واضح ان إخراج قوى الحرية والتغيير من السلطة واعتقال قيادتها بطريقة مهينة والزج بهم في زنزانات انفرادية ، لم يشف غليل البعض ، فارسلوا من يقذفهم بالبمبان في ندوة سياسية سلمية !! . واضح ان البعض لا يطيق حكم قحت ولا قيادات قحت ولا صوت قحت ، ولو كان الأمر بيده لطبق فيها ما قاله الشاعر التجاني يوسف بشير : كفر ابن يوسف مِن شَقي وَاعتَدى وَبَغى وَلَستُ بِعابئ أَو آبه قالو احرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه وَلَو ان فَوق المَوت مِن مُتلمس لِلمَرء مُدّ إِلَيّ مِن أَسبابه الكره غير المبرر لقحت وقادتها واحزابها هو أزمة وطنية بامتياز ، وكبوة ثورية يجب أن يخرج منها الذين يوقدون نيران الكراهية لهذه الكتلة الثورية التي مهما اختلفنا معها لا يمكنك تجريدها من رصيدها الثوري البازخ وعملها الوطني التاريخي من أجل الديمقراطية والسلام والعدالة. نعم قحت لديها اخطاءها ، فهي مجموعة سياسية يديرها بشر وليس ملائكة ، لذلك متوقع ان يختلط كل عمل بشري بالنقص والاخطاء ، فالبشر ليسوا كاملين ، ولكن لا يمكن باي حال من الأحوال اتهام أحزاب وقادة قحت بأنهم خانوا الثورة او باعوها ، هتاف ( بكم بكم قحاتة باعوا الدم) ، هو هتاف مفخخ أطلقه أعداء الثورة للوقيعة بين الثوار ، الانجرار خلف هذا الهتاف وكأنه حقيقة هو موقف خاطيء يجب أن يصحح. يجب أن نذكر بأن الاحزاب السياسية السودانية بها الكثير من العيوب والمشاكل في الممارسة الداخلية والديمقراطية والمؤسسية، وهي عيوب اكتسبتها الاحزاب نتيجة التضييق عليها واستهدافها من قبل الانظمة الشمولية، وبالتالي لا يمكن أن تتحمل الاحزاب كل حمولة هذه المشاكل ، كما أنه من السذاجة افتراض أن اي تكوين مفارق للاحزاب السياسية سيكون بديلا لها وسيكون خالي من العيوب ، فالاحزاب التي يبلغ عمرها اكثر من سبعين عاما اذا تعرضت لمشاكل الخلاف والمؤسسية فالطبيعي ان تكون الكيانات الحديثة التي تولد اليوم مليئة بمشاكل عدم الخبرة والدربة والعشوائية وسيطرة التخيال على الوقائع. نتفق مع دعوة قحت لترك المجال هذه المرة للجان المقاومة وأن تتأخر لتترك القيادة للشارع، فالتجربة الماضية من المحاصصات غير مشجعة، وهذا لا يعني بتاتا الشك في قحت او تخوينها وانما يعني اللعب بأكثر من تكتيك وبأكثر من تشكيلة من الثوار لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر. [email protected]