بدأت الثورة منذ مراحلها الأولى بطيئة جدا وذلك منذ اليوم الأول بعد الثلاثين من يونيو 1989، وكانت المقاومة حينها من قبل المنظمين سياسيا او الناشطين من غير المنظمين الذين عرفوا منذ الوهلة الأولى ان الحركة الإسلامية سوف تنتهج نهج التمكين قبل ان يعلنه صراحة عرابها حسن الترابي وتوافد حوله كل المنتفعين والانتهازيين والذين هم أيضا بدورهم يعرفون جيدا كيف يمتطون ظهر أي حكومة منهجها مبني على الانتهازية فكانت فرصة جيدة لكل انتهازي ان يجد موطيء قدم، فتمكنت الانقاذ (الحركة الإسلامية) من مفاصل الدولة بسياسة التمكين وعبثت بالاقتصاد كيفما تشاء وتكدست الاموال في ايادي عضويتهم واصبحوا يمتطون الفارهات ويسكنون الشاهقات (بشهادة عرابهم الترابي نفسه بعد المفاصلة) .. تكرست الانتهازية وطموحات الثراء الفاحش فتأججت الصراعات الداخلية بينهم حتى كان الانفصال او الانشقاق بعد عشر سنوات من انقلابهم المشؤوم على نظام ديمقراطي وحكومة منتخبة كانوا هم انفسهم شركاء فيها ولم يكن انفصالهم لدواعي وطنية بل كان لمصالح شخصية وقسمة غنائم ما هي الا موارد الدولة وحق المواطن السوداني! واكتفي بهذه المقدمة التي يعلمها الجميع وكما اسلفت ان عرابهم الترابي نفسه شهد بذلك وشهد بفسادهم وقالها: اصبحوا يأكلون الاموال اكلا عجيبا وهو الذي مكنهم من فعل ذات الفساد الذي يشهد به ضدهم بعد ان ازيح من المسرح بفعل صبيته وعلى راسهم ابنه العاق علي عثمان محمد طه. المؤتمر الوطني الفصيل الذي اضحى مسيطرا خطط لحماية مصالح الجماعة مع العسكر الذين كانوا قد جندوهم مسبقا ليكونوا لهم حاميا وسندا وشريكا اصيلا في النهب ومعهم الجنجويد الذين فاق دورهم شيوخهم في السرقة والنهب واضف إليها البطش بالمواطن بقوات كلها او جلها عبارة عن مرتزقة اتوا بهم من وراء الحدود! جاءت ديسمبر 2018 المستمرة حتى الآن ثورة شعبية عاتية اهدافها اقتلاع الفساد من جذوره وارساء دعائم دولة مدنية شعاراتها حرية سلام وعدالة وسرعان ما احاطتها تكتلات الانتهازية بل ادعى بعضهم انه صاحب الثورة ولولاه لما سقط البشير (الذي في حقيقة الأمر لم يسقط) وكثيرا قالها جمع غفير من الثوار انها (لم تسقط بعد)! واليوم وبعد مرور حوالي الثلاث اعوام على الثورة تأكد للكثيرين انها لم تسقط بعد! البرهان ولجنته الامنية من جنرالات الجيش الانتهازيين الخونة والجنجويد بقيادة آل دقلو وبقية الانتهازية كانت ولا تزال تحيك الخبث في الظلام وهي مكشرة عن انيابها .. من اعتاد على النهب والمال السائب ليس من السهل عليه ان يحرم منه! طريق الثورة لم يكن سهلا ولا ممهدا من يومه الأول كانت كل المؤشرات توحي بأن المطبات كثيرة والالغام اكثر والطامعين والمتربصين على اهبة الاستعداد للانقضاض على الثورة! لم يخيب ظن الثوار ولم تكن فقط نظريات المؤامرة هي الدليل بل تجارب عدة كانت خير دليل وبرهان على شر مستطير لا محالة آت! فالعدو شريك في القيادة بل يمسك بذمام التشريع والتنفيذ والاقتصاد وهذا كان أول خطأ في طريق الثورة دون الدخول في تفاصيل من جعل هذا الخطأ ممكنا ولكنه كان الخطأ الأول والفادح أيضا! وضع العدو الشريك كل العراقيل امام المكون المدني وهو يرتب لايجاد مبررات ليس هو في حاجة لها لأنه كان في الأصل قد حسم أمره مع سادته سواء في الداخل (قيادات الحركة الإسلامية) او في الاقليم او دوليا مع محاور الشر، فالشر لا يتحالف الا مع الشر! طريق ثورتنا جدا شائك فالعدو ليس واحدا بل هم اعداء ولن اقول الآن هذه مرحلة الفرز الأخيرة لاني مؤمن تماما بأن هناك اعداء وخونة غير الذين صنفاهم وفرزتهم المراحل المختلفة ومن اعنيهم اخطر لأنهم قد يكونوا داخل كيانات نحسبها وطنية فهناك سموم كثيرة وعدوى انتهازية تسربت الى اجساد كيانات كثيرة خلال الثلاثين عاما، وحتى لا أجعل من تلميحاتي غامضة أشير الى ان بعض من قيادات التنظيمات الوطنية وبعض من عضويتها المؤثرة قد تكون فعليا ايادي او اذرع للحركة الإسلامية، وهنا يأتي دور التنظيمات وجماهيرها ان تعمل على تنقية كياناتها من مثل هذه الظواهر الضارة لأنه مع مصلحة الوطن لا مجاملة ولا استحياء الأمر يتطلب جرأة وحينها ان انتبهت جماهير الاحزاب الوطنية وغربلت قياداتها وعضويتها بشفافية نستطيع ان نعلن عن مرحلة فرز ضرورية وفقط حينها نستطيع القول بأنها مرحلة الفرز قبل الأخيرة! الجماهير والشارع هي الفعل الحقيقي والاصيل ولكن لا بد له من قيادة بحجمه تمثله بفخر وتقوم بدور الطليع الرائد الحقيقي الذي يحمل الأمانة بكل قوة وصدق وتجرد وهذه الخطوة يجب أن تكون باسرع ما يمكن! ثانيا يجب أن يكون هناك اكثر من برنامج كامل! الاستعدادات والتجهيزات التي يسبقها توحيد قوى الثورة حول البرنامج الموحد والبرامج البديلة هدف هام لمرحلة النهايات في الثورة. مزيد من التخطيط التكتيكي والاستراتيجي، باصلاح دور تجمع المهنيين والذي يعتبر النواة لاخراج حكومة كفاءات حقيقية والعمل على رفع الوعي و وضع مصلحة الوطن أولا وأخيرا .. يجب أن يكون السؤال الذي يدور في ذهن كل وطني غيور السودان يكون او لا يكون .. لاننا فعلا في مرحلة تحتمل احد الخيارين نكون او لا نكون ! تحياتي، عاصم فقيري التاسع من نوفمبر 2021 [email protected] #الدعم_السريع_مليشيات_ارهابية #الحركة_الاسلامية_تنظيم_ارهابي