طوال فترة اندلاع ثورتنا المجيدة ، كلما تواجدت باي مكان بسألني القراء المتابعين لكتاباتي ماذا جري لك؟ لماذا لم نري كتاباتك الراتبة كما عودتنا أيام العهد البائد المظلم. كنت تهاجمهم كنظام وكسياسات وكافراد بعنف طوال فترة حكمهم . وتعرضت لما تعرضت له ولم تلين أو تتوقف . هاجمتهم في كل المنابر والندوات والاجتماعات الرسمية والحزبية . حاولوا اغراءك بالمناصب فسفهتهم . أين أنت الأن مما يجري لنا بعد نجاح ثورتنا وتخلصنا من عهد مظلم مدمر؟ قلت لهم لم تتوقف كتاباتي ، لكنها كانت بعيدة عن السياسة لأسباب الحفاظ على مسية الثورة والبعد عن احباط الثوار والحكومة (!!!) . قلت لهم : أنا قي حالة حيرة ، لكني متفائل . لا نريد أن نكون سبب في جهجهة الشارع أو تشكيك الشارع في من تقلدوا أمور الدولة وزمام تسييرها من عسكريين أو مدنيين . الموقف بعد الثورة لا يتحمل أي اهتزازات وقابل للتهشيم والكسر كالزجاج عند الشحن. كما أنني لا أري شفافية كافية تجعل أي منا قادر علي أن يحلل الأمور بطريقة سليمة . عليه أن ابدينا رأينا قد يقول البعض أن (البروف خرف) ، ونحن الأن في سن يجعلنا قابلين للخرف والزهايمر أيضا . ما الذي يجعلني متفائلا ؟ السبب بسيط جدا وهو (صمود الدكتور حمدوك) لكل هذه العثرات والمعوقات ، وصبره عليها ، لأنه يعرف ماذا يفعل؟ ولماذا؟ والي أين يريد أن يصل بنا وبالوطن . أن لم تكن له القدرة على ذلك لما قبل بهذا التكليف ، وكما نعلم بأنه تكليف عائده المادي له ولأسرته لا يساوي شيء مقارنة بما كان يلقاه من المنظمات بالدولار واليورو والعيشة الهنية بعيدا عن أزماتنا السابقة والحالية ويمكن اللاحقة . عليه يبدو لي أن يعمل باخلاص ، ويعرف هدفه ، ويجد دعم متفق عليه داخليا وخارجيا سيصل به الى الاهداف المنشودة وفي أسرع وقت ممكن ، وهذ الموعد معلوم لديه. فهو قليل الكلام والتصريحات ويتجنب الانزلاق الي ما نراه الأن من مهاترات على كل المستويات (مستجدي السياسة وفاقدي الحكمة) خاصة بين المكونين ، ولا أريد أن أقول أنه مؤمن بالمثل (الكلاب تنبح والجمل ماشي) . الشفافية في بعض الأحيان قد تكون ضارة. لكن لن أترككم دون اجابة واضحة لما افكر فيه بعد تحليل وسيناريوهات تدور بذهني كمواطن وكمهتم بالأمور السياسية ، رغما عن أنني لا أعتبر نفسي سياسيا. اصبت بدأء التفكير والتحليل منذ قبل قيام الثورة يسنوات ، بل بدأ التفكير التحليلي منذ أن ظهر مصطلح (العولمة) ، ثم الفوضي الخلاقة ، ثم الربيع العربي ، ثم الهبوط الناعم ، ثم فكرة قيام حكومة واحدة تحكم العالم كله ، ثم داخليا الضغوط العنيفة ضد حكومة المخلوع من حظر و قائمة الارهاب ، ثم فصل الجنوب ، واشعال الحرب في دارفور وجنوب كردفان و النيل الأزرق . ثم تخلي المخلوع عن رئاسة مجلس الوزراء لبكري حسن صالح ، ثم لمعتز موسي ، ثم لآيلا ، وتزمر الجيل الثالث من شباب المؤتمر (الوثني) على الجيلين الأول والثاني من حزبهم وقادتهم بعد أن تلاحقت الكتوف، ، ثم انه بعد اندلاع الثورة وافصئهم (شكليا) لم أري أي من منسوبيهم حزين على اقتنلاعهم (!!!) ، ثم االوثيقة الدستورية واتفاق مع (اللجنة الأمنية) للمخلوع لتكوين مجلس السيادة ، مع اعطاء المكون العسكري حق اختيار وزيري الدفاع والداخلية (أي تمكين) ، عدم محاكمة زبانية النظام البائد حتى الأن ، وتقاعس المحكمة الجنائية (يبدو أنه يعبر عن اتفاق مسبق !!)، ثم عدم تكوين التلكؤ في تكوين المجلس التشريعي أو تأجيل التكوين حتى (وقت مناسب) يحدده السيد رئيس الوزراء ، واتفاقية جوبا (خطوة اجرائية!!) ، والمسارات الهلامية (للزعزعة) ، ومشكلة الشرق الحالية (هنالك الكثير من الاسرار تكتنفها) ، وما يجري بالفشقة منذ عدة شهور ( هذه لها ما بعدها خاصة في الاستثمارات الأجنبية) . كل هذا لابد من الربط بينه وبين الأحداث وبين ما يجري الأن ربطا تحليليا دقيقا حتى يمكننا أن نفهم ونبرر الذي يجري الأن ، ولماذا ؟ وما هي النتيجة المتوقعة . في رأيي أن كل ما يجري الأن من مشاكل وأزمات (محسوب بدقة ومتوقع) من ضمن السيناريوهات التي وضعها ودرسها السيد رئيس الوزراء في ذهنة بدقة متناهية عند قبوله لتحمل هذه المسؤولية (قبل الثورة أو أثناءها) ولم تحرك فيه ساكنا ، وتعامل معها بحكمة مدروسة نظرا لمعرفته مسبقا بسلوكيات شعبنا وتاريخه ومقدراتنا كشعب وكدولة عبر العديد من الثورات والأزمات بمساعدة معاهد ومراكز عالمية واقليمية وخبرات متراكمة (وتعليمات) !! لكن يجب أن نتفق (شئنا أم أبينا) بأن الثورة كانت مدعومة من الداخل ومن الخارج ، وكان معد لها مسبقا عبر استغلال غضب الشعب وتحسيسه وكراهيته العميقة للمؤتمر الوثني، واستعداده لكل التضحيات من أجل التخلص منها. تم اعداد الملعب داخليا وخارجيا بواسطة (كيانات وافراد ومؤسسات) ، بما في ذلك سيناريو الاعتصام أمام القيادة العامة رغم أنف العسكر واللجنة الأمنية، وأظن ظنا جازما بأن (الارهابي المغبون) والذراع الأيمن للمخابرات الأميريكية بقارتنا صلاح قوش كان منسقا لكل ذلك ، لأسباب يعرفها هو جيدا ، وكذلك أنتم . كلام مخرف مش كده ؟!!! . سؤالكم بالطبع سيكون ماذا تتوقع ؟ سأجيبكم في الحلقة القادمة أن شاء الكريم. أللهم ، اسألك اللطف (أمين) . [email protected]