الحلقه الثانية الترابى جهز كل أدواته لحكم السودان وكل خططه واكاذيبه وحيله وخطط الترابى لتضليل العالم حول علاقته بالتنظيم العالمى للاخوان المسلمين وعلاقاته بتنظيم الاخوان المسلمين المصرى لانه لو اظهر ارتباطه بالتنظيم المصرى فمصر عند الامريكان خط احمر ولو اظهر تنسيقه مع التنظيم العالمى فستتوحد جبهه عريضه لمحاربته فالإخوان مرفوضون في غالب الدول العربية فأشاع قبل انقلابه انه على اختلاف مع التنظيم العالمى وكذلك مع تنظيم الاخوان المسلمين فى مصر واستطاع ان يقنع الكثير من الدول بذلك وهذا اعطاه مساحة للتحرك اوسع فى العالم كما استطاع ان يقنع الامريكان بكل بساطة وكذلك حسنى مبارك ونظامه انه لا علاقه له بتنظيم الاخوان فى مصر ولا له علاقة بانقلاب الانقاذ بدليل ان حسنى مبارك كان فى زيارة خارجية عندماحدث انقلاب الانقاذ 89 فقطع رحلته الخارجية وذهب للدول العربية وأقنعهم ان من قاموا بالانقلاب هم اولادنا فاعترفت الدول العربية تباعاً بانقلاب الاسلاميين ومعروف ان الكيزان افلحوا فى شراء اللواء مخابرات مصرية الشربينى السفير المصرى فى السودان فضلل النظام المصرى ويحكى عن احتفال فى بداية الانقاذ اظنه فى السفارة المصرية والانقلاب جديد وكان الشربينى يتباهى بان الذين قاموا بالانقلاب هم اولادهم فوقف الاستاذ بشير محمد سعيد رئيس تحرير الايام غاضباً وقال للسفير المصرى "انتوا عمركم ماتفهموا السودان" وخرج من الاحتفال وصدق بشير فهم حتى الآن لم يفهموا السودان والترابى وتنظيمه كان لديهم تواصل عميق مع كل الحركات الاسلامية وحتى مع تنظيمات السود الامريكان وسأتطرق لدورهم فى تكوين التنظيمات الارهابية كالقاعدة التى يعانى منها العالم حتى وساحكى لكم قصة غريبة حدثت فى الايام الاولى لقدومى لامريكا صدمتنى لانى كنت اظن ان الارض الامريكية محرمة على الكيزان وهنا يتداخل الخاص مع العام فقد وصلت لامريكا وانا لا اعرف فيها احد وبالصدفة وفى مناسبة فى الخرطوم قابلت زوجتى وخطيبة عمر وهو مغترب فى امريكا وحكت لها عن سفرى لامريكا وانا لا اعرف احد هناك فاصرت خطيبة عمر ان انزل مع خطيبها عمر وسيرحب بى وبعد فترة عرفت ان عمر فعلاً رحب بذلك وهكذا كان السودانيون فى الزمن الجميل ووعد عمر بمقابلتى فى مطار نيويورك وكان عندى الف دولار هى كل مااملك فى هذه الحياة بعد ان فصلتنا الانقاذ وكانت حيازة الدولار ممنوعة فى بداية الانقاذ والحيازة عقوبتها الاعدام فقمت بتسليم اهل قريبى المغترب فى السعودية الألف دولار ليسلمنى لها فى مطار جده وانا متجه لنيويورك وعندما وصلت الطائرة جدة اكتشفت ان قريبى لم يحضر المبلغ لانه ظن اننى سأنزل فى جده وللصدفة كان معى فى الطائرة قريب آخر اعطانى 300 دولار فنزلت فى مطار نيويورك وانا احمل 300 دولار فقط ولم اجد مضيفى فى المطار فقد طلب منه العمل فى ذلك اليوم وخرجت من مطار نيويورك وهى مدينة عدد سكانها فى ذلك الحين 5 مليون تقريبا وانا لا اعرف احد منهم ومضيفى الذى لا اعرفه لم يستقبلنى وفى جيبى 300 دولار فقط وليس فى جيبى غير عنوان فقط !! ولكن نحن دائماً ننسى العنايه الالهية فقد قررت ان استخدم البصات لمحدودية مالى فعندما ذهبت لمكان قطع تذاكر البص وانا لا احمل غير عنوان فى مدينه سكانها اكثر من 5 مليون وهنا تطل العناية الالهية فقد وجدت بائع التذاكر من نفس المنطقة التى اقصدها ففصل لى طريقة الوصول للموقع وماذا اركب ووصلت للموقع فى بروكلين شارع فلات بوش ورحب بى المضيف ووجدت معه نادر التيجانى وهو رجل من اكرم من قابلت ومن حسن