مفردة "جنجويدي " التي برزت في القاموس السياسى بعد احداث دارفور الماساوية، ليست مفردة عادية مثلها مثل " عواليق " و " بلطجية " و"قناصة كتائب الظل " وغيرها من الفرق التي إخترعها النظام المباد كآليات وادوات للإبادة والقتل الممنهج الذي مارسه علي إمتداد سنواته العجاف ! تحولت مفردة " جنجويدى" الي سلاح فتاك إستخدم في حرب الإبادة الجماعية والتصفية العرقية والحروب ضد الإنسانية، فضلا ، عن حرق القري، وتقتيل الناس بغدر وبشاعة، وإغتصاب النساء وهن موثوقات علي جذور الشجر، كل هذا حدث في دارفور ! بينما للاسف الفادح ، ظل الشعب السوداني في الاجزاء الاخري من الوطن لا يعرف بالضبط ماذا كانت تعني مفردة "الجنجويد " عمليا ؟ حتي جاءت جحافهم الي العاصمة ،عندما إستدعاهم المخلوع مجرد ان احس ان نظامه بدا يتشقق ويتصدع وتتسع فتوقه ، وبدا تحت الرماد وميض نار الثورة يتوهج ! جاءوا يتأبطون بشاعتهم ووحشيتهم وغوغايتهم وهمجيتهم ولسانهم الناطق بالفرنسية هكذا اكدوا لاريب انهم مرتزقة اجانب ! بداوا بإقتحام البيوت الآمنة عنوة يرعبون ،اهليها ،بحثا عن الثوار من الشباب ،وعندما لايجدونهم يفزعون اهل البيت ،ثم يسرقون ما خف وزنه حتي وإن كان " حق الملاح " الذي دسته ست البيت بعناية تحت "المخدة "! ثم إنتشروا في الشوارع الآمنة والطرقات الهادئة، يجلدون المارة دون ما ذنب لمجرد ممارسة سادية المذلة والهوان فيهم، وكسر شوكة الاباء والكبرياء في سائر السودانيين ! يجلدون دون تمييز بين كبار السن او صغارهم ! هكذا جلدوا الآباء جلدا مبرحا ومهينا ومذلا في قارعة الطريق ،والناس من حولهم يلوذون بالصمت خوفا من ان يكونوا هم الضحايا ! لما كانت تتلبسهم الغزائر والشهوات البهيمية ، فإتجهوا صوب الجامعات ( الاحفاد ومامون حميدة والوطنية) وكسروا الحيطان والاسوار وإقتحموا الحرم الجامعي في كل منها، كذئاب بشرية كاسرة إستبد بها الشبق والجوع ،وبداوا في التحرش المفضوح ،الذي لايمكن ان يفعله اي سوداني تجري في عروقه الدماء السودانية مع شقيقته السودانية ! هكذا اكدوا انهم " "ملاقيط " ،مرتزقة اجانب ، فاقدو هوية واوطان واسر وتربية ! هذا غيض من فيض ما فعله "الجنجويدي" في كل من دارفور ثم العاصمة وبقية الولايات . فكيف لنا إزالتها من القاموس السياسي، واللغوي ، والإجتماعي، والثقافي ، والوجداني ، والنفسى في السودان يا استاذ التعايشي؟