لا تحتاج الي اثبات كثير ، فأمامك أتباع الناظر ترك يخلعون قضبان سكك حديد السودان ، انشأها الحكم التركي المصري في عام 1874م للوصل بين حلفا وصرص ، بعد هزيمة المهدية عام1898م استمرت بريطانيا العظمي في بناء الخط الحديدي الي الخرطوم وأكتمل في عام 1899م. خط السكة حديد واصل تجاري بين السودان والبحر الابيض المتوسط ، وهو بتلك العراقة والتأريخ الضارب في الارث السوداني غير أن تنظيم الاخوان يتعامل مع السكة حديد وقضبانها كما الاعداء ، للمقاربة فقد بدأ العمل بساعة بغ بن الشهيرة في 03 يونيو 1859م ، تأريخ ليس بعيدا عن تأريخ انشاء السكة حديد في السودان ، يختلف احترام الانجليز لساعتهم الشهيرة التي تدر دخلا لا يستهان به ينفقه السياح لمشاهدة الساعة الاشهرفي العالم ، يغذون السير وينيخون مطاياهم عند مدينة لندن ليستمتع الزوار بمشاهدة الساعة ، جرسها بغ بن يدق علي مدار الساعة ومع ضرباته يزيد الدخل القومي البريطاني ، لا تلجأ المعارضة الي تحطيم الساعة عند خسارة الانتخابات ،علي العكس يتعامل الاخوان مع ارث وتأريخ السودان محفوظا في قضبان السكة حديد ببربرية تعيد الذاكرة الي التتر وهم يحرقون مكتبات بغداد أو يغمرون كتبها ومخطوطاتها في مياه دجلة والفرات. خط سكك حديد السودان تأريخ يسهل توظيفه لجلب السياح من بريطانيا واليابان والصين ، رحلات علي خط سكك حديد في قلب أفريقيا أنشأته بريطانيا العظمي في العام 1898م وما يزال يعمل بصورة جيدة ، عنوان سياحي يوفر للسودان ملايين الدولارات ، ثم استبدال أدبيات المشروع الحضاري الهلامية بإنشاء مشروع السكة حديد الذي يربط أراضي الحجاز بنيجريا ودول غرب أفريقيا عبر السودان ، تنطلق عندهم رحلات الحج الي الاراضي المقدسة وتستغرق سنوات قبل وصول الحجاج الي الاراضي المقدسة . خلع قضبان السكة حديد في طريق بورتسودانعطبرةالخرطوم من قبل الناظر ترك وفلول الاخوان جريمة ، تعدي علي تواصل الاجيال لأنها تحرمالحفاظ علي تراكم تأريخ السودان ، تعادل الجريمة تحطيم ساعة بغ بن في لندن أو برج ايفل في باريس أو تمثال الحرية عند خليج نيويورك. أدب التعايش بين المعارضة والحكم وتبادل المواقع ليس جديدا علي أهل السودان ، تركه الانجليز كما في نسخة وست منستر حيث يهنئ الحزب الخاسر غريمه الفائز ويكون الحزب المعارض حكومة الظل التي تناظرمكاتب الحزب الحاكم ، لا تذهب المعارضة الي ردم نهر التايمز أو تحطيم ساعة بغ بن أو رمي القمامة في حديقة هايد بارك أو قفل الطريق الي حديقة ريجنز بارك أو متحف مدام تسو، الاخوان في السودان جلبوا وأدخلوا الي ساحة العمل الحزبي بغض الوطن وتحطيم مكتسباته وصروحه التاريخية حال خسارة كراسي الحكم ، خطوط السكة حديد التاريخية تخلع من قضبانها وأرضها ، مشروع الجزيرة هو الاخر صرح تأريخي يجب المحافظة عليه لا بيع أصوله بغضا وحسدا . علي قادة الاخوان أن يرتفعوا الي حيث الوطن يحمله ثوار ديسمبر في حدقات العيون ، لا تنظرللوطن صفقة في سوق العملة وتتعامل مع السكة حديد وقضبانها ومشروع الجزيرة والخطوط البحرية السودانية جنيهات سودانية فقدت قيمتها بارتفاع الدولار وصحوة الثوار. تأريخ السودان ممثلا في قضبان السكة حديد يبقي ملكا للاجيال وجاذبا للسياح كما هي ساعة بغ بن عند أهلها الذين يعرفون قدر التأريخ و المحافظة علي ارث الديار.