عندما تضعف أركان الدولة ويشعر المواطن بعدم الاطمئنان في أمنه ومعيشته ويصبح مصير الوطن مجهول يلوذ الأفراد نحو الاحتماء بالقبيلة والعشيرة ، ولكن حتى القبيلة نفسها أصبحت بعد تسييسها مقسمة بين الولاءات الحزبية ووسيلة للسمسمرة المتاجرة وأصابها الخراب الذي لا يمكن أن نستثنى منه حتى المؤسسات الحكومية ومنظمومات المجتمع المدني . الكارثة الكبرى ما جاءت به اتفاق جوبا فقسمت المقسم وايقظت النعرات القبلية وكل شيخ أو عمدة أو ناظر أو ديبنقاوي يسوق معه وفد بإسم القبيلة مطالبا يتعين ابنهم في منصب نكاية في شخص آخر أكثر كفاءة وتتحرك الفتنة . هذه الأيام نشط الديبنقاوي سيسي فضل سيسي وأحضر معه وفد كمبارس تحت ضيافة الحكومة بفندق هيلتون على حساب المواطن الغلبان ليذهب بهم الي جوبا بهدف تعيين ابن اخته مصطفى تمبور واليا لولاية وسط دارفور وهي ولاية تشهد بتعقيداتها الأمنية والسياسية ومعرضة للانفجار بسبب الدغائن بين المكونات المحلية وتعتبر الولاية معقل للحركات والنازحين المعارضين لاتفاق جوبا مما يتطلب التأني والحكمة للتعامل في اتخاذ أي قرار وخاصة اختيار الوالي . ولاية وسط دارفور هي نفسها أزمة بسبب التناحر والتعصب القبلي والسياسي وبسببها اندلعت الحرب وأدخلت السودان في أزمة مع المجتمع الدولي بسبب الانتهاكات وأزمة المحكمة الجنائية الدولية لا زالت ماثلة . لهذه الأسباب ينبغي لرئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه رئيس ملف السلام حميدتي أن لا ينجروا وراء الترضيات وخاصة أن اتفاق سلام جوبا منقوص وعليه مآخذ كثيرة وهناك العديد من الحركات المسلحة لها رأي فيما تم في جوبا ، الافضل تصحيح الأخطاء وإكمال نواقص السلام بالفصائل التي لها وزن ووجود فعلي على أرض الواقع ومن خلال التقارير الدولية وتقارير مجلس الأمن الدولي .