اليوم الكانت فيهو فعالية إعلان جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي ( زين) في دورته قبل الفاتت، كان يوم مواكب مُعْلَنة من أيَّام الثورة السودانية. ف قدرتَ اتسلَّل من ناحية شارع النيل لمكان الفعالية في الفندق. ما بعرف اسمو واللهِ، لكن محل عملو الفندق ده كان جنينة الحيوانات. وكان حضور في الفعالية مصطفى عثمان اسماعيل، وسُمَيَّة سفنجات، ومجموعة كده من الصنف ده. وبرضو الفاتح عروة كان حاضر باعتبارو رئيس شركة زين، واللِّي بدوره اتغزَّل بطريقة سَمِجة في مقدمة البرنامج – قصيرة ممتلئة كده عريضة الكتفين اسمها لمياء إن لم أكُن مخطئاً- واللِّي بدورها اتفاعلت بطريقة أكثر لزوجة. بعد نهاية البرنامج، طلعتَ لقيت المظاهرات وقفت تقريباً والأوضاع هادئة، فمشيت محل الزلابية في شارع البلدية، لقيت هناك قاعدين مجموعة من ضمنهم الأستاذ الناقد، بدون ذكر أسماء يعني. هو قاص أصلاً وأسمر طويل جداً وهادئ جداً وبنظرات غير مريحة، ومبتسم دائِماً. قلتَ ليهو: أنا كنتَ في جائزة الطيب صالح. وبعدين من الأسماء الفائزة واحد اسمو مين كده عن رواية سمَّاها; شنو كده. فارتسمت في ملامح استاذنا ارتباكة كده، ما عرفْتَ معاها هل هو سعيد بالخبر ده أم لا. وشال تلفونو مشى بعيد عمل مكالمة، ولما جا راجع، قال: الرواية دي ما اشتغلتها ليهو أنا .!. أنا شعرتَ بالطرب لما سمعتَ كلامو ده، لأنو لقيت كون إنو واحد يكتب رواية أو كتاب أو حتى مقالة وتُنْشَر باسم واحد تاني، لقيتها فكرة مُسَلِّية وعبقرية. لأنو متى كانت الكتابة نزيهة وحُرَّة ما يهم الكتبها مُنُو بقدر أهمية أنها تَمُر وتتمرَّر على أوسع نطاق. ولأنو ده بيعني فيما يعني ،نشر الفضيلة، بمعنىً من المعاني، وبوجهٍ من الوجوه، ولأنو أنا شخصياً كان عندي تلاتة من البكتبو في الجرائد وكُتَّاب أعمدة وكده وواحدة صحفية، بكتب أنا وينشروا هم في محلاتهم وبأسماءُم، والسبب ضمن أسباب تانية إنو أنا ما عندي قيد صحفي أو شهادات أو مطلوبات الحاجة دي يعني، ولا حتى بعرف مكان بيعملوا القيد ده أو بيأخدو الشهادات والحاجات دي، ولا عندي رغبة أصلاً أعرفو ذاتو. الصحفية ثَبَّتَت أقدامها كُوَيِّس بمقالاتي أنا، واشتهرت كُوَيِّس وانشرت على نطاق واسع، وتسلَّقت لغاية ما كلامها كلو بقى مليار ودولار والذي منو. ولما مرات اتصل بيها لحاجة، بتشوف إنو حاجاتي دي تافهة وبسيطة :( وما بترجع لي. وأنا في قرارة نفسي سعيد جداً أصالةً عن نفسي، عكس ما يُظَن، فلعلَّها نيابةً عَنِّي سعيدةً تَكُون.