للعام الثاني على التوالي (كورونا) تتسبب في تعطيل أي مظهر من مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية واعياد الإستقلال، ذلك عقب القرارات التي اصدرتها حكومة الفترة الإنتقالية للحد من جائحة (كورونا)، بمنع التجمعات وإغلاق صالات المناسبات والإلتزام بالإشتراطات الصحية ؛ وحول ذلك تباينت الاراء ل (المواكب) التي ابحرت في جولة إستطلاعية وسط فئات المجتمع، إنقسم خلالها الغالبية بعضهم اعربوا عن إحباطهم، اما البقية وجهوا دعوات للإلتزام بما تم إقراره تفادياً لإستشراء الوباء مؤكدين إلتزامهم بعدم الخروج في أي احتفالية حفاظاً على انفسهم وغيرهم: في بداية حديثها قالت "الموديل" سوزان عصام محمد الشهيرة ب "سكرة" تؤكد ضرورة أن تكون الاحتفالات ملائمة لعادات وتقاليد السودانيين المحافظة، و"إن الحرية لا تعني الجنوح للفوضى". سوزان أضافت في حديثها ل(المواكب) أنها درجت على الاحتفال مع صديقاتها وأصدقائهاعلى شارع النيل بالخرطوم من خلال إحضار "علبة حلاوى" وإطلاق الألعاب النارية وغيرها، بيد أنهم يقومون بكل ذلك تحت رقابة قوات الشرطة المنتشرة حول المكان. "الموديل" أشارت إلى أن في عهد النظام السابق كان الزمن لا يسعفنا للحاق بأى من الحفلات الجماهيرية وحفلات المنتديات لأنها تنتهى عند الساعة الواحدة صباحاً ويجبر الجميع على المغادرة إلى منازلهم، وإذا اردنا حضور حفلة لأحد الفنانين فإننا نتخلى عن الاحتفالات التى تقام في شارع النيل، ولكن بعد إلغاء قانون "النظام العام" وحل شرطة أمن المجتمع التى كان مناطاً بها تنفيذ القانون، وهذا خير قرار قامت به الحكومة الأنتقالية، حيث بات الجميع يحتفل بحرية وبدون قيود، ولا سيما وأنه كان ينص القانون الملغى على عقوبات قاسية للمخالفين كانت تصل إلى الجلد لمن يقومون بنشاطات اجتماعية أو ترفيهية بسيطة. وبدوره قال الفنان الشعبي يوسف البربري في حديثه ل(المواكب) إن قرار إلغاء الحفلات سليم جداً ومن أجل سلامة الجميع، والناس يجب أن تتكاتف، ولا تستهين بهذا الوباء، حتى ربنا يرفعه عناً ، البربري طالب الجميع بالصبر و أخذ الحيطة والحذر قبل كل شيء، وتتجنب الإزدحام وإتباع التوجيهات الصحية التى اوصت بها منظمة الصحة العالمية وعدم الإستهتار بالوباء الفتاك. ووجه يوسف بقوله : (الأحتفالات برأس السنة ملحوقة ويمكن تأجيلها ، بدل ماتفقد قريبك وتنقل المرض لبيتك ، تجنب التجمعات لسلامة نفسك واسرتك ووطنك قبل كل حاجة). أما الفنان الشاب مهيد الصادق الشهير ب(كركابة) يرى إن الأحتفال بعيد الإستقلال ليس من الضروري إقامة الحفالات الغنائية والخروج لشارع النيل وغيرها، ولكن يمكن الاحتفال به مع نفسك، أو مع أسرتك. "كركابة" أشار إلى أن رأس السنة 2021م سيأتى كئيبا وذلك نسبة لإرتفاع عدد الوفيات في الآون الآخيرة، والظروف الأقتصادية المؤلمة التى تمر بها البلاد، بالإضافة لتفشي "فيروس كوفيد 19" وغيرها من الماسأة التى نعشيها. بينما قالت مذيعة قناة أم درمان وإذاعة جامعة الخرطوم سارة الإمام ل (المواكب) أن الاحتفال برأس السنة جيد ومن حق الناس الاحتفال به، ولكن ربما تشوبه مظاهر سالبة تظهر في ليلة رأس السنة وطريق الاحتفال في حد ذاته، وإذا استطعنا تجنب الإزعاج والسلوكيات والمظاهر السالبة ربما يكون احتفال راقي جداً ويليق بمواطن خرج بمعية أسرته محتفلاً مع الشعب السوداني، أما طريقة احتفالنا كإعلاميين تكون في المكاتب وأماكن العمل، ولا نحتفل به بإعتباره عام جديد بل بشكل اعمق، وذكرى وطنية تصادف عيد الاستقلال، ونحاول بقدر الإمكان تجهيز مواد تليق بالمتلقى والجمهور السوداني. وساخطاً قال : "لا في رأس سنة ولا آخر سنة" هكذا اعرب متعهد الحفلات الشهير إبراهيم شلضم في حديثه ل(المواكب) عن رايه مؤكدا إن هذا العام لن تقام فيه أى حفلات جماهيرية او خاصة، لافتا إلي ان هناك عدد من الفنانين تم ضبطهم في منطقة شرق الخرطوم والولايات وتم تغريمهم مبالغ مالية، مستنكراً ذلك الأمر، مطالباً بالصبر على الوضع الصحي، والإلتزام بالقوانين وذلك لسلامة نفسك قبل غيرك وقطع بقوله : "الحفلات ملحوقة". رئيس اتحاد المهن الموسيقية الفنان عبد القادر سالم أكد في حديثه ل( المواكب) عدم إقامة أى حفل جماهيري ليلة رأس السنة، رغم المطالبات التى قمنا بها مع والي الخرطوم للتصريح عن إقامة الحفلات بالإلتزام بالإحتياطات الوقائية من الحد من انتشار "فايروس كورونا" وذلك بعد القرار الذي أصدره بإلغاء الحفلات وإغلاق صالات المناسبات قبل فترة وللأسف لم يرد علينا حتى الآن. عبد القادر أشار إلى أن هناك أسر كثيرة تتضررت من توقف الحفلات منهم الفنانين والعازفين، والمصورين، وأصحاب الصالات، ومنهم من يعتبر الحفلات مصدر دخله الوحيد. سالم إشار إلى أنه تم الإنتهاء من إنتاج "اوبريت عشانك ياوطن" والذي يضم عدد كبير من الفنانين الشباب وسيعرض يوم رأس السنة، وهو عمل غنائي وطني بذل فيه جهد كبير ومقدر. رئيس الأتحاد قال أن من المؤسف جداً عدم اهتمام الحكومة الانتقالية بالموسيقى والفن وغيرها والكارثة الكبرى عدم ذكر كلمة "ثقافة" في الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية.