1- خبر صغير نشر في الصحف المحلية يوم الاثنين 14/ فبراير الجاري مفاده ان وفد مصري رفيع المستوى قد وصل للخرطوم ، وأن الوفد الذي يزور البلاد حاليا التقى مع مسؤولين كبار بوزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة ، دون ان تذكر هذه الصحف تفاصيل أكثر عن سبب الزيارة . 2- خبر وصول الوفد المصري لم يمر مرور الكرام علي كثير من القراء الذين بالطبع قاموا بتحليلات دقيقة وواعية ومناقشات جادة حول مغزي هذه الزيارة المصرية التي لم تكن معلنة من قبل ، وجاء الوفد للبلاد بسرعة قبل اجراء البرهان لقاءه بالتلفزيون في نفس اليوم الاثنين 14/ فبراير، والذي اعلن فيه البرهان للمرة الثانية وقال في هذه المرة بالحرف الواحد: «نسعى لمعرفة القتلة ، سوى كانوا من الأجهزة الأمنية أو من طرف ثالث ، وسأتحمل المسؤولية كاملة إذا ثبت إني أصدرت أوامر بالقتل» . 3- وما زاد من الطين بلة علي تصريح البرهان، انه راح يؤكد في اللقاء الصحفي استعداده لتقديم نفسه قرباناً يفدي الجميع ، متى ما ثبت أنه أصدر تعليمات بقتل المتظاهرين ، وإنه لم يصدر أية أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين!! . 4- كانت قمة المفاجأة التي صدمت المواطنين، ان البرهان اتهم أجهزة أمنية وطرفاً ثالثاً بالضلوع في عمليات القتل !!، . ليته ما قال هذا التصريح الصادم الذي دل علي انه لا يعرف ما يدور في بلده من احداث دامية!!، وغير ملم باقل المعلومات عن سقوط (88) شهيد واكثر من (2000) الف مصاب ، ونحو اكثر من (3) الف معتقل بعد انقلابه الفاشل في اكتوبر الماضي … ولا يعرف من هم الذين وراء كل المصائب الفادحة التي لحقت بالمواطنين خلال اقل من اربعة شهور من انقلاب اكتوبر 2021!! . 5- شعر البرهان انه قد تورط بانقلابه الفاشل ، ومما زاد من احباطه ان المؤسسات العسكرية الاربعة : (القوات المسلحة ، قوات الدعم السريع ، جهاز الامن الوطني ، الشرطة) ، بجانب الحركات المسلحة الداعمة لنظامه قد فشلت فشل ذريع ومخجل في معرفة من هم الذين يغتالون المحتجين؟!! ، ما هي الجهة التي ارتكبت الاغتيالات والاغتصابات ؟!! … شعر البرهان ان هذه المؤسسات العسكرية فاقدة الصلاحية ولا تقوي علي اصلاح الحال المزري . 6- في خضم كل هذه الفوضي التي ضربت البلاد من اقصاها الي ادناها ، وفي ظل ارتفاع حصيلة القتلي والاصابات ، لم يكن امام البرهان الغارق في المحن الا الاستعانة بالحكومة المصرية لتنقذه من الورطة التي هو فيها والتي تزداد كل يوم اشد وطأة وقسوة … وليعرف من الحكومة المصرية الملمة بكل خفايا واسرار ما يدور في السودان من هم الذين يغتالون المتظاهرين؟!!. 7- وصل الوفد المصري للخرطوم واجتمع بكبار السياسيين وبالجنرالات في المؤسسة العسكرية بالخرطوم ، -وبالطبع- جلسوا هؤلاء السياسيين والضباط والجنرالات بكل ادب احترام امام الوفد المصري ، جلسوا كالتلاميذ امام معلمهم لكي يعرفوا منه ما لا يعرفون عن السودان!!، اجتمع الوفد بمسؤولين كبار في وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة وبمبارك الفاضل المهدي!!!! . 8- هل ياتري ، كشف الوفد المصري للمسؤولين في النظام الحاكم من هم الذين يعيثون فسادآ ويغتالون الشباب والاطفال؟!!.. وان كانوا القتلة من "الجنجويد" او قوات الدعم السريع ام هم اعضاء في "كتائب الظل"؟!! . [email protected]