في منتصف ديسمبر الماضي ، فوجئ صحفيون من دارفور ، بصور فوتوغرافية علي منصات التواصل الاجتماعي، تجمع رئيس حركة العدل والمساواة السودانية الدكتور جبريل إبراهيم بعدد من الإعلاميين والصحفيين الذين ينحدرون من إقليم دارفور . بعدها بقليل ، تصدرت صورة أخري منصات التواصل، ويظهر فيها هذه المرة رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي برفقة نفس الأشخاص .تلي ذلك صور أخري جمعت ذات الوجوه برئيس تجمع قوي تحرير السودان الطاهر حجر ثم أخيراً القائد خميس أبكر. كان السؤال الذي ظل يدور في أذهان صحفيي دارفور في ذلك الوقت يتعلق بهوية أولئك الأشخاص وطبيعة تلك اللقاءات والصفة التي التقوا بها قادة الكفاح المسلح ، لكن سرعانما ما بدأت الحقائق تتكشف أمامهم غير أنها كانت صادمة للغاية ؛ لكون أن الأشخاص الذين يظهرون بالصور هم أعضاء المكتب التنفيذي لرابطة إعلامي وصحفي دارفور أولا ، وثانيا لأنهم التقوا قادة الكفاح المسلح بوصفهم ممثلين لصحفي الإقليم. وقتها ، احتدم الجدل وسط صحفي دارفور حول هوية هذا الجسم ، وطبيعة تلك اللقاءات .وكتب الصحفي حيدر عبدالكريم آنذاك مقالا علي صفحته بوسائل التواصل الاجتماعي ينفي علمه بوجود أي جسم تحت هذا المسمي ، مشيراً إلى أن الرابطة لا تمثل سوي أعضائها فقط . حيدر لم يكتف بذلك ، بل إنه اتهم منسوبيها بالمتاجرة باسم صحفي الإقليم ، لكن دون أن ينسي بالطبع وصف الرابطة بأنها مجرد " حقيبة يد " يتم استخدامها للتسول علي بوابات قيادات النظام ، وأصحاب الأعمال بادعاء أحداث تغيير في وضعية الإقليم علي حد قوله. وبناءا علي الاتهامات التي ظلت تطارد الرابطة ، أجرت "فلاسفة نيوز" تحقيقاً استقصائيا للإجابة على عدة تساؤلات حول ظروف تكوين الرابطة ، وعما إذا كانت تعبر عن جموع الصحفيين الذين ينحدرون من الإقليم ، والاهم مدي صحة الأنباء التي تتحدث عن تلقيها مبالغ مالية من حميدتي مقابل التفويض . التكوين والنشأة؟ تكونت الرابطة تحت المسمي السابق في خريف العام 2006 ، بواسطة أربعة أشخاص معظمهم في الخارج . وبحسب معلومات تحصل عليها محرر "فلاسفة نيوز " كان الهدف من تكوين الرابطة آنذاك مساعدة المؤسسات الإعلامية والمنظمات الدولية في التغطية الصحفية لقضايا الإقليم ، غير أن ذلك لم يحدث ، لأن الرابطة مثلما تقول مصادر:" قد انحرفت مؤخراً عن مسارها وصارت أداة للتسول والمتاجرة باسم صحفي الإقليم" . تحصلت الرابطة على أول دعموماتها من مدير الإعلام بالمؤتمر الوطني وقتها عبدالماجد هارون ، ولكن منذ ذلك الوقت ، وبسبب شح مصادر التمويل بدأت في التحول الي جسم أشبه بالجمعية، وصارت الدعومات والتبرعات التي تتلقاها تدخل في جيوب عضويتها في المكتب التنفيذي . فيما تحصل أعضاء آخرون علي حق اللجوء إلي دول العالم الأول . ماهي قصة الأموال التي تحصلت عليها من الدعم السريع؟ . في الفترة التي تلت الحادي عشر من أبريل، و إبان سيطرة المجلس العسكري علي المشهد ، تحرك وفد مكون من سبعة أشخاص صوب مكتب قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، وهنالك قايضوه بالتفويض مقابل الدعم. وقد حدث ذلك في وقت كانت فيه الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد في أوج انهيارها ، وكانت قوات الدعم السريع بحاجة ماسة للاعتراف. وبحسب مصدر تثني له حضر اللقاء فإن حميدتي رفض التفويض لكنه اقترح تقديم دعم مادي بنحو "3" ملايين جنيه للرابطة. وحين ذهب الوفد الي المحاسب لاستلام المال، طلب هذا الأخير بأن يتم إيداع المبلغ بصورة رسمية لجسم مسجل. عندها تحرك الوفد مرة أخرى صوب وزراة الثقافة والإعلام لانهاء إجراءات تسجيل الرابطة، و استلام الأموال بصورة رسمية . غير أنه طرأت معضلة أخري لم تكن في الحسبان حين طلبت الوزارة تسليم كشف بأسماء الأعضاء الذين قالت الرابطة أنهم يقاربون المئتي شخص في حين أن الكشف الذي بحوزتها لم يتعد حاجز ال "50" صحفياً فقط . أضطر الوفد وقتها للاتصال مرة أخرى بحميدتي واقناعه بتسهيل إجراءات التسجيل ، وهو ما حدث بالفعل ، حيث استخدم قائد قوات الدعم السريع نفوذه لتسجيل الرابطة ، وتحصلت الرابطة أثرها علي ثلاث ملايين جنيه بعد تقديم كشوفات مشكوك فى صحتها تحمل توقيعات عشرات الصحفيين حسب ماقاله مصدر ل(الفلاسفة نيوز) مندوب جوبا وحين بدأت المفاوضات بين الحكومة المركزية وحركات الكفاح المسلح بالعاصمة جوبا في مطلع العام الماضي ، أوفدت الرابطة مندوبها الي مقر المفاوضات حتي يتمكن من تدعيم وتقوية الروابط بينها وبين قادة حركات الكفاح المسلح ، وقد توجت مساعيه باللقاءات التي جمعت مؤخراً بين الطرفين بالعاصمة الخرطوم . وقد حاول محرر "الفلاسفة نيوز" الاستقصاء عن حقيقة الأنباء التي تتحدث عن الأموال التي تلقتها الرابطة من بعض قادة الكفاح المسلح ولكنها لم تفلح في ذلك. غير أن الصحفي عيسي دفع الله وجه اتهامات صريحة لرابطة إعلامي وصحفي دارفور تتعلق بسرقة صوت القاعدة الإعلامية، والصحفية بالإقليم وذلك :"من أجل التكسب مادياً ووظيفيا " حسبما يقول، وقال دفع الله، ل(الفلاسفة نيوز):" إن الرابطة لم تدع أحداً من قيادات دارفور إلا و دفعته لتقديم دعم لها تحت ستار توطين السلام والتعايش علي غرار ما كان يفعله منظري النظام المباد". وانتقد دفع الله، سلوك شلة الرابطة فى مطالبتها لأحد الصحفيين بتقديم إعتذار عن نقد قدمه للرابطة حتي يتسني لها مشاركته فى حفل زواجه ودعمه مادياً، مشيراً إلي أن ذلك ابتزاز رخيص لا يمت للأخلاق بصلة. الهيكلة يتكون الهيكل التنفيذي لرابطة إعلامي وصحفي دارفور من سبعة أشخاص ، إثنان منهما فقط يعملان بالصحافة ، وهما :" ع، ع" و " ح ، ا" بينما الخمس الآخرين يشغلون مهن أخري أما في السلك الحكومي أو ناشطون سياسيون. ويرأس الرابطة مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون بولاية شمال دارفور الإعلامي محمد حسين، جامعا بذلك بين الوظيفة الحكومية ورئاسة جسم نقابي . ومنذ العام 2006 لم تجر الرابطة اي انتخابات أو تقدم حتي خطاب الدورة والميزانية. وفي هذا السياق ينفي الصحفي المقيم بجوبا حمدان كمبو، علمه بالكيفية التي تكونت بمقتضاها رابطة إعلامي وصحفي دارفور . ويضيف في حديثه ل(الفلاسفة نيوز) :" ما أعلمه أن مجموعة من الأصدقاء الذين التقيتهم بجوبا إبان فترة المفاوضات ، وأثناء نقاش لنا حول وضع الصحافة بالاقليم ، أخبرتني أن هنالك جسم يمثل صحفيي الإقليم ، لكني في الواقع لا أدري كيف تشكل هذا الجسم ، أو الجهة التي كونته، وعما إذا كان صحفي الإقليم قد شاركوا في عملية التكوين ام لا ". ويذكر كمبو، أنه إضيف إلي قروب الرابطة بتطبيق المراسلة الفورية"واتساب" بطلب منه . لكنه فوجئ بركاكة المحتوى المقدم ، والذي قال أنه " يساهم في تشويه كلما يرتبط بالاقليم " الي حد أنه كتب متسائلاً أما إذا كانوا هم بالفعل الشريحة التي يفترض أن تقوم بمهام التصدي لقضايا الإقليم ، غير أنه في الواقع لم يتحصل حتي اللحظة علي أية إجابة علي تساؤلاته. ويكشف كمبو، عن حجم التهميش الذي يتعرض له أعضاء القروب من قبل القلة المسيطرة ، مستدلا علي ذلك بتغييب آرائهم في معظم أنشطة وفعاليات الرابطة وآخرها اللقاء الذي جمع بعض أعضاء الرابطة بقيادات حركة العدل والمساواة السودانية. و مع أن الرابطة كانت قد تحصلت على فرص تدريب بكلا من مصر والمغرب ، فإنها حسب مصادرنا تكتمت علي الأمر ، ومنحت الفرص لصحفيين وإعلاميين انتقتهم من تلقاء نفسها دون أن تفتح الفرص لكل صحفي الإقليم. الإجابة على تساؤلات الاعضاء في المقابل يري الصحفي ابوعبيدة برغوث أن كل الروابط الاجتماعية بحاجة إلي مراجعة أعمالها وهياكلها في حال أن أرادت تحقيق التوافق وسط أعضائها . ويزيد في حديثه ل(الفلاسفة نيوز) :"صحيح لا يوجد توافق عام في حقل العمل العام ، ولكن يمكن تحقيق القبول والرضا إذا تم اتباع النظم الصحيحة" . موضحاً أن هنالك نقاشات واسعة حول وضعية رابطة صحفي دارفور وطريقة اختيار المكتب التنفيذي ،الذي يري البعض أنه تم في ظل ظروف استثنائية كمكتب تسيري إبان حكم النظام السابق ، لكن في اعتقادي ، وبحكم أجواء الحرية التي تعيشها البلاد فقد حان الوقت للإجابة علي بعض تساؤلات أعضاء الرابطة حول النظام الأساسي والجمعية العمومية . وهذا الأمر برأي البرغوثي الذي يواصل حديثه ل(الفلاسفة نيوز) :" قد يمكن الجميع من بلورة موقف موحد يساعد الرابطة من خلاله علي تقديم رؤية متكاملة حول قضايا السلام والمصالحات ، والمساهمة في تنفيذ إتفاق السلام ورفع الوعي المعرفي لأعضائها من خلال التدريب والتأهيل " . تبرئة ذمة بيد أن الإعلامي خالد جبريل، المقيم فى نيالا وصف الرابطة بأنها مثل شجرة السلعلع، وقال فى إفادته ل(الفلاسفة نيوز) حول ممارسات الشلة الحالية التي تتحدث بإسم صحفيي:" نعم سمعت بها ولا شرعية لها، وهي لاتمثلني ابداً، وارفض جبايتها الأموال والتحدث باسم صحفيي دارفور وانا واحد منهم ومن هذه الرابطة براءة.