الذين لا يمتلكون اجابات ويدعون انهم يمتلكونها لا يصلحون لقيادة انفسهم ناهيك عن قيادة بلد وشعب. القادة هم من يطرحون الاسئلة الصحيحة والصعبة ويتحدون معظم الاجابات ولا يخشون الاختلاف. تجنب الاسئلة الصعبة والمشاكل المعقدة لا يؤدي الي حلها بقدرة قادر. الشجاعة الفكرية تبدأ بالاعتراف بعدم امتلاك اجابة وهذا الاعتراف يبدأ بمن يقودون. الصمت ليس حلا سحريا لمشاكلنا التي تتفاقم يوما بعد يوم. انتم لستم اكثر ذكاء من الغالبية العظمي من بنات وابناء شعبنا. ولن يمنحكم الكرسي الذي تجلسون عليه جرام ذكاء ولا ذرة شجاعة. المصيبة ولأنكم تصدقون ان لكم المقدرة علي حل المشكلات بالتزام الصمت والتقاط الصور لكم في بدلكم الانيقة في باريس او خلف الملفات كما يفعل السيد حمدوك، تتوقفون تماما عن المقدرة علي التعلم. اقول هذا وكلي ثقة في عدم مقدرة الرجل علي تعلم الدروس الصحيحة. الذي لا يختلف عليه عاقلان ان وضع المواطن في اخر ايام السفاح البشير ومؤتمر هراءه الحضاري افضل من وضعه اليوم. المواطن يعاني في كل خطوة منذ مطلع الشمس وحتي مغيبها. هذه حقيقة وسببها هولاء الذين يقودون باسم شعبنا ويجلسون علي الكراسي الملطخة بدم انبل واشرف ابناء هذا الشعب. هل سالتم انفسكم لماذا يعاني مواطن الثورة وتحت حكومة الثورة؟ هل تفهمون لماذا الاصرار علي ضرب نظام الانقاذ وتفكيكه صامولة صامولة كان ولا زال مطلبا ملحا وعاجلا. وهل ادركتم ان من يجعل حياة مواطن الثورة جحيما هم من ثرنا ضدهم وان بهلوانيات مناع ووجدي لا تفيد. الديمقراطية ليست لايفات خالد سلك الذي يهرول بين الاماراتوباريس وجوبا وليست سينات حمدوك العاجز عجزا يخجل منه العجز. الديمقراطية تبدا بالنظر في عين المواطن الذي يعاني صباح مساء ووضع انفسكم في جزمته والمشي عدة خطوات لتعرفون حجم معاناته. اتفقوا يا هولاء وعودوا الي الشارع والي مطالب الثورة التي رفعها الثوار. هذا وضع يورد المهالك وليتكم تتداركون الامر. انا لا اكتب عن حميدتي ولا عن البرهان لاني لا احسبهم في صف المواطن ولا في صف ثورته فلكل منهم مصالحه وطموحاته التي لم ولن تلتقي مع مصالح وطموحات بنات وابناء شعبنا في وطن حر ديمقراطي يفجر طاقاتهم لبناء الوطن الذي يليق بهم وبتضحياتهم. ان كان لحمدوك وزمرته من انجاز فهو تزهيد المواطن في التغيير والخوف منه والندم علي التضحية من اجله. فالثورة ليست هدفا في حد ذاته ولا تغيير الانظمه ولا الاوجه ولا الاسماء، بل ما يقدمه التغيير للمواطن الذي قاد التغيير هو الهدف. فمن يصارع منذ طلوع الشمس الي مغيبها ليوفر ابسط متطلبات الحياة لاسرته لا يأبه للايفات خالد سلك ولا صور حمدوك علي طاولته الوثيرة وهو يمسك باحد الملفات. ان علي قادة الاحزاب، كل الاحزاب علي الجلوس علي الارض والاتفاق علي ما ينفع الوطن ويخرجه من هذه الحالة التي تنذر بالحرب الاهليه. نحن في بلد بلا كهرباء ولا ادوية منقذة للحياة ويفتقد المواطن ابسط اساسيات الحياة ، فاية سلطة تتصارعون عليها واية مناصب تتقاسمون. اليس فيكم عاقل واحد وشجاع بعشر شجاعة شبابنا الذين واجهوا رصاص السفاح البشير ليقول الحق ويعمل علي تجميع الصفوف لانقاذ بلادنا من التفكك.