يحيي جنوب السودان ذكرى مرور عشر سنوات على استقلاله في التاسع من تموز/يوليو. في ما يلي لمحة عن أول عقد دامٍ عاشته الدولة الأحدث في العالم وشهد حربا أهلية أودت بحياة 380 ألف شخص. 2011: ميلاد دولة – في التاسع من يوليو، أعلن جنوب السودان استقلاله عن السودان بعد ست سنوات من الحكم الذاتي وعقدين من الحرب. تولى الرئاسة سلفا كير وعيّن رياك مشار نائبا له. تزّعم الخصمان المنتميان إلى قبيلتين مختلفتين "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي قادت التحرّك من أجل الاستقلال. واستحوذ جنوب السودان على ثلاثة أرباع احتياطات النفط التابعة للسودان بينما حافظت الخرطوم على سيطرتها على جميع أنابيب النفط ومنشآت التصدير. وكانت من بين القضايا الشائكة مسألة ترسيم حدود جديدة ووضع مناطق متنازع عليها غنية بالنفط مثل أبيي. – 2012: صدامات النفط – بين مارس و مايو، دارت مواجهات بين البلدين على خلفية حق استغلال حقول النفط المحيطة ببلدة إهليلج الحدودية والواقعة ضمن أراضي السودان. احتلت قوات جنوب السودان لمدة وجيزة المنطقة التي تساهم في نصف إنتاج الخام. واندلع سجال بشأن تكاليف مرور خط النفط فيما صادر السودان ملايين البراميل من خام جنوب السودان. توقف جنوب السودان عن الإنتاج في يناير لأكثر من عام، متهما الخرطوم بسرقة نفطه. -2013: حرب أهلية – في 23 يوليو، أقال كير نائبه مشار وجميع وزراء الحكومة ونوابهم وعددا من ضباط الشرطة. واتّهمه مشار بالتصرّف "بدكتاتورية". بعد ليلة من القتال في العاصمة جوبا، أكد كير في 16 ديسمبر بأن قواته أحبطت محاولة انقلاب نفّذها مشار، والذي نفى بدوره الأمر. اشتبكت وحدات عسكرية متخاصمة داخل الجيش في جوبا واتسع نطاق القتال ليتجاوز العاصمة، إذ غذّته الخصومة بين قبيلة الدنكا التي يتحدّر منها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار. أطلق ذلك العنان لمجازر متبادلة بين الطرفين تحوّلت إلى حرب استمرت ست سنوات. – 2016: زعيم في المنفى – في اغسطس 2015، وقّع مشار وكير على اتفاق سلام ينص على إعادة تعيين الأول نائبا للرئيس. وعاد إلى جوبا وتم تنصيبه في 26 أبريل 2016. لكن اندلع القتال مجددا بين أنصار الزعيمين في يوليو، ليهرب مشار من البلاد متهما كير بالسعي لقتله. – 2018: اتفاق سلام – في 20 يونيو، التقى كير ومشار لأول مرة منذ عامين. في 12 سبتمبر، وقعا على اتفاق سلام جديد لإنهاء الحرب التي أودت بأكثر من 380 ألف شخص وأدت إلى نزوح نحو أربعة ملايين. مهد ذلك لتأسيس حكومة تتقاسم السلطة أخيرا في مارس 2020، ليتولى مشار مجددا منصب نائب الرئيس. – 2020: تقدّم بطيء – لكن النزاع المسلّح تواصل. ومددت الأممالمتحدة مهمة السلام مرّات عدة كما الحظر على الأسلحة. في يونيو 2020، اتفق كير ونائبه مشار على مسألة السيطرة على ولايات البلاد العشر، والتي كانت من أبرز النقاط الخلافية. – 2021: تحذير من الأممالمتحدة – حذّر تقرير للأمم المتحدة في أبريل من أن بطء تطبيق اتفاق السلام يعرّض البلاد إلى خطر الانزلاق في "نزاع واسع النطاق". في الثامن من أيار/مايو، وبعد تأجيل لأكثر من عام، أفسح كير المجال للنواب المعارضين للانضمام إلى برلمان جديد. في 25 مايو، بدأت صياغة المسودة النهائية للدستور. وما زالت قضايا أخرى واردة في اتفاق السلام، مثل تشكيل جيش وطني موحد، بانتظار حلّها.