ليس بمستحيل تحقيق مطالب الشباب الذي يخرج كل يوم في شوارعنا … وليس بمستحيل تحقيقها وقد خرج عاري الصدر يقابل الموت من اجلها وليقدم روحه قربانا للوطن … وليس بمستحيل تحقيقها وقد رايناه في شوارع الخرطوم يحمل كفنه علي يديه .. فهذا الشاب الغض الذي يتعرض لاعتي انواع اسلحة الدمار من دوشكات ومضادات للطائرات وبمبان وقتل وسحل هو صاحب قضية حقيقية .. فلا تبخلوا عليه وحققوا له كل مطالبه واحلامه حياة حرة وكريمة شأنه شأن كل احرار العالم .. ولا تقتلوه بتلك الدوشكا اللعينه وتفجير راسه العزيزة لمجرد طلبه للحرية والسلام والعدالة … ولم اصلا يشتم ويسب ويلعن بأقذع الاوصاف وهو يريد تحرير الوطن من كل الارتهان .. فماذا يريد هذا الثائر العظيم غير حرية في الحياة وسلام في الوطن وعدالة في المجتمع .. وليتها تتنبه حكوماتنا الفاشلة ولو بقليل من الروية إلى الاسباب التي جعلته يغلي كالمرجل في الشوارع مليونيات .. فبكل سهولة ويسر تستطيع حكوماتنا تحقيق مطالبه المشروعة ان هي اوقفت الفساد الذي يزكم الانوف .. وبكل سهولة ويسر تستطيع حكوماتنا تحقيق مطالبه المشروعة ان هي اوقفت القتل الذي يجري في كل مكان .. فلا يفترض اصلا ان يعاني هذا الشاب وهو في بلد يذخر بمخزونات مهولة من الموارد والخيرات .. وان كان لا يخفى على أحد ان كل هذه تلك الثروات تهرب وتباع بأبخس الاثمان للجوار ذهبا ومواشي ومحاصيل وغيرها .. فلماذا تغلق الحكومات اذنيها ولا تريد ان تتعلم أن ما ستصرفه لتشغيل وتسكين واعانة هذا الشاب سيكون أقل بكثير من تكلفة محاربته وما قد تدمره المعارك اليومية في فض المليونيات بالبمبان والرصاص وغيره .. فمشكلة هذا الشاب اخوتي ليست وحدها مشكلة بطالة وضياع بل هي رغبة وطنية لبناء مجتمع واعي.. فلقد مل هذا الشاب تلك الشموليات الفاشلة والبغيضة والتي ظلت تحكم البلاد لخمسون عاما دون حل لمشاكله .. ولا يكاد هذا الشاب يجد من يستوعبه او يستمع إليهم من المسؤولين بل والانكي انه يخيل اليه انه غريب في وطنه وغير مرحب به .. فعندما يسافر إلى الخارج تصدمه التساؤلات عن سودان غني يذخر بالخيرات وشعبه يعاني الفقر والحرمان والضياع .. والحقيقة أن أي سوداني ومهما أوتي من عبقرية لا يستطيع الرد عن كيفية خروج السودان من هذا المستنقع وقد قتلته الحسرة طويلا وحكامه يدمرون البلاد نهبا وسلبا .. فما كان يحكي في مدارسنا عن ثروات السودان المهولة يدعو للغرابة والتعجب .. فقد يسأل سأئل اين تذهب كل تلك الثروات ؟ . ولماذا تسرق وتهرب الي دول الجوار وشعب السودان يعاني الفاقة .. انها حقا مأساة حقيقية ينبغي علينا الخروج منها وقد كبرت واصبحت ككرة الثلج وهي تدهس في طريقها كل الشعب .. فماذا يعني في منطق القول ان دولة السودان غنية بمواردها وهي عاجزة عن أعاشة ابنائها .. وانها قد فشلت في توفير الخبز والكهرباء والسكن والعمل وكل شيء .. وهل من المعقول ان تري ابناء جلدتك صفوفا يومية امام المخابز ومحطات البنزين وغاز الطبخ وقلبك لا ينفطر .. استحلفكم بالله ايها المسؤولون ان تتقوا الله في هذا الشعب العظيم .. و لابد من استجماع كل طاقات البلاد لنسخرها لصالح هذا الشعب حياة حرة وكريمة .. فكفانا وأدا لاحلام الشباب واشواقهم .. فغير مقبول اخوتي ان تستأثر المؤسسة العسكرية وحدها ب 82٪ من موازنة البلاد .. فهل من مهام الجيش ممارسة التجارة واهمال الامن والحدود .. وهل من المقبول ان يظل جيشنا في المدن وحدود بلاده تنتهك ليل نهار من المهربين شرقا وغربا وجنوبا وشمالا .. وهل من مهام جيشنا الهمام الاشراف علي المسالخ والشركات والمصانع .. اخوتي صدقوني لقد خاب ظننا في حكامنا مدنيون كانوا ام عسكريون وقد فشلوا في فك طلاسم مشاكل السودان ولستون عاما .. فكيف الخروج من هذا المأزق الخطير .. تفكروا معنا يا اهل السودان .. [email protected]