الصوم عمومًا وصوم شهر رمضان على وجه الخصوص هو أحد أهم العبادات في الإسلام، وهو بجانب فوائده الروحية الجمة التي لا مجال لإحصائها أو الإحاطة بها لما للصوم من خصوصية وشمولية في الحياة الروحية للمسلمين؛ فإن له العديد من الفوائد الجسدية والصحية التي بدأت العلوم الحديثة في الانتباه لها وتفكيك تعقيداتها منذ فترة ليست بالقصيرة. فبالنسبة للعلوم الطبية الحديثة، تدعم مجموعة كبيرة من الأدلة فوائد الصيام، وذلك على الرغم من أن البيانات الأكثر بروزًا وجدت عبر دراسات أجريت على الحيوانات، ولكن نتائجها كانت واعدة للبشر، وفي هذه المقالة التي جمّعناها من عدد من المصادر الطبية والعلمية، نسلط الضوء على مجموعة من هذه الفوائد. وبشكل أساسي، ينظف الصيام أجسامنا من السموم، ويجبر الخلايا على القيام بعمليات لا تتم عادة عندما يكون هناك تدفق مستمر للوقود من الطعام للجسم. مصادر بديلة للطاقة عندما نصوم، لا يتمكن الجسم من الوصول المعتاد إلى الجلوكوز، مما يجبر الخلايا على اللجوء إلى وسائل ومواد أخرى لإنتاج الطاقة. نتيجة لذلك، يبدأ الجسم دورة تخليق الجلوكوز "Gluconeogenesis"، وهي عملية طبيعية لإنتاج السكر داخل الجسم، حيث يساعد الكبد عن طريق تحويل المواد غير الكربوهيدراتية مثل الأحماض الأمينية والدهون إلى طاقة جلوكوز. ونظرًا لأن أجسامنا تميل للحفاظ على الطاقة أثناء الصيام، فإن معدل الأيض الأساسي "كمية الطاقة التي تحرقها أجسامنا أثناء الراحة" يصبح أكثر كفاءة، وبالتالي ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم. الحالة الكيتوزية عند الصيام عن السكريات وسوابقها الأيضية، تحدث في الجسم ما يعرف بحالة فرط الكيتون أو ال"كيتوزية Ketosis"، وهي عملية أخرى تحدث عندما يحرق الجسم الدهون المخزنة كمصدر أساسي للطاقة. ويعتبر هذا هو الوضع المثالي لفقدان الوزن وتحقيق التوازن بين مستويات السكر في الدم. تمارين للخلايا يضع الصيام الجسم تحت ضغط خفيف، مما يجعل خلايانا تتكيف من خلال تعزيز قدرتها على التأقلم. بمعنى آخر، تصبح خلايا الجسد قوية نتيجة للضغط الذي تتعرض له. تشبه هذه العملية ما يحدث عندما نضغط على قدرات عضلاتنا ونظام القلب والأوعية الدموية أثناء التمارين الرياضية. ومثلما يحدث في التمارين الرياضية، يمكن لأجسامنا أن تصبح أقوى بالصيام فقط عندما يكون هناك وقت كافٍ للراحة والتعافي. الفوائد الصحية للصيام على الرغم من أن الصيام قد يكون صعبًا وغير مريح في بعض الأحيان، إلا أن له العديد من الفوائد الصحية والجسدية والتي تتمثل في: تعزيز أداء العقل والاستيعاب. الحماية من السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها. تقليل الالتهابات وردود الفعل الالتهابية في الجسم. تحسين اللياقة العامة. دعم فقدان الوزن. تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالأيض والتمثيل الغذائي. يفيد مرضى السرطان، حيث أظهرت دراسات أجريت على الفئران، أن الصيام أثناء العلاج الكيميائي ينشط جهاز المناعة ويكشف الخلايا السرطانية. قد يكون السبب هو في تخليص الجسم من الخلايا السامة القديمة واستبدالها بخلايا جديدة صحية. تقليديًا ، يطلب من مرضى السرطان زيادة العناصر الغذائية والسعرات الحرارية أثناء خضوعهم للعلاج الكيميائي، ولكن هذا النهج قيد المراجعة الآن، حيث أن كل حالة سرطانية تختلف عن الأخرى، كما أن بعض أنواع السرطان وعلاجات السرطان لا يتوافق معها الصوم.
