لكل شيء قدرة مُحدَّدة على التحمُّل و الإحتمال. و بعدها يكون الكسر أو كان الإنفجار. و العاقل من اتعظ بغيره. * في سوريا بطش جيش النظام ضد الشعب و بعد أن فاق الحدَّ و الدين و الأخلاق بل الخيال ذاته وُلِدَ "الجيش الحر" من رحم الجيش نفسه ثم تبعثر لحركات و مليشيّات و عُصَب مُتفرِّقة مُشتَّتة مُسلَّحة! الكل يعرف القصة. و في ليبيا التي لا نعرف من فيها هو القيادة الحقيقية الشرعيَّة للجيش؟ بل أي جيش من تلك الكتائب و العصائب و المناطق هو جيش ليبيا الأصل؟! أما اليمن فالحوثي "مسخ" الجيش هناك كالدولة و أحل مكانه مليشياته و عصابته! و لبنان قبل الجميع فيها جيشين؛ جيش الدولة و جيش الحزب! * الأنظار الآن كمبعوث الدوليّة مُرَكَّزة على السودان و تحديداً ثورة الشعب و موقف الجيش قوَّات الشعب السودانيّة المسلّحة منها فمصير السودان فالشعب فالجيش. قيادة الجيش في السودان مازالت تلعب و تتلاعب عارفة قاصدة متعمِّدة أو حمقاء "تابعة" مأجورة جاهلة بأخطر ما يمس الأفراد فيها ألا و هي كرامة و أعراض و دماء أهلهم و شعبهم. و الجيش جنوداً و ضباطاً و ضباط صف هم من رحم هذا الشعب و هذه الأرض و ليسوا كتلك المليشيات من صعاليك و نهَّابَة و مرتادي إجرام و قطَّاع طرق و كل من لا نعرف لهم فصلاً و لا أصل. و "الحد" يُوشك أن يَتفجَّر. لا مكان وقتها لندم. * عرس الشهيد في ثورة السودان أن يعود الجيش إلى ثكناته مع القصاص من قادته و قياداتهم و أركانه. ليستقل من يستقيل فالهدف هو القصاص السريع العادل العاجل؛ فالروح و الدم و العرض في أعناق الجميع أمانه.