الصدف انه كان من المعارضين كما وجدت فى الشقه ايضاً محاميان من سنجة اسامة وخالد وكانت صحبه جميلة وفى اول يومين وقبل ان يعرف عنى احد اى معلومة او اعرف معلومة عن احد تعرفت على احد خريجى الجامعات الرومانية كان من معارف نادر وتناقشنا عن موضوع الامريكان السود وتاريخهم وقال لى خريج رومانيا هذا وانا لم اكمل اسبوع فى امريكا ان لديهم لقاء مع امريكى اسود آخر الاسبوع ويمكننى ان ارافقهم لهذا اللقاء (لم اكن اعرف ان خريج رومانيا كوز ومنظم ولم يكن هو يعرف اننى معارض لنظامهم وكراهيتى للكيزان بلا حدود) وفعلاً حضر الرجل فى نهاية الاسبوع وكنت اعتقد اننا سنلتقى مع الامريكى الاسود فى مقهى او مطعم ونناقش معه تاريخ الامريكان السود ولكن الرجل قادنى لشقه فى بدروم فى منطقه فى زقاق منطقة غامضة وغير مزدحمة بالسكان كبقية مناطق بروكلين ولدهشتى نزل بى فى بدروم ليس فيه احد الضوء كان خافت جدا والبدروم خالى وليس فيه كراسى او سراير او اى قطعة عفش فذهبت بى الظنون مذاهب شتى ولكن لم تذهب ابداً ابداً الى ماتكشف بعد ذلك فدخلنا وجلسنا على الارض ودخل علينا سودانى عرفنى به اسمه سليمان عبد التواب (اتضح انه رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة سابقاً عن الحركة الاسلامية عين مباشرة بعد فترة من هذا اللقاء سفيراً للسودان فى احدى الدول الاسيوية) واحضر سليمان معه مسجل وازدادت دهشتى وبعدها حضر امريكى اسود وجلس معنا على الارض وبدأ الحديث المسجل عن نضال الرجل الاسود فى امريكا ولدهشتى التى تراكمت كان سليمان يقول لخريج رومانيا "ادخل فى الموضوع" والواضح ان هناك موضوع وهناك اجندة ولكن خريج رومانيا لم يدخل فى الموضوع والواضح انه لايريد ان يكشف كل الاوراق امامى وانتهى اللقاء وحددوا مع الامريكى موعد آخر لم اكن انا طرفاً فيه وبعد ان عرفت الاطراف وضح لى ان الكيزان قد اخترقوا الامريكان تماماً وان حسن الترابى عندما قال انهم اخترقوا اجهزة مخابرات عالمية ومنها المخابرات الامريكية كان صادقاً ولكن لم اعرف هل هذا الامريكى الاسود هل هو من المخابرات او من تنظيم ارهابى واستنتجت ان هذا المكان هو مقر للكيزان فى نيويورك وان هذا اللقاء بتوجيه من التنظيم وان التسجيل سيرسل للتنظيم وكان هذا مدهش وصادم لرجل هجر بلده من اجل الا يعيش مع هذا التنظيم فى بلد واحد فيفاجأ بان هذا التنظيم متمدد حتى فى امريكا !! وشعرت بالدهشه والصدمه وتقازفت لراسى اسئله عديدة وبعد سنة سنتين كانت الصلة قد توطدت بين الكيزان وتنظيمات الامريكان السود وقامت الحركة الاسلامية بعقد زيجات لأمريكان سود بسودانيات ليربطوهم بالسودان فكان الامريكان يذهبون للسودان ويقضون فيه 6 شهور ثم يعودون وهذا ليصبحوا عدول بين الزوجات وبعضهم كان التنظيم يحجز لهم فى فندق السودان وهو فندق 5 نجوم والحكومة الامريكية لا تدرى مايجرى داخل ارضها او خارجها لذلك انا لم اصاب بالدهشة عندما رايت الامريكان يهربون من كابول جرياً ويتركون معدات بمليارات الدولارات واتوقع ان يهربوا من افريقيا ايضتً فتنظيم الدولة الاسلامية يتمدد فى افريقيا وقد قرات فى الواشنطون بوست يوم 5 فبراير بان تنظيم الدولة الاسلامية فى الكنغو الديمقراطية هاجم السجن فى مدينة نابلوى واطلق سراح 20 سجين من عضويته وقتل فى هذا الهجوم 3 من المواطنين !! . كنت وعدت ان اتحدث فى هذا المقال عن عمر عبد الرحمن وساتكلم عنه فى المقال القادم وعن اختراقنا للبعثة السودانية كما اخترق الكيزان الامريكان والى الحلقه القادمة . [email protected]