الخرطوم تسملت خطاباً رسمياً من إديس أبابا بشأن الملء الثاني وزير الخارجية: الملء الثاني يُهدِّد حياة ملايين السودانيين وزير الري: السودان تحسَّب للسيناريوهات المحتملة لتقليل آثار الملء الأحادي الخرطوم تريداتفاقاً ملزماً يلبِّي مصالح الدول الثلاث لا يتعدى ستة أشهر الخرطوم/ اسماء السهيلي إعلان إثيوبيا بدْأها عملية الملء الثاني تجعل من جلسة مجلس السلم والأمن الدولي المرتقبة اليوم بنيويورك أمر لا طائل منه ، وفيما يرى السودان مجرد استجابة المجلس لطلب السودان بعقد جلسة خاصة بملف سد النهضة تحت الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة نجاحا للدبوماسية السودانية التي سعت لذلك وتأكيد واضح على حجة السودان بأن الملء الثاني الأحادي يمثل تهديدا للسلم و الامن الاقليميين،فان مصر تنتظر بتوتر واضح نتائج تلك الجلسة في وقت استلمت فيه إخطارا رسميا من إثيوبيا بشروعها في عملية الملء الثاني. دور وقائي وشهدت نيويورك اجتماع جمع بين وزيرة الخارجية دكتور مريم الصادق المهدي ونظيرها المصري سامح شكري المتواجدين هناك انتظارا للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستعقد اليوم. اتفق الوزيران على استمرار الجهود لحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن على دعم مطالب السودان ومصر المشروعة والعادلة بضرورة أن يقوم المجلس بدوره لتعزيز المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما يراعي مصالح الدول الثلاث عبر عملية تفاوضية فعالة و منتجة يقودها الاتحاد الافريقي بحضور الأممالمتحدة و الاتحاد الأوروبي وكل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوجنوب افريقيا. وأكد الوزيران رفضهما المشدَّد لإعلان إثيوبيا البدء في عملية الملء الثاني للسد من دون اتفاق، واعتبراه دليلا عمليا جديدا على اصرار إثيوبيا على التصرف الانفرادي الذي يهدد سلامة السدود السودانية والأمن البشري في كل من السودان ومصر، ويهدد بصورة مباشرة حياة ملايين السودانيين، علاوة على أنه تصرف يخالف القوانين والقواعد الدولية التي تحكم الأنهار المشتركة واتفاق إعلان المباديء الموقع في 2015م. ويؤكد هذا التصرف اصرار إثيوبيا على التصرف الأحادي بالرغم من الضرر الذي لحق بالسودان جراء الملء الأول وما يمكن أن يسببه الملء الثاني بدون اتفاق، مما يؤكد عدم توفر الإرادة السياسية لإثيوبيا للوصول لاتفاق. وقالت وزارة الخارجية في تصريح عقب الاجتماع: ( بعد هذا الاعلان المؤسف من وزير الري الإثيوبي فإن أهمية اضطلاع مجلس الأمن بدوره الوقائي في حفظ الأمن والسلم الدوليين اصبحت امرا بالغ الحيوية للدفع لتعزيز عملية التفاوض في المسار الإفريقي من أجل الوصول لاتفاق ملزم يلبي مصالح الدول الثلاث في سقف زماني لا يتعدى ستة شهور. أربعة مطالب ولحق بوزيرة الخارجية وزير الرى والموارد المائية بروفسير ياسر عباس متوجها إلى نيويوركاستعدادا للمشاركة و حضور فعاليات جلسة مجلس الامن. وقال عباس فى موتمر صحفى قبل مغادرته العاصمة الخرطوم ان استجابة مجلس الامن لطلب السودان بعقد جلسة خاصة بملف سد النهضة تحت الفصل السادس من ميثاق الاممالمتحدة يعد نجاح للدبلوماسية السودانية وتاكيد واضح على حجة السودان بان الملء الاحادى الثانى يمثل تهديدا للامن والسلم الاقليميين لافتا الى دفع السودان باربع مطالب تتمثل فى عقد جلسة لمناقشة الازمة ومنع اثيوبيا من القيام بتدابير احادية الجانب وتحويل دور اللجنة الرباعية الى وسطاء بقيادة الاتحاد الافريقى بدل دور المراقبين