في السابعة والنصف من صباح اليوم الأحد وفي ساحة القهوة الخارجية بنادي التنس بمدينة بورتسودان جلست بجواري مجموعة من طلاب مدرسة ثانوية. دخلوا في (حالة تدخين) مرعبة. الذهول يكسو وجوههم المتعبة. بدا لي أنّ هنالك حلقة تربط هؤلاء الصغار. صدق حدسي. بعد دقائق فقط تزايدت أعدادهم. مثنى وثلاث يمتطون مواتر. هل حلّت الدراجات البخارية محل العجلات التي كانت ضرورة في أيامنا؟ لكن الموتر عند طلاب زماننا من لوازم سرعة الوصول لجلسات الشلّة، أو هكذا بدا لي الأمر. ■ ولأنهم كانوا جالسين بجواري ومستغرقين في جلسة التدخين وتبادل أكياس صغيرة لا أدري ما بداخلها وجدت نفسي أسأل أحدهم: إنت ليه بتشرب سجاير؟! فاجأه سؤالي. رمقته بنظرة حاسمة. ارتبك قليلًا قبل أن يجيب على سؤالي: والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل. ■ طريقته في التدخين (طريقة زول محترف). وجدتها فرصة للضغط عليه ونقلت الحوار إلى أصحابه. سألتهم: ليه بتدخنوا وإنتو لابسين لبس المدرسة؟! ■ لم أجد إجابة لأنهم كانوا (مشغولين) بطمس آثار جلسة التدخين.أحدهم رمى سيجارته بعيدًا، وآخر داس عليها، والذي بدأت حواري معه بدأ في مضغ قطع لبان، وأشاح بوجهه عني. ■ غادروا المكان على عجل عندما نبههم صاحب القهوة بمنع جلوس الطلاب بالزي المدرسي في القهوة. ■ هذه مشاهدات من بداية اليوم الأول للدراسة بمدينة بورتسودان. ■ نحن جميعًا أمام تحديات خطيرة تواجه شبابنا وطلابنا في مراحل الدراسة وسنوات المراهقة. ■ نصيحتي: انتبهوا لأبنائكم، صارحوهم، تحدثوا معهم بحب. إن لم تجدوا وقتًا لمصارحة ابنائكم وبناتكم، ربما ينتهي بكم الأمر لمعايشة كارثة داخل بيوتكم؛ لأن ابنك يبدأ صباحه بتدخين سيجارة رفيعة قبل طابور الصباح، يدخن لأنه يجامل أصحابه. ■ ومن المجاملة ما قتل.