الابيض تلك المترعة بالمودة والجمال.. رمال تشربت من اهلها اصالة رونقهم وذهبية معدنهم … تتناثر سنوات العمر بعيدا عن محياها البشوش … ويظل نبض العشق حيا مشرقا يتخلل الوجدان ويبقى بين مسامات الاشواق الهائمة التى لاتكاد تنساها ذاكرة الالفة انها عروس الرمال حضور فى الوجدان لايعرف الغياب حب لا يندثر … ولاتزيد جذوته الايام الا … اشتعالا والتهابا … اليك عبر مساحات التمنى الكامن فى دفء الحنين الذى رضعته الطفولة الباكرة فيك واناشيد الصبا الرافلة فى الامانى بين اهازيج المردوم وطعم التبلدى وحلاوة التغنى باسمك …. عروس الرمال … يابلومه شيل السلام… انها حفاوة الاحباب عندما تزف ساعة اللقيا … لقد تشربناك محبة وغراما واليوم لانملك الا الدعاء لك وللوطن الغالي إن تتجسدك العافية … وتسكن روابيك السعادة حتى تمتزج فى خضرة حنينك وابتهاج ليلك وتألق نهارك وازدهارنجومك ورحابة جلالك وان تسكن احضناك الافراح ، وتتخلل ظلال ايامك نسمات الابتهاج لتزغرد انغامك ، يارحيق الايام ، ومنبع الاحلام، مكتول هواك انا من زمان … واسير غزال فوق القويز …. ومن يعرف الابيض ولا يحبها ؟.. ومن يستنشق عبيرها ولا تسكره روعتها ؟.. ومن يعانق طيبة اهلها ولا يحن اليها ويتوق الى لقائها ؟ . الابيض الامس او اليوم قد تختلف الشوارع وتتغير الاسماء ولكن يبقى الشوق الذى لايعترف بالمساحات ولا تأطره الاماكن ولا تبدله الحوادث ولا تغيره زخم الحياة … البترول … الربع الاول .. . امير … الصفاء … القلعة … كريمة … ود الياس … القبة … واحياء اخرى لا تموت ولاتبارح … ذاكرة الحنين ….. الابيض المدينة التى يتسع وجدانها للمبدعين ماكان لها إن تنسى ذاكرتها الحاضرة الوفية الشاعر الفذ الرائع الجميل محمد المكى ابراهيم … مدينة سكنها شاعرنا الفة وتشربته محبة عرفها عروس الرمال واحتضنته شاعرا للاخضرار والجمال حبر قصائده الفينانة … ونشيده الخالد باسمك الاخضر يا اكتوبر الارض تغنى .. فغنى بها وردى الرائع …. وغنى معه الشعب السودانى جميعا … التحية لصاحب الحرف الانيق والكلمة المعبرة محمد المكى ابراهيم الذى تشرب الحب فى حى قبة الشيخ اسماعيل الولى العريق ، صاحب الكلمات المعطرة بالوطنية المخضبة بالثورية اشعار سكبها يراعه الصادق بالمحبة لهذا الوطن الغالى فى ايام كانت الارواح .. تواقة مشتاقة … الى فضاءات الحرية ….. بأسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي بأسمك الشعب انتصر .. حائط السجن انكسر .. والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل كان خلف الصبر والأحزان أحيا .. صامدا منتظرا حتى إذا الصبح أطل أشعل التاريخ نارا واشتعل كان أكتوبر في نفضتنا الأولى مع المك النمر كان أسياف العشر ومع الماظ البطل وبجنب القرشي حين دعاه القرشي حتى انتصر بأسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي بأسمك الشعب انتصر .. حائط السجن انكسر .. اين اليوم حالنا من اكتوبر الاخضر ، وقد تداخلت المصالح واختلفت المعايير وتمدد الطمع وتغولت على بلادنا الخيانة وحب الذات واصبحت الانانية من المفردات التى يتبجح بها البعض .. لقد انكسر حائط السجن ولكن أرى الشارع يبنى حوله سياجا من سجن جديد بمفهوم مختلف . باسمك الاخضر يااكتوبر الارض تغني ومانحن فيه اليوم يغني عن السؤال فبماذا يتغنى ثوار ديسمبر اليوم ياترى ؟ " حفظك الله ياوطني" [email protected]