرة في الرمال بدربة وحرص ويكمل هو بقية المهمة بنزع البص من براثن الرمال مواصلا رحلته نحو واد آخر. بعد انشاء طريق شريان الشمال وتحول طريقة السفر من الوعثاء الى بصات يحفها مكيف الهواء وينعم راكبوها بالنوم الهانئ في رحلة اصبحت تستغرق 4 ساعات على الأكثر آثر سيداحمد عمر ترك مقود القيادة لابنه مزمل والاهتمام بأرضه وزراعته في مقاشي الخضراء الى ان انتقل صباح اليوم الى الرفيق الاعلى .