1) فنان معطون بالتجديد والمغايرة.. أثبت بأنه يمكن أن يكون صاحب بصمة واضحة في تاريخ الغناء السوداني.. معتز صباحي.. كان فناناً جديدًا بكل مواصفات الكلمة وبكل ما تحمل من مبنى ومعنى.. التف حوله جمهور عريض في بداياته.. وجعله (قيصر زمانه).. وللحقيقة فهو يستحق لأنه صاحب صوت جميل وطروب وكان لحظتها من أجمل الأصوات التي صافحت الأذن السودانية في العقود الأخيرة. (2) معتز صباحي هو الوحيد من بين كل الفنانين الشباب الذي التزم خطاً غنائياً صارماً ولم يتنازل عنه مطلقاً.. فهو أراد لنفسه أن يكون مغايراً ومختلفاً وصاحب بصمة وإضافة، ولعل خلافه مع صلاح إدريس يؤكد بأنه لا يريد أن يركن لفكرة لحنية واحدة تفتقر للتنوع كانت الفرصة متاحة وبقدر وافر للفنان الشاب معتز صباحي ليحقق حضوراً وتأثيراً في الأغنية السودانية.. لأن صباحي جاء بطريقة غنائية جديدة لم تكن معهودة وفي فترة وجيزة أصبح له معجبون كثر وسط شريحة الشاب.. ولكن صباحي تكاسل حتى فوت فرصته ولا أظن أن هذه الفرصة ستأتي مرة اخرى لأن الساحة الفنية السودانية لا تتيح الفرصة بالساهل والذكي هو من يغتنمها ويستفيد منها وكما يقول (الحظ مرة واحدة ما بجيك مرتين).. (3) في تقديري الخاص أن معتز صباحي فوت فرصة تاريخية حتي يكون تجربة غنائية ذات مواصفات خاصة.. فهو أتي بأسلوب غنائي جديد ميزه عن سائر أبناء جيله ولكن معتز لم يستثمر الفرصة بسبب العديد من الأوهام والتوهمات التي عشعشت في رأسه واعتقاده بأن هناك من يحاربه ويضع العراقيل أمامه.. مع أن ذلك يعد نوعا من الانهزام، ولكن إذا كان الأمر كما يقول فقد نجح من يحاول هدمه وإبعاده تماماً عن الساحة الفنية حتى أصبح فناناً في طي النسيان.. وشخصياً لا أتوقع أن يعود صباحي كما كان لأنه فنان هش التركيبة النفسية!! (4) الدكتور عمر محمود خالد.. شاعر أوجد لنفسه مساحة خاصة ما بين الأدب والطب.. فهو من الشخصيات المتنازع عليها.. حيث يفتخر به أهل كل حقل ينتمي إليه.. اشتهر الدكتور عمر محمود خالد كشاعر مجيد صاحب تجربة وجدانية ثرة من خلال العديد من الأغنيات التي وجدت حظها من الانتشار أكدت على براعته كشاعر مجيد ومجدد كما هو أيضاً ناجح وخلاق من خلال الحقل الطبي.. لذلك وجدت أغنياته حضوراً جميلاً ومشت بين الناس.. وليس أدل من ذلك أن نشير إلى أغنية بقامة (خمسة سنين) التي تغنى بها الموسيقار محمد الأمين.. وهي كافية على التأكيد على براعته كشاعر. (5) قبل أن يتغنى محمد الأمين بأغنية (خمسة سنين) في العام 1984 كان قد استلم نص أغنية (حلم الأماسي) في العام 1978 حينما كان الدكتور عمر محمود خالد (طالب امتياز) وبعد تخرجه من كلية الطب جامعة الخرطوم .. في ذلك الوقت البعيد قبل 35 عاماً كان النص بحوزة محمد الأمين ولكن لم يخرجه للناس إلا في مطلع العام 1997 وتحديدا في اليوم السابع من شهر يناير حيث تغنى محمد الأمين لأول مرة بأغنية (حلم الأماسي) بعد عشرين عاماً بالتمام والكمال. (6) قدم محمد الأمين الأغنية بمسرح نادي الضباط في ليلة شتائية ذات برد قارس، كنت حضوراً فيها حيث حضرت إليها من مدينة كوستي حينما أخبرني أصدقائي بأن محمد الأمين سيغني أغنية جديدة لأنه قبلها توقف زمناً طويلاً عن إنتاج الأغاني الجديدة.. في تلك الليلة اعتلي الدكتور عمر محمود خالد المسرح وصدح بالقصيدة ثم تغنى محمد الأمين بعد ذلك.. والأغنية بالفعل كانت جديدة في لحنها وإيقاعها.