منذ يوم الخميس 11/ ابريل عام 2019 وبعد زوال حكم الرئيس المخلوع وحتي اليوم – اي طوال فترة نحو (767) يوم -، ومشكلة وجود قوات "الدعم السريع" في الساحة السودانية تعتبر- بكل المقاييس- هي المعضلة السودانية رقم واحد، ولا يضاهيها اي موضوع سوداني اخر مهما كان قوته حتي وان كان موضوع حلايب او سد "النهضة"، فمثلآ: (أ)- موضوع حلايب يمكن ان يحل بالحوار والطرق الدبلوماسية. (ب)- وموضوع سد "النهضة" سبق ان اعلنت الحكومة الانتقالية انها لن تلجأ الي الحرب مع اثيوبيا وستواصل معها المباحثات. (ب)- بخصوص النزاع حول منطقة "ابيي"، فقد تم البت حولها لصالح السودان ولم تبقي الا بعض حل المسائل الصغيرة مع دولة السودان الجنوبي. (ج)- بخصوص ترسيم الحدود بصورة نهائية ما بين السودان واثيوبيا، فمازالت اللجان الفنية من البلدين تواصل عملها. (د)- اعادة ترسيم الحدود بين السودان ومصر تواجه مشكلة بسبب حلايب وان كانت ارض سودانية او مصرية؟!! (ه)- المشكلة التي تتعلق بنزاع دول حوض النيل حول "اتفاقية نهر النيل" والموقعة في القاهرة عام 1959، وعدم قبول اغلب الدول الافريقية بالاتفاقية القديمة ومن بينها السودان لم تصل الي مرحلة الحرب. (د)- مسآلة ديون السودانية الخارجية، تعتبر واحدة من اكبر المعضلات التي يواجهها السودان اليوم بعد ان وصلت الديون الي (50) مليار دولار، وتسعي الحكومة جاهدة في الغاء جزء كبير من هذا المبلغ بالحوار مع حكومات الدول الاوربية والبنك الدولي. 2- بالطبع هناك عشرات المشاكل السودانية الاخري العويضة التي ورثناها من الانقاذ البائد، وبعضها اوصلنا الي حد "كسر الظهر" لما فيها من فساد كبير في كل مجالات الحياة ، مازلنا نعاني من محن ومشاكل قديمة ما انزل الله بها من سبحان وتزداد يوم بعد يوم اكثر عدد. 3- لو قمنا بعمل قائمة للمشاكل السودانية الكبيرة التي نواجهها اليوم في سودان ما بعد نهاية حكم الانقاذ ، ورتبنا في هذه القائمة بالارقام من اعلي الي اسفل بغرض معرفة اسوأ المشاكل المعاصرة ، فهل ياتري تحتل حلايب المعضلة رقم واحد؟!!، وبعدها في الرقم (2) تاتي مشكلة سد "النهضة"؟!!، وثالثآ "الفشقة"؟!!…ام ان وجود قوات "الدعم السريع" هي المشكلة التي تحتل المكانة رقم واحد بلا منافس او منازع؟!! 4- قمة الماسآة تكمن، في ان لا احد من السودانيين يعرف حقيقة وجوهر واصل قوات "الدعم السريع"، وان كانت قوات تابعة للجيش الوطني، ام هي مؤسسة مسلحة "قطاع خاص 100% "، تابع بكامله من ضباط وجنود وعدة وعتاد للفريق أول/ "حميدتي"؟!! 5- بل واحدة من اسوأ ما في سودان اليوم، ان رتبة رئيس البلاد العسكرية وهي فريق أول، هي نفس الرتبة العسكرية يحملها قائد قوات "الدعم السريع"، وايضآ ووزير الدفاع، الامر الذي لم نجد له اي مثيل في اي دولة اخري!!، ولا نعرف ماذا يحدث لو التقي احدهما بالاخر، من هو الذي يجب ان يبادر بالتحية العسكرية؟!! 