تناولت الصحف السودانية مؤخرا خبر عن قيام الجنرال خميس جلاب ومعيته نفر من ابناء جبال النوبة ولفيف من الافراد المحسوبين على بعض التجمعات الاخرى اللتي تدعي صلتها بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال, بمبادرة تدعوا الى توحيد جميع الافراد اللذين انشقوا من الحركة الشعبية الام تحت مظلة واحدة مجتمعه. هذة المبادرة اللتي تعتبر في مهدها يقال انها وجدت ترحيب من عديد من الشخصيات اللتي انفصلت و ابتعدت من الحركة الشعبية لتحرير السودان الحلو. من بين هذة الشخصيات النافذة في جبال النوبة اللتي يقال انها رحبت بهذة البادرة من خميس جلاب : الجنرال تلفون كوكو ابوجلحة والسيد دانيال كودي و اخرين. من المستقرب والعجيب في الامر ان تاتي هذة المبادرة في هذا الوقت بالتحديد وهنالك محادثات لتحقيق السلام ستجرى قريبا في العاصمة جوبا ما بين الحركة الشعبية الحلو والحكومة الانتقالية. لماذا اطلاق هذة المبادرة في هذا الوقت بالذات وخصوص بعد ان تعالت الاتهامات المفرطة والمقلوطة بعلاقة الحركة الشعبية المشبوه مع الحكومة الاثيوبية؟. من هي تلك الايادي الخفية اللتي تحرك المدعوا خميس جلاب لاعلان هذة المبادرة الشيطانية خاصة بعد ان تم ربط مصير قوات الدعم السريع مع عملية اقحام قوات الحركة الشعبية داخل الجيش السوداني كشرط لتحقيق السلام الشامل والمعطل اليوم؟. لم تكن تتعاله علامات الاستفهام والشكوك حول هذة البادرة لو انها اتت من شخصية اخرى غير هذا المدعوا خميس جلاب اللذي لة تجارب كثيرة تامرية فاشلة في حق قضية ابناء جبال النوبة!. تم استخدام هذا المدعوا خميس جلاب كبيدق من قبل حكومة المؤتمر لوطني في السابق لضرب مكون وقضية جبال النوبة, الا ان ابناء النوبة وبحنكتهم والتفافهم حول قضيتهم العادلة افشلوا مخطط خميس جلاب التامرى هذا. كما لا يتسنى لانسان جبال النوبة البسيط ان ينسى كيف قام المنبوذ ياسر عرمان باستخدام المدعوا خميس جلاب لشق صف ابناء جبال النوبة داخل الحركة الشعبية ومن ثم رمية في سلة المهملات بعد ان وصل عرمان ومن معيتة الى دهاليز السلطة في الخرطوم. السودان اليوم يمر بكثير من التكتلات الجو – سياسية والجبهات اللتي بدءت في التشكل هنا وهنالك للتهي لفترة ما بعد الحكومة الانتقالية, بجانب المطالبة بحقوق كثير من الرقع الجغرافية في البلاد بوافر الحصة من كيكة السلطة !. فبادرة من مثل هذه يمكنها ان تساهم الكثير في تقوية شوكة الحركة الشعبية ذاك لو انها اتت من قبل شخصية وطنية معتدلة سوية وليست من قبل انسان طالما وصف بعميل الشيطان ليبث البلبلة والتخبط من اجل مصلحتة الشخصية وليست مصلة ابناء المنطقتين اللذين طالما عانوا ويلات الحروب من قتل و تشريد ودمار. نقول لهذا المدعوا جلاب: ان خطة استخدامك كحصان طروادة من قبل هذه الجهات الشيطانية ستفشل تمام كما فشلت سابق حيلك واعمالك في حق ابناء جبال النوبة ، لسبب بسيط ان ابناء النوبة اليوم ليسوا كالسابق، اليوم هنالك جيل واعي ومستنير من ابناء جبال النوبة يتواجد بقوة في الساحة السياسية السودانية ، يعلم قضيتة جيدا وهو باقي على العهد ، عهد من سبقة من القادة امثال يوسف كوة وفيلب غبوش وحماد ابو صدر ونيرون… واخرين لم نذكرهم ، الذين عاشوا وماتوا وهم ممسكين بهذة القضية العادلة. هذه المبادرة الجديدة دعوة حق اريد بها باطل. مبادرة تهدف للتقوقل داخل ابناء الحركة الشعبية ومن ثم العمل على تشظيتهم وفك تماسكهم. هذه المبادرة الشيطانية تاتي وهنالك صيحات تتعالى من هنا وهنالك حول مصير قوات الدعم السريع الذائع السيط هذه، برزت المطالبة بكثير من الاطراف داخل وخارج السودان بضرورة تقنين اداء هذة القوات والعمل على اذابتها داخل القوات المسلحة السودانية ، مصيرها كمصير كل الحركات المسلحة الاخرى. القائيمين على امر هذه القوات اي (الدعم السريع) يدركون تمام ان الخطر الاكبر في مصير هذه القوات هو الوصول الى اتفاق سلام شامل في السودان يشمل الحركة الشعبية لتحرير السودان الحلو وعبد الواحد النور اللتان وضعتا ادماج الدعم السريع داخل الجيش من الاولويات لتحقيق السلام الشامل. لا ولن تكون مبادرة خميس جلاب الشيطانية هذه اخر حصان طروادة، بل سيتبعها كثير من المبادرات التي تهدف الى كسر شوكة الحركة الشعبية لتحرير السودان ، هيهات ، ان يقظة ابنائها ستكون بالمرصاد لكل شيطان رجيم. وانها ثورة حتى النصر..! [email protected]