وضعت (اليوم التالي) يدها على تفاصيل جديدة بشأن زيارة رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، إلى تركيا في زيارة رسمية تلبية لدعوة قدمها له الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أبريل من الشهر الماضي. وأكدت مصادر رفيعة ل (اليوم التالي) أن البرهان سيغادر إلى تركيا يوم غدٍ (الخميس) في زيارة رسمية تُعد الأولى له إلى تركيا، على رأس وفد كبير يضم (4) وزراء هم: (المالية، الدفاع، الخارجية، والزراعة) بجانب مدير جهاز المخابرات. وكان قد أعلن المجلس السيادي في الثاني من أبريل الماضي أن رئيسه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تلقى دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لزيارة تركيا خلال اتصال هاتفي أجراه البرهان مع الرئيس أردوغان. ووفق بيان المجلس السيادي وقتها استعرض الطرفان خلال الاتصال الهاتفي مسيرة العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. وكان قد أكد أردوغان، حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع السودان، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وفق البيان. ليست الأولى: ويقول د. السر محمد علي، محلل سياسي، إنه لم يكن هذه هي المرة الأولى التي يقدِّم فيها الجانب التركي الدعوة لزيارة البلاد فقد تمت اتصالات وزيارات في أوقات سابقة دشنت بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان في العام 2017م. وقال السر ل(اليوم التالي) إنه وفي ديسمبر من العام 2017م أكد البلدان أهمية تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وآليات التعاون المشترك الموقعة بينهما. حيث شملت الاتفاقيات في 2017، التعاون في المجال الزراعي والصناعي والتجاري إلى جانب اتفاقية في مجال صناعة الحديد والصلب، وفي مجالات التنقيب واستكشاف الطاقة، وأخرى مرتبطة بتطوير استخراج الذهب. كما تضمنت مذكرات تفاهم للتعاون في إنشاء صوامع للغلال والخدمات الصحية ومجال التوليد الحراري والكهربائي، وكذلك في مجال التعليم. وأشار إلى أن التعاون التركي السوداني يمضي بخطى ثابتة وحثيثة نشهده في كهربة المدن والولايات المختلفة من الجانب التركي. مشيراً إلى أن علاقات البلدين تشهد تطوراً خلال العقدين الماضيين، عقب وصول حزب "العدالة والتنمية" إلى سدة الحكم في تركيا، وقد وضع خطة لتعزيز التواصل مع البلدان الأفريقية، نمت على ضوئها العلاقات بالحراك الواسع وتوقيع البلدين على (22) اتفاقية في مجالات مختلفة، رفعت حجم التبادل التجاري. لعبة المحاور: ويقول الأستاذ في جامعة كينغز كولدج في لندن أندرياس كريغ في مقال له إن السودان خلال حكم البشير نقطة انطلاق لتركيا للسعي لتعزيز وجودها في القارة الأفريقية. ويضيف أنّ الرجل القوي الجديد في السودان، ويقصد به الفريق عبد الفتاح البرهان، "قد يلعب أدواراً مهمة في هذه العلاقات نتاج علاقاته الكبيرة التي تربطه ببعض دول المحور العربي المتقاطع العلاقات مع تركيا في صورة تبرز لعبة المحاور في الخرطوم. وهذا الأمر دفع محللين إلى القول بأن وقوع السودان في هذه المقصلة يجعله يبحر بعيدا عن علاقات متوازنة مع دول المنطقة التي لا ترى فيه إلا محققاً لأهدافها في ظل الرفض العاتي للمشروع الإسلاموي السابق في السودان، وهذا وفقاً للمحللين يجعل العلاقات بينه وتركيا علاقات في مرمى نيران دول صديقة ربما كالسعودية ومصر والإمارات. انفتاح وتواصل: وقال د. أبوبكر آدم إن العلاقات بين البلدين ورغم محاولة الانتقالية في السودان التملُّص عن بعض الاتفاقيات كالتي تمت حول تنازل السودان عن سواكن والتي بحسب الجانب التركي تمثل أمجاداً تاريخية لها بينما آخرون يرون أنها تأتي في إطار مساعيها الرامية للهيمنة على البحر الأحمر مثل نوع من الرجوع في استمرار تلك العلاقات. وأشار أبوبكر بذلك ل(اليوم التالي) إلى ما قاله السفير التركي بالخرطوم عرفان نذير أوغلو، من أن بلاده تسعى لزيادة المنح الدراسية للطلبة السودانيين في جامعاتها خلال عام 2021 الجاري، وأوضح نذير أوغلو أن "السودان من الدول الأساسية والأولى التي تحصل على مقاعد دراسية في تركيا". فيما قالت الوزيرة انتصار صغيرون، إن لقاءها مع سفير تركيا كان "مثمرا". وأضافت: "ناقشنا مواضيع كثيرة، بداية بالمنح المقدمة للطلاب في درجة البكالوريوس، والدراسات العليا وعدد الطلاب المقبولين في تركيا في درجة الدراسات العليا وتوقف القبول بسبب جائحة كورونا". وتابعت: "تحدثنا عن البحث العلمي بين الدولتين والجامعات في البلدين، والمسائل الخاصة بالمنح التي يمكن أن تقدم في المستقبل لطلاب البكالوريوس". اليوم التالي