6- هذا الوضع الغريب الشاذ، اعطي "حميدتي" اهمية قصوي لا يستحقها علي الاطلاق، لا علي المستوي الرسمي او السيادي او العسكري، ولا احد من السودانيين يؤيد وجود "حميدتي" في مجلس السيادة، او في المؤسسة العسكرية بسبب ماضيه الاسود الملئ بالمجازر، والاغتيالات وجرائم العنف والاغتصابات في دارفور والخرطوم. 7- عدم حل قوات "الدعم السريع" ودمج افرادها في القوات المسلحة، اصبحت مسآلة تثير الريبة بصورة لم تعد تخفي علي احد، واتجهت اصابع الاتهام بصورة مباشرة وبقوة نحو الرئيس البرهان ومجموعة الضباط في المجلس العسكري بانهم وراء حماية قوات "الدعم السريع" والابقاء عليها كمنافس للقوات المسلحة، وعدم اللجوء الي تصفيتها او حلها. 8- عدم حل قوات "الدعم السريع" ادخل البرهان في احراج شديد مازال يعاني منه، فقد طالبته الجماهير في يوم الجمعة 12/ ابريل عام 2019- اي بعد يوم واحد من تنحي بن عوف واستلامه السلطة من بعده -، ان يحل قوات "حميدتي" حل لا رجعة فيه، وصرح البرهان وقتها انه سيستجيب لكل مطالب الشعب واولها حل قوات "الدعم السريع"، ولكن مع مرور الايام راينا كيف ان "حميدتي" هو من اصبح الرئيس الفعلي للبلاد فعل وقول، واحتل البرهان مكانة لا نعرف ماذا نسميها في جهاز الخدمة المدنية؟!! 9- وجود "قوات الدعم السريع" بدون حل او دمج في القوات المسلحة، يعني ان "حميدتي" يمكن ان يكون في المستقبل هو حفتر السوداني؟!! 10- وجود "قوات الدعم السريع" بدون حل او دمج في القوات المسلحة، يعني انه سيكون في المستقبل مؤسسة عسكرية مثل "حزب الله اللبناني"، او "الحرس الثوري الايراني". 11- وجود "قوات الدعم السريع" بدون حل او دمج في القوات المسلحة، يعني انها قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة، ولا استبعد قيامها بانقلاب عسكري مدعوم من الخارج، حتي وان كانت الانقلابات العسكرية قد اصبحت مرفوضة…فهل هناك في قوات "الدعم السريع" ضباط وجنود من يفقه فيهم القوانين؟!! 12- هناك سؤال سبق ان طرحه احد الصحفيين علي "حميدتي"، وساله عن سبب رفضه حل قوات "الدعم السريع" طالما هناك قوات مسلحة في البلاد؟!!، ولم يجد الصحفي اجابة مقنعة او كلام مفهوم!! 13- كل شيء في سودان اليوم من مشاكل ومعوقات قابلة للحل طال الزمن او قصر…الا مسآلة جيش "حميدتي"…وهي المشكلة التي تحتل صدارة كل مشاكل السودان. 14- في شهر نوفمبر القادم 2012، تنتهي فترة حكم البرهان في مجلس السيادة، ويقوم بتسليم مهام عمله لعضو مدني بحسب الاتفاق بين المكون العسكري والمدني، ويبقي السؤال: هل يقبل "حميدتي" علي نفسه بعد شهر نوفمبر القادم، ان يبتعد عن الاضواء وينزوي بعيدآ عن كرسي نائب رئيس مجلس السيادة، وعن الظهور الاعلامي، والرحلات والسفريات، ومقابلة الرؤساء والسفراء، واللقاء بالجماهير؟!! 15- اللهم نسالك شر ماهو قادم..والطف بعبادك الضعفاء…وابعدنا عن البيان العسكري رقم واحد، …انك سميع قريب مجيب الدعوات. [email protected]