من سُوء الحظ ، أنَّ جثمان محمود محمد طه ، رُمِيَ للضباعِ تنهَشُه في طريق دنقلا – أُمْدُرمان . فلو وُجِدت جُثَّتُه ، لَوُجِد في جُمْجُمَّتِه عميقاً داخل الدماغ ، أنَّ الطرف اليمين من اللوزة الدماغية أكبر – وبصورة واضحة – من ذات الطرف لدى المفكرين الحقيقيين .ولوُجِدَ أيضاً ، أنَّ المنطقة الأمامية من التلفيف الحزامي ، أصغر ، وبشكل بَيِّن مما لدى روسو ، وشوبنهاور ، وفيكتور هيجو ،وكارل ماركس ودوستويفسكي ، وسيجموند فرويد ، ومحمد حسين بهنس ، مثلاً . واحِد عندو مشاكل وخلافات مع واحِد ، ف قرَّر إنو يلجأ للقضاء .فقام الصباح بدري ، ومشى قدام المحكمة ، وجلس بين يدي كاتِب العرائض ، وبقى يشرح قضيَّتُو وكاتِب العرائض يكتب .لغاية ما انتهى ،كاتب العرائض خَتَّ القلم وبدأ يقرأ ليهو العريضة ; ( وحيث أنَّ المادة كذا من قانون المعاملات تنص على كذا، مقروءة مع المادة كذا من قانون الإثبات لسنة كذا ، وقانون تفسير القوانين لسنة كذا. وحيث أنَّ الضرر يُزُال، وأنَّ من سعى في نقض ما تَمَّ على يديه ، فَسَعْيُهُ مردودٌ عليه .. إلخ . كُتَل قانونية بالجنبة الفيها الحديدة :( . ) . وبدأ هُوَ يبكي . كاتب العرائض سألو : يا زول بتبكي مالَك .? !! .قال : ( ببكي لأنو ما كُنْتَ مُتصوِّر نفسي مظلوم قَدُر ده ). في رواية لموليير ، هناك أحد الأغنياء رأى أن ينزع عن جهله ويعود إلى التعلم ، فما كانَ أعجبه حينَ علّمه معلم اللغة أنَّ الكلام إما نظم أو نثر ، وأنَّ كل ما ليسَ بشعر فهو نثر .ودعاه العجب أن يسأل ; فمن أيِّ نوع أنا أتكلَّم .? .قالَ ; إنَّك تتكلم نثراً ، قالَ ; فأنا أتكلَّم نثراً ستين سنةً ولا أعرف.! . ثُمَّ انطلق في الطرقات يمشي يُخْبِر الناس بالاستكشاف الجديد . وظيفة الطرف اليمين من اللوزة الدماغية هِيَ إدراك وتنظيم عاطِفَة الخوف .بالفحص , وجَدَ علماء الدماغ أنَّ هذا الطرف أكبر لدى الأشخاص اليمينيين ذوي الفكر المحافظ .ووجدوا أنَّهُم يتصفون بصفات أكبر من الطاعة ، وعدم حب التغيير ، واستصحاب الخُرَافة في اتخاذ القرار ، وتفسير ما لا يفهمون بأنَّه يُمَثِّل خطراً عليهم ، ويُهَدِّد وجودَهم واستقرارَهم. هذا ، ووجدوا أنَّ المنطقة الأمامية من التلفيف الحزامي معْنِيَّة بعاطِفة الألم .ووجدوا أنَّها أكبر ، وبصورة واضِحة ، لدى الأشخاص اليساريين ذوي الميول التقدمية والثورية .ووجدوا أنَّ هؤلاء اليساريين لديهم قدرة أكبر على اكتشاف الأخطاء ، وتحليل النتائج بنجاح ، وتقبُّل التغيير ، والتزام الجانب الصحيح مهما كانت التبعات . إِذَنْ ، وبالنتيجة ، ضمن نتائج أُخْرَى ، فمحمود محمد طه كانَ يمينِيَّاً في قاع جُمْجُمَّتِه ، لكِنَّه ارتكب طريق اليسار .. و Before settling his matter ، فيما يتَّصِل بجِذْرِه اليميني في لوزتِه الدماغية .لذا أدَّى بهِ هكذا طريق إلى أن يَقُولَ بالإنسان الكامِل ، ويدَّعِي أنَّهُ المسيح المُحَمَّدِي ، وهَتَفَ أحمد المصطفى دالي ساعةَ أُعْدِم : { وَمَا قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ ، ولَكِن شُبِّهَ لَهُمْ .}. وهكذا , فَلْتُكُن الخُرَافة ، وتَكُونَنَّ الأساطير . وهذا معنى قَوْلِنا أنَّ محموداً لم يكُن مُفَكِّراً ، بل مُبَشِّراً حَاوَلَ أن يُفَكِّر .