وضع الكهرباء في بلادنا يمكن ان ينظر اليه كمقياس لا يمكن التلاعب فيه بالكلمات لاداء المشاركين في حكم بلادنا بعد الثورة من عسكر وعلي راسهم البرهان وحميدتي وقحت بوزرائها وحمدوك الذي يقود الشق المدني. ودعونا نقف للحظة وننظر الي الخطاب السياسي للحكومة علي ضوء التيار الكهربائي الذي اصبح مصدرا لمعاناة مستمرة. يمكن لحكومتنا ان تهلل للمؤتمرات التي تعقد لمساعدة بلادنا ، ويمكن للسيد خالد سلك ان يجلب احد اكبر الشركات لمراجعة الخدمة المدنية وان يتحدث في لايفاته عن الحكومة وانجازاتها ولكن كل هذا يصبح مدعاة للضحك والسخرية ان لم نحقق كهرباء مستقرة يحتاجها المواطن لممارسة ابسط ما تتطلبه حياته اليومية. الذي نعيبه علي هذه الحكومة بشقيها المدني والعسكري وهي ترفل في ثياب العيب والنقص انهم لا يأبهون لمعاناة المواطن ولا يلتفتون اليها وليس لديهم الحد الادني من الشجاعة لوضع النقاط علي الحروف. وحتي التصريحات التي يدلي بها هذا المسؤول او ذاك ان صحت كلها او بعضها يدل علي تدني مريع في تحمل الحكومة ووزراءها لمسؤولياتهم تجاه المواطن وتدل علي تدني مخيف لعدم احترام السيد حمدوك ووزراءه لانفسهم اولا كمهنيين جديرين بتولي المناصب التي يشغلونها اليوم. اتسأل كثيرا كيف يبدأ السيد جادين يومه وهو يمتطي سيارة فارهة تقله من مكان سكنه الذي قد لا تنقطع عنه الكهرباء الي مكتبه الذي قد لا ينقطع عنه التيار وهو راض عن نفسه. كيف ينظر الي نفسه في المرآة وهو يصلح ربطة عنقه ويتاكد ان البدلة الانيقة تجلس علي كتفيه بارتياح. الا يتذكر ان توفر الكهرباء واستقرارها هو الحد الادني الذي يسمح له بتبرير مرتبه الذي يتقاضاه اخر كل شهر وبلا انقطاع، وركوب السيارة الفارهة التي يمتطيها صباح مساء. انعدام الكهرباء كمقياس لاداء الحكومة يؤكد ان قحت لا تابه بالمواطن وبابسط احتياجاته وان السيد حمدوك يقضي وقته في تحسين نسل اللجان والاليات لتلد لجان واليات اخري اكبر واعمق. ونعلم ان البرهان وحميدتي يلعبون دور المتفرج عندما يتعلق الامر بحياة المواطن وابسط متطلبات حياته وهي استقرار التيار الكهربائى. شعبنا يستحق افضل من هذا يا هولاء. اليس فيكم من يمتلك بعض الكفاءة وبعض الضمير الحي فيواجه المواطن ويكاشفه بالحقائق وينتفض علي التعايش مع العجز والبؤس المهني وموت الضمير ؟ احمد الفكي 2582021