ودعوة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى للمساعدة فى دفع التفاوض بين الدول الثلاث. ولفت عباس إلىأن اثيوبيا اتخذت قرار الملء الأحادي الثاني منذ مايو الماضي بعد شروعها في بناء الممر الأوسط حسب الاقمار الصناعية،مشيرا الى ان السودان تحسب للسيناريوهات المحتملة لتقليل آثار الملء الأحادي، وذلك بتعديل تشغيل سدي الروصيرص وجبل أولياء لأول مرة. واشار وزير الري الى التغيير الذي حدث في الموقف الاثيوبي تجاه الازمة حيث قال:(اثيوبيا غيرت موقفها في المفاوضات منذ يوليو الماضي وسعت لربط اتفاق سد النهضة بتقسيم المياه ،و هذا ما يرفضه السودان تماما،ومفاوضات سد النهضة تعني بالملء والتشغيل و لا علاقة لها بمناقشة تقسيم حصص المياه0 وكشف بروفيسور عباس عن اجراء السودان اتصالات مكثفة مع عدد من الدول قبل جلسة مجلس الأمن المرتقبة اليوم لدعم موقف السودان. مخاوف ماثلة وفيما يصعب على المستوى العام المراقب التكهن بالقرارات التي يمكن أن يخرج بها مجلس السلم والأمن الدولي اليوم تجاه أزمة سد النهضة، فإن الدول المعنية بالأزمة نفسها تعيش حالة من القلق سيما بعد تلقي كل من السودان ومصر رسميا إخطارا إثيوبيا ببدء عملية الملء الثاني. ويفصل الصحفي السوداني المختص في قضية سد النهضة الاستاذ طارق عثمان تلك المخاوف لتلك الدول حيث يقول طارق ان اثيوبيا جل مخاوفها تنحصر في حرمانها من إقامة مشاريع مستقبلية على النيل الأزرق..وان السودان تتمثل مخاوفه في الاضرار التي ستلحق بمنشآته على النيل الأزرق في حال لم يتم اتفاق لتبادل المعلومات والتنسيق بين سد النهضة وسد الروصيرص..و أما مصر فمخاوفها الاساسية تتمثل في فقدان المياه الواردة إليها من حصة السودان، باعتبار أن السودان لضيق مواعينه التخزينية لا يستطيع الاستفادة من تلك المياه والتي تقدر بأكثر من 8 مليارات متر مكعب سنويا. استغلال فرضيات الخبير المختص في شؤون القرن الافريقي دكتور محمد علي تورشين، توقع الاتتجاوز مخرجات جلسة مجلس الأمن الدولي سوى دعوة الأطراف للرجوع إلى طاولة التفاوض، وأرجع مايبدومن عدم اهتمام للمجتمع الدولي بمخاوف السودان من عملية الملء الثاني إلى عدم وجود قواعد قانونية ملزمة لملء وتشغيل السدود وانشائها بين الدول. واشار تورشين في افادة لصحيفة(المواكب) أيضا إلى أن إثيوبيا ونتيجة للاوضاع السياسية في العالم عموما ،و الإشكاليات التي تجري في منطقة الساحل الافريقي ونشاط الجماعات الجهادية في منطقة جنوب إفريقيا أو حتى الاهتمامات الدولية بالقضية الليبية تستغل هذه الفرضيات وتستمر في مشروعها التنموي. ويمضي تورشين بقوله :(بالإضافة إلى ذلك ان اثيوبيا استطاعت أن تجيش كل مواطنيها بأن سد النهضة هو حلم تنموي كبير يحقق الاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي وبالتالي اذا استمرت في في هذا الأمر سوف يحقق ابي احمد مكاسب سياسية كثيرة وبالتالي يعتقد أن أي تراجع أو تقديم تنازلات في مايتعلق بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغبديل السد يعتبر نكسة كبيرة وبالتالي نرى أن اثيوبيا ماضية في قدما في مسألة شراء الوقت حتى يتم الملء الثاني). وفيما تبقت ساعات على قيام الجلسة، انخرطت وزيرة الخارجية دكتورة مريم الصادق المهدي في لقاءات مع مندوبي الدول دائمة العضوية والأخرى المؤثرة في مجلس الأمن الدولي،من أجل شرح موقفها واصرارها على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن مصالح السودان ، حيث التقت بمندوبة بريطانيا ومندوب الصين وفيتنام.