الصورة المعروضة مع مقال الراكوبة: نسخة تظهر جزءً من غلاف العدد الأول, المجلد العدد الحادي والعشرين من "السودان في رسائل ومدونات" (الجزء من صورة الغلاف يظهر تبويب المقالات إلى ص.123, ومنها مقالة الشيخ أبي جلحة التي نحن بصددها من ص.79 إلى 104 كما يُرى). إذا لم تظهر الصورة على موقع الراكوبة لأي سبب, فيمكن للقارئ تنزيل نسخة pdf من المقال مجانا على مشباك أسفل المقال. (أ) ترجمة بيانات المقال كاملة من تبويب صفحة الغلاف أعلاه كما يلي: قصة الشيخ عبدللاهي أحمد "أبو جلحة". (المؤلف) ر. سامَنْ, مع الحواشي من قِبَل د. نيوبولد, سي بي إي. و سي بي إي كتعريب ل BCE تعني قائدا ب (مقام) الإمبراطورية البريطانية. راجع كتابنا, الديمقراطية والتحيز, ص.64 إذن الكاتب الثاني الذي تم إسقاطه من ترجمة البروف "راس كبير" في الإستعمار الذي يبدو أن البروف يتبنى خطه, كما خط الكاتب الأول سامَن في تاريخ المهدية في هذه القصة تحديدا. سأتطرق إلى ما أثير حول موضوعية ومصداقية "السودان في رسائل ومدونات" لاحقا, لكني هنا أظل مع "تحفة البروف" والشيخ أبي جلحة. خارج النص, بروف أحمد إبراهيم أبو شوك أيضا أسقط إسم نيوبولد في عمل لأب شوك عن مراجع تاريخ المهدية. العمل بعنوان: A Bibliography of the Mahdist State in Sudan(1881-1898) من إصدار دورية أفريقيا السودانوية Sudanic Africa المجلد العاشر, لعام 1999 م. لكن أب شوك يشفع له أن عرضه لذلك العمل كان ضمن جرد للمراجع وحسب. فهو على الأقل لم يدلس في النقل من المقال كما فعل الهاشمي. (ب) ظاهرة الترجمات المبتورة رجعت مرة ثانية لترجمة البروف (الجزء الأول نقله زميل المنبر محمد عبدالله الحسين, بينما نقل الجزء الثاني إنابة عن البروف زميل المنبر حيدر الزين آنئذ). ووجدت عددا من الأخطاء: ليس أخطاءَ فقط في صحة الترجمة, كما سيرد فيما يلي, أو في أمانة النقل كما ورد من قبل (وهناك أكثر), بل أيضا فيما صُمِت عنه في أصل النص وهو غريب, أو مختلق حتى ليبعث على الضحك. لكن بدايةَ, أكثر ما لفت نظري في جزئي الترجمة قول البروف, إقتباس, البروف كما نقل عنه في جزء الترجمة الأول زميل منبر سودانيز أونلاين محمد عبدالله الحسين: مقدمة: هذه ترجمة للجزء الأول لمعظم ما جاء في مقال للإداري والكاتب البريطاني آر. سالمون عن شيخ عبد الله أحمد أبو جلحة. أنهِ الإقتباس. الخيارات المعروفة في الكتابات الأكاديمية تشمل: 1. عمل إستعراض أو رفيو Review لمحتوى عمل لتقديمه للقراء. وهذا ملخص لروح العمل يتناوله باختصار آخذا من كل بستان في العمل زهرة إعلاما للقارئ به: للقارئ العادي أو لشريحة من القراء. 2. كما سمعنا بتناول نقدي أو critical review وهذا يتوسع في تناول العمل من وجهة نظر نقدية محددة. ذلك النوع من النقد يتعمق أكثر في مادة النص لتسليط الضوء على عناصر بعينها معتنيا في ذلك بالتفاصيل. هذا قد وقد لا يكون دراسة نقدية مخصصة للعمل. 3. وفي باب الترجمة سمعنا عن ترجمات مختصرة لأعمال كبيرة, ويسمى هذا abridged translation. سمعنا عن كل ذلك وغيره. لكنا لم نسمع ب "ترجمة لمعظم ما جاء" بعمل من الأعمال. قد يكون هذا إختراعا من قبل البروف الهاشمي .. بدعة من بدع التلاعب الحداثي يحترفه بعض الإنتهازية من قبائل المثقفين الذين نكب بهم السودان. تقديم البروف لمحاولته للترجمة نية مبطنة أنه سيسقط "شيئا" هنا أو هناك من العمل. هي دعوة للتملص من مسؤولية الناقل فيما ينقله. فكأني به يقول, "أما بعد فهذي ترجمة المطفف في كيله وقد أنذرتكم فلا تأخذوا بلحيتي ولا برأسي". وكما أسلفنا فقد سن الهاشمي سنة ستكون الحجة فيها مجملا عليه بسبب إسقاطه مسبقا للأساسي عمدا (كإسم الكاتب الثاني للعمل الأصلي)؛ ثم تركه لتحديد مقدار ما سيهمله من النص خُمسا أو عُشرا أو دون ذلك تمرينا للقارئ. وقد نحا ذات نحوه في جزء ترجمته الثاني, مثبتا (إن كان هناك أيّ شك) أنه في مهمة إحتمالاتها مفتوحة على الشطط والخط, إقتباس, البروف كما نقل عنه في جزء الترجمة الثاني