-[ أمشي لنعمان، أنا حوَّلتَ في حسابو، شيل ليك قروش وإيَّاك أن تشرب بها خمراً، أو ترتكب بها مُوبِقة من المُوبِقات، كالميسرِ أو الزنا ] " الأَمِين" دي رسالة تَلَّبَتْ من الإمارات العربية في واتسابي هنا :( أمَّا نُعْمَان الذي ذكَرَ الأمين فهُوَ كائن حَي بالجُمْلة، يُقَال لهُ: نعمان عبد القيوم، تماماً كما تُوَضِّح الصورة على اليمين. أمَّا شُهْرتُه، ففي البدء كانت طبيب الصحراء، ثُم في الخَتْمَِّ صارت، قاضي قُضَاة الصحراء. وعِلَّةُ ذلك والحكاية هي إنو وجد نفسو، على حِينِ فجأة، خريج من جامعة الخرطوم. والمفروض بعد كده يشتغل يعني. وعشان يشتغل واحِد من اتنين، إمَّا يكون كوز رأسو عديل، أو يكون عندو قريبو قرابة من الدرجة الأولى كوز كبير. غير كده ما في طريقة إلا أن يأكُل مع الأنعام من خَشاشِ الأرض، شَوْكاً وحسكاً تنبُتُ له. والشرطين ديل ما متوفرات، ف بقى قاعد، لغاية ما لَمَّ فيهو الواد كوارتي. وكوارتي ده هُوَ أصلاً داهِية بدرجة خبير في الشؤون الحياتِيَّة، وفي اجراءات البقاء على قيد الوجود ،وفي مسارِب الضَّيْ وتحتَ كل الظروف. نَظَرَ كوارتي في الأمر وفَكَّر. ثُمَّ قَدَّر، ثُمَّ عَبَسَ وبَسَر، وأخيراً قال: خَلِّي بالَك، منطقة التعدين في دلقو بتحتاج صيدلية. وهكذا، نصبوا ليهم صيدلية في صحراء التعدين، وبقى مباشر فيها نعمان خريج الاقتصاد ، يجيهو الوقعت فيهو صخرة كسرت يدُّو، والعندو وجع بطن أو رأس أو صدر أو مفاصل أو في الرئة أو في وظائف الكلى أو الكبد، والفقد عقلو أو جَنَّ، واللدغتو عقرب أو عضَّاهو دبيب، والعندو بواسير، أو إشكالات في شبكية العين أو في كريات الدم، والجَلَّت فقرة من سلسلتو الفقرية إلخ. وبكده، وبمرور الوقت، نعمان صار هُوَ طبيب عُمُوم الصحراء، وبصلاحيات واسعة جداً تتيح ليهو التدخُّل في مختلف أشكال وأنواع وأجناس الأمراض والأسقام والعِلَل. ثُمَّ، وقليلاً قليلاً، كانَ من نظَرَ في الأمر هذه المَرَّة هُوَ نعمان :( فأنشأَ محكمة في الصحراء. آيي واللهِ.. محكمة عدييل كده..جلسَ هو نفسه قاضِياً فيها، يقضي بين الناس، يفصل في خصومات الأهالي، ومنازعات المعدِّنين، ويحاكم الجرائم والجُنَح التي تحدُث، ويأمُر بالجلد والسجن والغرامة. وهذا معنى قوْلِنا: قاضي قُضَاة الصحراء، لأنو أحكامه كانت نافِذة ونهائية. يعني ما كان يوجد طريق للاستئناف أو المراجعة أو الطعن أو النقض. أمَّا الأمين فهو الأمين محمد عثمان، الفنان التشكيلي المعروف، وأستاذ الفنون، المثقف العضوي جداً، البرجوازي واسع الحيلة على المستوى النظري، البروليتاري زَيَّنا وجايي على مستوى التطبيق. عاشَ في أوربَّا حيناً من دَهْرِه، ومكثَ في مالطا أحياناً من عُمْرِه، وطَافَ بلاد العرب ردحاً من زَمانِه. وهو إذ أرسلَ الرسالة عالِيها كانَ في الشارقة، لأغراض من بينها تأسيس كُلِّية فنون بإحدى الجامعات هناك. وفي الرَدِّ عليهِ، كَتَبْتُ إليهِ، أَقُول:- نهارك جميل، أيُّها البرجوازي النبيل أَمَا وإنِّي، وبادِئَ ذي بَدْء، إن لم أكُن عاجِزاً أشْكُرُك، شُكْراً كبيراً، جِدَّاً وأيضاً كثيراً جليلاً يليقُ بجلالك، على اللُطْف، وعلى نُبْل المشاعِر، وعلى أنَّك أنْدَى العالَمِينَ بُطُونَ راحِ. وبعدُ، وأمَّا الخمرُ، وفي برنامجي الصارِم الذي تعلم، وحساباتي والترتيبات، أنِّي لن أرفع كأساً قبل الرأس القادم للسنة الميلادية. أما المَيْسِرُ، فقد لعبتُه ولمرَّة واحِدة منذ عقدين من السنين، وكانَ أن كَرِهَهُ قلبي، وعافَتْهُ نفسي، ومَجَّتْهُ روحي، فلم أعُد إليه أبداً. ومرَّةً أُخْرَى، فقد يصح أني ارتكبتُ ما يرتكب رجُلٌ وامرأة في جُنْحِ الظلامِ البهيم حينَ يرخي الليلُ سُدُولَه، ويُغَطِّي الجبال، ولكن، وأخيراً، فقد عَلِمَ اللهُ، أنِّي ما زَنَيْتُ لا في جاهِليَّةٍ ولا إسلام. ، رُفِعَتِ الأقلام،