قالت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، السبت، إن السودان حقق "نصراً كبيراً" وذلك بدعم مجلس الأمن موقف بلادها بشأن سد النهضة، مشيرةً إلى أن العلاقات مع إثيوبيا "تشهد توتراً" بسبب ادعاءاتها في أراضي الفشقة و"تعنتها" في قضية السد. وأضافت المهدي خلال مؤتمر صحافي، أن "السودان يؤكد حرصه على علاقة قوية مع جمهورية مصر العربية ويشمل ذلك التنسيق بخصوص الموقف تجاه سد النهضة". وأكدت المهدي أن "العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأديس بابا تشهد توتراً واضحاً بسبب الاتهامات الإثيوبية للسودان باحتلال أراضي في الفشقة، وبسبب تعنت أديس أبابا في التوصل لاتفاق قانوني بخصوص سد النهضة". وجددت المهدي دعم الحكومة لإيجاد "كل دول حوض النيل الأزرق حظها من التنمية والتطوير واستغلال مواردها، وذلك يجب أن يبنى على مرجعية قانونية واضحة". وتباعت: "إثيوبيا تحاول أن تقفز إلى الأمام لمعالجة قضايا داخلية ومحاولة خلق صراع خارجي مع السودان لتوحيد الصف الداخلي باستغلال سد النهضة، كما أن الادعاءات الإثيوبية بخصوص أحقيتها لأراضي الفشقة حديث عار عن الصحة، والاتفاقات الثنائية منذ 1902 توضح أحقية السودان في أراضيه". منذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة المعد ليكون أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرومائية في إفريقيا بقدرة تصل إلى 6500 ميغاوات. "سياسة خارجية متوازنة" وبيّنت وزيرة الخارجية، أن الحكومة تسعى إلى "سياسة خارجية متوازنة، ونحن نتحلى بذهنية منفحته ومرنة بالتعاطي مع قضايا الحدود، تجمع بين الحرص على التوازن وتأكيد على الحقوق وصيانة وتعظيم المكاسب من التواصل الإيجابي". وتابعت: "نعكف حالياً على التحضير لعقد المؤتمر القومي للعلاقات الخارجية ونهدف منه لبناء سياسة متوازنة ومتفق عليها، لإعادة السودان إلى نقطة التوزان في إدارة علاقاته الخارجية". وأكدت أن السودان "يسعى للسلام والأمن الاستقرار مع جيرانه والإقليم والعالم أجمع"، مشيرةً إلى أن "العلاقات الخارجية في النظام المباد (نظام الرئيس السابق عمر البشير)، اتسمت بالاضطراب والنظرة الأيدلوجية الضيقة والمتمحورة، فكانت تعبر عن توجهات النظام في الحفظ على السلطة وليس الحفاظ على السيادة الوطنية". وأضافت أن سياسة الحكومة الانتقالية الحالية أثمرت إلى رفع العقوبات وإزالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، ومعالجة الديون ودعم الانتقال في السودان. الاتجاه نحو إفريقيا وأوضحت وزيرة الخارجية أن سياسة السودان الجديدة "تقوم على التوجه نحو إفريقيا والانفتاح عليها في كل المجالات، فموقع السودان الجيوسياسي يجعلنا نعيد تموضع السودان كشريك مؤتمن في إفريقيا أولاً ثم بقية العالم". ولفتت إلى أن توجه بلادها نحو "العالم العربي ينطلق من السعي لخلق علاقات بعيدة عن التمحور وقريبة من التضامن العربي الذي يخدم الأمن والاستقرار في الدول العربية". وعلى المستوى العالمي، قالت المهدي إن "الخرطوم يعمل بخطى حثيثة لتعزيز العلاقات الثنائية من الولاياتالمتحدة والصين وتركيا واليابان ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بالإضافة إلى الشركة مع الأممالمتحدة".