زميل المنبر حيدر الزين: مقدمة: هذه ترجمة للجزء الثاني لمعظم ما جاء في مقال للإداري والكاتب البريطاني آر. سالمون عن شيخ عبد الله أحمد أبو جلحة. أنهِ الإقتباس. كما ذكرت في مقالتي السابقة, ومن باب التذكير فقط فلكي نقطع الطريق أمام الفرضيات والجدل الناشئ عن تعديل النسخ الإلكترونية للنصوص, فسوف تكون مرجعية الإقتباس فيما سيلي عن البروف على أساس ما نشره الهاشمي بنفسه على صفحته بموقع سودان نايل الشبكي. حتى الآن أورد البروف جزئين من ترجمته إختار أن يرقمهما (1 من 2), ثم (2 من 3) ولم يزد عليهما. وقد قمت كما تقدّم ذكره بتحويل المادة الإلكترونية للترجمة إلى صورة وثيقة بي دي إف مباشرة من صفحته على موقع سودان نايل. وتيسر ذلك باستخدام أحد المواقع التي تتيح تحويل محتوى الصفحة من مشباكها (رابطها الإلكتروني). تم عمل وثيقتين وحفظهما بتاريخ وقت ما نشرته بسودانيز أونلاين (13 أبريل 2021) كمرجع لأي إشارة لاحقة من مادتيهما. أورد الآن جزءً مثيرا للإهتمام من ترجمة بدر الدين الهاشمي, (الجزء 1 من 2). إقتباس عن بدر الدين الهاشمي, من ترجمته للمقالة عن الشيخ أبي جلحة: وكان أحد الجعليين النافعاب (اسمه عبد الله ود إبراهيم) قد حاول في الليلة السابقة قتل المهدي عندما كان نائما في "كابا". غير أن الست طلقات التي حاول أن يطلقها عليه لم تصبه. وقُبِضَ على عبد الله وأُحْضِرَ ليمثل أمام المهدي. سُر المهدي بالرجل، وقال لمن حوله بأن هذا "فارس"، ومنحه "راية" وجعله واحدا من الأمراء. أنهِ الإقتباس. الترجمة خاطئة كما سنرى. ونثبت هذا الآن من النص الأصل. إقتباس: On the previous night, at Kaba, one Abdullah wad Ibrahim of the Jaaliin Nifeiab had made an attempt to slay the Mahdi in his sleep ; but of the six shots he endeavoured to discharge at him, not one went off. He was seized and brought before the Mahdi ; but the latter was pleased with him. " This," he said '* is a faris (a courageous man)." And the Mahdi forgave him, giving him a flag and making him one of his Emirs كما يبين دون أي لبس أن الترجمة الصحيحة لذلك الجزء المتعلق بإطلاق الرصاص والوارد في نهاية الفقرة الأولى من النص الأصل هي: لم تنطلق أي من الرصاصات الست التي حاول الرجل إطلاقها. إن الفرق بين الترجمتين مثير للدهشة. بل هو مذهل. وهو ليس خطئا من نوع المترادفات أو ما يحتمل تقارب المعاني وتشابه التعبيرات حسب ذوق المترجم. صريح العبارة ليس هناك هامش للخطأ هنا. فلم تنطلق أي من الست رصاصات من خزنة أو فوهة السلاح (مسدسا كان أم بندقية) من أساسه (وهو حسب الرواية يعني تعطل عملية الإطلاق, أو أن الرجل لا يعرف كيف يستعمل سلاحا ناريا يردي به ضحيته). لكن ما يقوله الهاشمي في ترجمته بصفر من المصداقية والنزاهة الأكاديمية هو إن الرجل أطلق ست رصاصات على المهدي, وإما أخطأ التصويب ست مرات, أو صوب جيدا ولكن حدث "شيئ" أبطل قوانين ميكانيكا المقذوفات كما نعرفها. ما نقترحه أن البروف قد تعمد الكذب في الترجمة وهو يعلم جيدا "كجوع بطنه" أن ما ترجمه ليس تدليسا وحسب بل هو من عمل رجل يكذب ويتحرى الكذب. السؤال المطروح إذن: لماذا يكذب البروف في الترجمة؟ مازن سخاروف, 3 ديسمبر 2021 [email protected] * مهندس وباحث سوداني. للكاتب عمل بعنوان "الديمقراطية والتحيز", صدر في أكتوبر من العام الماضي (بريطانيا), النسخة الإلكترونية متاحة للداونلود. ——————- رابط الحلقة الأولى من الشيخ أبو جلحة (2): "الجلابة", بروف بدر الدين حامد الهاشمي وظاهرة الترجمات المبتورة هنا: الشيخ أبو جلحة (1): "الجلابة", بروف بدر الدين حامد الهاشمي وظاهرة الترجمات المبتورة إذا لم تظهر صورة المقال, فسيجد القارئ الصورة داخل نسخة pdf من هذه الحلقة على هذا المشباك: https:// archive.org/details/2_20211204_20211204_0141 وأسفله لتبيان المشباك بشكل أوضح: https:// archive.org/details/2_20211204_20211204_0141