في المقال الفات، شُفنا واتعلَّمنا كيف إنو الصادق المهدي الإمام، كان قيافة وفايت الناس مسافة، ولو كرهنا ومهما أبينا، وكيف إنو بينما الآخَرِين أنبياء بالمعكوس، يعني مُؤرِّخين للماضي ساكِت، كان هو نَبِيّ الحاضر والمستقبل بطريقة لا يستطيع تصوُّرها في العقل إلا خيال جريء. المقال الحالي ده، من رأيُو إنو يبني على سلفو، وكُلَّنا كده مع بعض، نزداد كَيْلَ بعير، ذلِكَ كَيْلٌ يسير. في الديمقراطية التالتة، كان الصادق المهدي هو رئيس الوزراء، لأنو هو رئيس الحزب الفاز في 104 دائرة، ومن ثَمَّ في مجموع الانتخابات مبتعداً عن أقرب منافسيه الاتحادي الديمقراطي ب 42 دائرة. في علم الإجرام بيقول ليك ابحث عن مفتاح حل طلاسم الجرائم الكبيرة في التفاصيل الصغيرة جداً. وده من وُجهة النظر السيكولوجية، هو إنو التفصيل الصغير، دائِماً وتماماً، بيلقي ضوء كاشف أكتر بكتير جداً من التفصيل الكبير. أثناء ما خلاص صار رئيس الوزراء، وهو أصلاً رئيس الحزب طبعاً، قام الصادق المهدي مشى منطقة باو جهة الكرمك، وانتشل جثمان عمُّو الهادي المهدي، وجابو دفنو في مكانو اللائق كزعيم لأنصار وأحباب المهدي. وبكده صار خانة زعيم الأنصار شاغِرة يقيناً وتماماً، ومِنْ ثَمَّ صارت المسألة إنو مُنُو هو الأنسب للمنصب المهم والمقام العالي الحاسم ده. قيل. بل ذكر ابراهيم منعم منصور أو غيرو، إنو ليلة انقلاب الإنقاذ، هناك أنصار أظهروا استعداد تام وناجِز للتصدي للانقلاب، فقال ليهم الصادق: اتركوهم، ما ح يكونوا أكعب مننا. في موضع من القرآن بتقرأ ;( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاؤُود). لكن داؤود عليه السلام كان عندو 19 ولد، فكيفَ وَرِثَه سليمان من دونهم.?. قالَ ابنُ كثير في التفسير: وَرِثَ من دونهم الحِكْمة والنُبُوَّة. ويبدو إنو الاستعمار البريطاني درس فكرة إنو ينصب عبد الرحمن المهدي مَلِكاً على السودان. والمرجعية هي تعاليم الفيلسوف هُوبْز فما يلي السياسة والدولة، إنو النظام المَلِكي هو أنسب النظم لضبط وسياسة وإدارة وحكم الجماهير الرعاع بطبعها الغوغاء بفطرتها. وكانَ هيجل يرى الرأي نفسه ويؤيد الملكية البروسية. حتى شوبنهاور المُعلِّم جعل خيار النظام الملكي في مقدمة الخيارات بشرط أن تذوب إرادة العائلة المالكة في إرادة الشعب. زي الحاصل في السعودية مثلاً، ما في سعودي بيقبل كلمة في الملك، ولا الملك بيقبل مثقال ذرة في حق شعبو، وياها النتيجة ثبات ونبات زي ما شايفين يعني. بالنتيجة، وضمن نتائج أُخْرَى، وفي رأيي الخاص واعتقادي على الفور، إنو سَعْي الصادق للجمع بين رئاسة الحزب وزعامة الأنصار ما كان زي ما يُتَصَوَّر حُب في الرياسة وإنما بالأساس وبصورة أساسية وجذرية ، عدم ثقة في الجماهير والدهماء. وأخيراً سمعنا إنو جماعة من الأنقسنا حضروا الخرطوم في الأيَّام الفاتت ، وبيقولوا إنو الجثمان الشالو الصادق المهدي سنة 87 من الكرمك، حق واحد أنقسناوي منهم، وبلتمسوا إنو يسلموهم جثمان زولهم :( الصادق ما ترك في ذُرِّيْتو من بعدو، واحد ممكن يقوم مقام سليمان من داؤود، إلا بعض لُمَع وومضات من مريم. فلو يصدُقُ ظَنِّي، وصحَّت النُبُوءة، رُبَّما كانت مريم دي، بمرور الأيَّام وانطفاء جذوة شبابِها ورسوخها في التجربة واللُطف والنُضْج. أقول رُبَّما كانت خياراً يُنْظَر فيه.