دفعت اتهامات أثارها رئيس مجلس السيادة وناشطون حول تورط عناصر شرطية بقتل المتظاهرين؛ برئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى إقالة مدير عام قوات الشرطة ونائبه، وسجل متظاهرون شهادتهم على مواقع التواصل الاجتماعي التي تفيد بقمع الشرطة للاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري والتي أودت بحياة (42) شخصاً وجرح أكثر من ألف شخص، وفقاً للجنة أطباء السودان. وقتل حوالي (15) متظاهر خلال احتجاجات 17 نوفمبر الجاري غالبهم في مدينة الخرطوم بحري، لكن مدير الشرطة عقد مؤتمراً صحفياً بعدها بيوم قال فيه إن المضابط الرسمية لم تسجل سوى مصرع شخص واحد لا يمت بصلة للاحتجاجات. وفي حوار مع صحيفة فايناشنيال تايمز قال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن بعض عناصر الشرطة ومسلحين ربما كانوا وراء قتل المحتجين السلميين مبرئاً الجيش والدعم السريع من تلك المسؤولية. وقال مجلس الوزراء، في بيان إن حمدوك أعفى "مدير عام قوات الشرطة الفريق أول خالد مهدي ونائبه الفريق الصادق علي إبراهيم"، وعيّن الفريق شرطة عنان حامد مديراً عاماً لقوات الشرطة واللواء مدثر عبد الرحمن نائباً له ومفتشاً عاماً لقوات الشرطة، ووجه القرار وزارات شؤون مجلس الوزراء، الداخلية، المالية والتخطيط الاقتصادي، العمل والإصلاح الإداري والجهات المعنية الأخرى باتخاذ إجراءات تنفيذ القرار.
استدعاء وإقالة: وتشير المصادر إلى أن معلومات وردت عن استدعاء الجهاز التنفيذي لقادة الشرطة والأمن وتم منحهم (48) ساعة لتحديد الطرف الثالث الذي تورط في جرائم القتل التي صاحبت مليونية (17) و(21) نوفمبر، لإظهار المندسين ولم يستطيعوا الكشف عنهم، ولذلك تمت إقالتهم عن مناصبهم بحسب المصادر. عدم رضا: وأبدى عدد من المحلليين السياسيين وضباط الشرطة المتقاعدين عدم رضائهم عن التغبيرات التي تطال قيادة الشرطة عقب كل أحداث سياسية تمر بها البلاد معبرين عن أسفهم أن يحدث تغيير في قيادة الشرطة أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في فترة لا تتجاوز العامين مؤكدين أن مثل هذه التغييرات لم تحدث من قبل في تاريخ الشرطة في هذه الفترة الزمنية المتقاربة، وقال المحلل الاستراتيجي الأستاذ محمد عبدالفتاح المك إن التغييرات الأخيرة في قيادة الشرطة وإعفاء المدير العام ونائبه قام بها رئيس الوزراء حمدوك لإرضاء الشارع وداعميه الأساسيين لا سيما خارج السودان منوهاً الى أن الشرطة (كبش فداء) لتفسير الأحداث التي صاحبت المظاهرات الأخيرة وأن الشرطة السودانية مهنية محترفة ولم تكن طوال تاريخها مسيسة مشيراً الى أن عدداً غير قليل من ضباط الشرطة السودانية قاموا بتأسيس عدد من إدارات الشرطة بالوطن العربي والقارة الأفريقية. وأضاف المك أن الشرطة كانت من أكثر الأجهزة الرسمية التي تضررت بعد الثورة، وأكد عدد من ضباط الشرطة المتقاعدين أن التغييرات المتسارعة في قيادة الشرطة والمتتالية دون الوضع في الاعتبار القيد الزمني الذي يمكن من وضع وتنفيذ الخطط الاستراتيجية الخاصة بالشرطة وتنظيم عملها سيجعلها تعمل بدون أي موجهات أو خطط قصيرة وطويلة المدى مبينين أن مثل هذه التغييرات المتسارعة ستضعف أداء الشرطة ولن تمكنها من أداء وظائفها بمهنية واحتراف داعياً لإبعاد جهاز الشرطة من أي صراعات سياسية. حقائق غائبة: من جهته أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" أن التغييرات في الأجهزة الأمنية التي تمت جاءت بهدف تحديد المسؤوليات وتصحيح المسار، وقال حميدتي بحسب "العربية" "يجب تحديد المسؤوليات حتى تتم محاسبة المسؤولين في أحداث العنف" مبيناً أن تعليماتهم للأمن كانت حماية المتظاهرين ولفت إلى أن إغلاق الجسور خلال التظاهرات يتم لهدف أمني فقط مشيراً الى وجود طرف ثالث يستغل التظاهرات في السودان وقال: "نعلم أن هناك مخطط لشيطنة المكونات العسكرية في السودان"، وصباح أمس أعفى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك مدير عام قوات الشرطة ونائبه من منصبهما، كما تم