كلمة جارحة في خصر الوطن . خنجر أدمي قلبه فسالت دماءه انهار فوق الازرق الدفاق وتشربت أرض النبل والعظماء الذين رحلوا بلون الدم ورائحته فلم يهناء لهم بال في مرقدهم الابدي وقبورهم تتوشح باللون الاحمر….. فقام عبد الله الطيب مفزوعا حزينا علي حال لغة الضاض… وتسأءل باكيا ما علاقة نطق القاف غين ورائحة الدم؟ وتذكر سنوات عمره التي افناها في برنامجه الشهير تفسير القرأن الكريم علي موجة اذاعة يمتد مداها في مساحة مليون ميل محبة فعطرت ربوع الوطن بشذي القرأن …فجملته علي جماله وجمعت قلوب ابناؤه علي حبه… ولكن عندما استبدلنا القانون( بالغانون ) تفرق دمنا بين الدول وتلون نهر الحياة باللون الاحمر فبكي الاموات قبل الاحياء… وفي قبر اخر لم يسلم من وائحة الدم المتشرب بارض بعانقي وترهاقا … لم بستطيع نغمة الوطن الصادحة محمد وردي ان يرسل اهاته التي جمعت كل عصافير العشق علي غصن الوطن الواحد ذات مساء… لم يستطيع ان (ينادينا) ( لنبنيه) شامخا عاتيا … فموسقي (الغانون )كانت وتر نشاز عكرت مذاجه الفني وجرحت احساسه المرهف فبكي دما ليشاركنا والارض الطاهرة التي تشربت باللون الاحمر وكان ذلك الدم كثير جدا من طلقة( الغانون ) القاتلة التي نحرت احلام وطن… فلم يسلم قبر اديبنا الطيب صالح من لون الدم فقام متسائلا مرة اخري أاتي هولاء مرة اخري ؟ الم يكن لون دماء السنوات الماضية احمر بما يكفي حتي تعودون (بالغانون) ودما اكثر حمرة ولكنه طاهر مثل ماء المطر لانه نزف من قلوب طاهرة كارض الاجداد… قلوبا تحمل السودان عشقا لا يموت وان صرنا اعجمين ننطق القين غاف ؟ ارقدواء في سلام عظماء وطن العزة رغم الدماء التي رشحت في قبوركم …. فلا زال عظماء وأماجد أرض النيلين يعملون بالقانون لازالة( غانون) الغزاة المستعمرين