لست من الصعوبة بمكان التأكد من المقولة (سيصرخون) ، ولن تنتظر كثيراً من الزمن حتي تدرك ذلك ، فقد بدأ الصراخ مبكراً ، بداية بالتغزل في المكون العسكري ومهاجمة المكون المدني والدعوة المستمرة للبرهان وحميدتي لاستلام السلطة ، بل بدأ الصراخ قبل ذلك بمدة طويلة منذ تحريضهم المجلس العسكري بفض الاعتصام ، ومحاولات كتايبهم البائسة ذلك من مباني كلية الهندسة جامعة الخرطوم ومدينة البشير الطبية ، ثم اتجهوا للوقيعة بين المكون المدني والعسكري ونسج الحكايات والمسرحيات التي تدعم ذلك . لتتبع ذلك المسيرات الفاشلة ومحاولة استغلالهم لدعوات الحرية والتغيير للتظاهر في 30 يونيو ومسيرات استكمال مؤسسات الحكم المدني وغيرها ومحاولة الاعتصام في القيادة ، لظنهم أن ذلك سيكتب نهاية الثورة السودانية ، ناسين أن هذه الثورة سقت بدماء الشهداء ، لنشهد البرطعة من الفلول ذو الأحجام العائلية عندما تسقط بجانبهم القنابل المسيلة للدموع ، متغافلين أن من صنعوا هذه الثورة قابلوا الرصاص بصدور عارية إلا من الإيمان بداخلها بالثورة وبالقضية . ولم ينسوا كعادتهم القديمة الباس ثوب الدين على تلك المظاهرات ، ولم يدركوا أن هذه المطية أصبح لاتنطلي على الشعب السوداني ، فقد جربهم لمدة ثلاثون عاماً وأدرك أنهم بعيدين من الإسلام كل البعد بفسادهم وظلمهم للعباد ، ولم يجد منهم غير بيوت الأشباح التي جردت الإنسان من كل كرامة فعذبوا الناس وقتلوهم واغتصبوهم ، وسرقوا الأموال وخيرات البلاد، ثم بدأ مسلسل إلصاق تهم الكفر والإلحاد على أعضاء الحرية والتغيير ، وأنهم لادين لهم . بان ذاك الصراخ في مهاجمة لجنة التمكين روح الثورة وقلبها النابض ، والنيل منها ومن أعضاءها ، والتحدث عن عدم قانويتها ، وذهبوا لاستنكار كشفها حسابات الفلول ، عندما ظهر العجب العجاب ، وقالوا أسبوعاً واحداً لا أكثر سيذهب الناس للبنوك ويسحبون أموالهم ، وتفرغ خزائن البنوك من الأموال . ثمة مفردات تزيد من حدة ذاك الصراخ مثل قطار عطبرة ولجان المقاومة والثوار وكنداكة والترس ، لذا تكالب الفلول لتخريب السكة حديد لكي لايصل ثوار عطبرة لعناق ثوار الخرطوم في ساعة الثورة السودانية الساعة الواحدة ، فتهدر الشوارع بالحناجر التي هزمت جموع الطاغية وارتفعت عالية بهتافها وطغت على صوت الرصاص . الآن يتعالى الصراخ نسبة لاكتظاظ الشارع بمسيرات 30 سبتمبر ، فهاجت السوشيال ميديا بصراخ الفلول ، يقللون من تلك الفعاليات وينسجون الأكاذيب والشائعات ينتقدون كل شئ ليضيعوا روعة ذاك اليوم قرأت في يوم 30 سبتمبر لأحدهم أن قطار عطبرة وصل خالياً من الثوار ولم يفطن أن القطار لم يصل بعد ، وأنه قضى تلك الليلة في الجيلي وسط حفاوة أهلها الذين أحاطوا ثوار عطبرة بالعناية والاهتمام وسهروا على راحتهم ، وهذه شيم المجتمع السوداني ماعدا الفلول فهم نشاز ، ومن قبلها أطفال المدارس عندما خرجوا لاستقبال قطار عطبرة . ثم أهل الكدرو وأهل بحري ليضيق من بعد ذلك شروني عندما أتى أهل الخرطوم وثوارها وكنداكاتها لاستقبال قطار عطبرة ، أتوا قبل ساعات من وصول القطار ولم تسكت حناجرهم عن الهتاف وشعارات الثورة حتى وصول القطار ليكون ذاك التلاحم الجميل ، ويصطف الجميع ليرددوا نشيد العلم وتتجه المسيرة من بعد لمقر لجنة ازالة التمكين لتقابلهم لجنة التمكين بالأغاني الوطنية وأنا سوداني أنا لتردد الجموع أغنية العطبراوي وتذرف الدموع حبا في هذا الوطن وهذه الأرض . المهم في الأمر أن صراخ الفلول هذه الأيام في تصاعد شديد ، وضاقت عليهم الأرض بمارحبت ، عندماعاب رجلهم الهمام الذي كان مساعداً لرئيس الجمهورية عاب على الثوار أنهم مناضلي الكي بورد الذين لن يستطيعوا تغيير النظام والحكومة الآن أصبح شغل الجماعة الشاغل السوشيال ميديا وبث الشائعات والأكاذيب وانتقاد كل جميل في مسيرة البلاد . ماذا تقول عنهم ورغباتهم وطموحهم للعودة للسلطة ، وتلك الصورة السيئة لهم ولنظام حكمهم وأفعالهم مازالت تسيطر على ذاكرة السودانيين ، ولم ينسوا بعد حكومتهم حكومة الذل والهوان والفساد ، راهنوا على خنق الحكومة الانتقالية اقتصادياً ، فشل زعمهم في ذلك فاتجهوا لإثارة الفوضى ببث الخوف في نفوس الناس بعدم الأمن . [email protected]