إعفاء مدير جهاز المخابرات العامة، وقطع حميدتي بأنهم كانوا أمام خيارين تمثلا في انهيار الدولة أو اتخاذ الإجراءات التصحيحية، وجدد حميدتي زهد المكون العسكري في السلطة السياسية مبيناً أن المكون المدني في مجلس السيادة تم ترشيحه بواسطة أقاليمهم وقال: "على رئيس الوزراء أن يعود الى الأقاليم والقبائل لتشكيل حكومته". تخفيف الضغط: ويقول المحلل السياسي راشد التجاني ل(اليوم التالي) إن إقالات الشرطة تمت من جانبين، الأول سياسي والثاني لإرضاء الشارع الذي كان غاضباً عن أداء الشرطة منذ اندلاع التظاهرات في ديسمبر مؤكداً أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أراد أن يوصل رسالة واضحة أنه حريص على إرضاء الشارع وأن الإقالات التي تمت للشرطة والأمن الهدف منها تخفيف الضغط على الشارع بسبب أن كل التظاهرات التي خرجت كان مطلبها الرئيس هو القصاص للشهداء، ولذلك الإقالات تمت للتخفيف من ضغط الشارع. ولكن تصريحات الشرطة التي تقول إن هنالك طرف ثالث فهذه أيضاً مسؤولية الشرطة كيف لها أن تسمح بوجود طرف ثالث في ظل وجودها وكذلك التفلتات التي تحدث من بعض رجال االشرطة أيضاً سبب كافٍ للعدد من الإقالات. خطوة إيجابية بينما يرى الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي السوداني فتحي فضل أن خطوة إقالات الشرطة والأمن خطوة إيجابية من ريئس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، مبيناً أن جماهير الشعب السوداني طالبت مسبقاً بهذه الخطوة مؤكداً ل(اليوم التالي) أنه على حمدوك الانحياز للشعب وأن هذه الإقالات لا تحسن صورة حمدوك لأنه هو من شوه صورته مشيراً الى أن الحزب الشيوعي ضد كل أنواع القمع والاعتقالات وأن حماية المتظاهرين مسؤولية الفترة الانتقالية. من هو مدير الشرطة الجديد بعد إقالة مدير الشرطة السابق أول أمس تم تعيين الفريق شرطة حامد عنان حامد محمد عمر الذي عمل رئيس هيئة التدريب وخريج كلية البوليس بكالاريوس القانون جامعة النيلين 1994وماجستير قانون عام جامعة جوبا 2010 امتحان تنظيم مهنة القانون 1996 الأوسمة: وسام الإنجاز 3 مرات المرور2003 الانتخابات 2010 المنشآت 2016 وسام الخدمة الطويلة الممتازة 2009. وقد عمل ملازم أول نقيب 86/89/90 في الإقليم الشمالي شندي، مروي، الدبة، كريمة، بربر رائد/ مقدم1995/2000 المرور المركزي القطاع الشمالي طريق التحدي، كما عمل رئيساً لمركز شرطة شندي عقيد 2005 مدير مرور محلية شندي، ومدير شؤون عامة مرور ولاية القضارف، مدير مرور ولاية كسلا، ولاية نهر النيل الشؤون الإدارية، مدير شرطة محلية شندي عميد 2013، مدير دائرة الجنايات الإدارة العامة لتدريب الصف والجنود 2014، نائب مدير معهد تدريب الصف والجنود مدير دائرة الشؤون العامة 2016، لواء 2017، مدير شرطة ولاية جنوب كردفان، مدير غرفة المعلومات 2019، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات 2020، قائد قوات الاحتياطي المركزي حتى 22 يوليو 2020م. مدير جهاز المخابرات في سطور؟ تفيد السيرة الذاتية الحديثة للفريق مفضل، أنه تم تعيينه والياً لجنوب كردفان، ورئيساً للمؤتمر الوطني بالولاية في مايو 2018، وهو معروف بأنه إسلامي منذ الجامعة. أما السيرة البعيدة للفريق مفضل، وفقاً لدفعته في الدراسة بالمراحل الابتدائية والثانوي العام والعالي، فإنه من الإخوان المنضمين للحركة الإسلامية من قديم، وجلس لامتحان الشهادة السودانية 1980، ومنها غادر للقاهرة المصرية حيث تخرج من كلية التجارة بجامعة الزقازيق 1985، ثم التحق بالعمل في الوكالة الإسلامية لفترة قصيرة، ومن ثم توجه للعمل بمنظمة الدعوة الإسلامية، حيث عمل في نشاطها بمدينة نيالا، كما عمل مبعوثاً لديها في أوغندا وتنزانيا، ومن ثم التحق للعمل بجهاز الأمن والمخابرات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث تقلد مسؤولية عدد من الإدارات بالجهاز، منها إدارة المخابرات الخارجية، وإدارة الأمن الاقتصادي لنحو عامين، ويصف محدثو الفريق المفضل بالرجل الهادي، وأنه طيب المعشر. اليوم التالي