(جينا من سوق الحاج يوسف الوحدة عشان نشتغل في ميدان الاعتصام)، هكذا كانت بداية حديث رشيدة (بائعة شاي داخل الميدان)، والتي أضافت: (كُنّا نعمل في سوق الوحدة بالحاج يوسف وبنعاني من الكشّات والمحلية والغرامات، أمّا حالياً الحمد لله ما في أيِّ شئ ومعدل اليوم صافي ما بين "1200 – 1500" جنيه، وجيت جنب الميدان بطلب من الأخوات ستات الشاي عشان قالوا الميدان فيهو شغل كتيرعلى عكس سوق الوحدة مرات اليومية بتكون (50) جنيهاً، ومرات مافي عديل، ونتمنى نجاح الثورة ويتحقق الأمن والسلام في البلاد). (2) حواء يعقوب عبد الماجد (بائعة شاي) قالت: قبل مجئ الثورة، كانت المحلية بترفع حاجاتنا وبتغرِّمنا وبعد التظاهرات دي يوم ما وقفنا، الأمور ماشة مية مية والمحلية كان بتغرِّمنا (300) جنيه في كل كشة، ومرات ما بكون عندنا فيسجنونا، وأنا القدامك دي اتسجنت كم مرة، لكن البركة في الثورة الرّيحتنا منهم وبقينا نشتغل في أيِّ زمن. (3) من جانبها، عبّرت حنان الصادق (ست شاي) قائلةً: (نحنا مبسوطين بالثورة أكتر من الشغل، عشان غيّرت لينا حاجات كتيرة من ضمنها نظرة المُجتمع لينا وقلّلت من التحرُّشات اللفظية والمُضايقات البنلاقيها من الزبائن كل يوم)، والثُّوّار ديل بعاملونا زيّ أخواتن في البيت، وفي بداية الاعتصام كان في ضرب نار، فكانوا هم بتصدوا ليها وبساعدونا في لم حاجاتنا. وفي ذات السياق، تحدثت إلينا التومة الطاهر (ست شاي): (أنا شغالة لي 18 عاماً في بيع الشاي بشارع الجامعة وتحوّلت منها لميدان الاعتصام، ولقيت الاحترام من الثُّوّار، وعملت زبائن ثابتين ولمّا يغيبوا بنسأل عنهم إخوانهم الجوّه الميدان، والعندو يشرب والما عندو برضو يشرب كلنا في خدمة الثورة). (4) الحاجة كلتوم المشهورة وسط الثُّوّار ب(كلتمة) كانت مرتدية على رأسها عَلَم السوادان وقالت: (عانينا في الآونة الأخيرة من كَشّات النظام العام ودفّار المحلية، ولكن ما ضاقت إلا لتفرج، والحمد لله منذ اندلاع الثوة دخلنا الميدان للوقوف بجانب الثوار معنوياً ومزاجياً)، مُضيفةً: (الرأس لو ما اتكيف ما بشتغل، قلنا نروِّق للثوار رأسهم ونأكل عيش)، والوضع اتغيّر تماماً، اليومية بتاعتنا كانت في الفترة السابقة (500) جنيه، أما في الميدان من صباح اليوم لصباح بكرة (2000) جنيه، والثُّوّار ديل لو عندهم باقي بقولوا ليك خليهو فداءً للثورة.