في خضم اجواء الحرب المحتملة والتصعيد في لهجة الحرب ما بين روسيا والولايات المتحدةالامريكية حول (يوكرانيا) على الصعيد الدولي , هنالك يبدوا في الصعيد المحلي عندنا في السودان برزت لهجة المواجهات العسكرية المحتملة ما بين القوات المسلحة وعديد من الحركات المسلحة الدارفورية حول خروج الاخير من المدينة (الفاضلة) الخرطوم . فمن الغريب والعجيب ان ياتي اللحاح في هذة الايام بوجوب خروج قوات اهلنا (الغبش) من العاصمة الخرطوم!, بينما تفرش الورود والازهار لقوات (الجنجاويد) للمكوث والتواجد في الخرطوم وفعل ما يحلوا لها من انتهاكات جسيمة ضد ابناء وبنات الشعب السوداني من قتل واغتصاب و ضرب وحلق للشعر وانتهاكات اخري عديدة يصعب حصرها. فلماذا تخرج قوات ابناء دارفور من الخرطوم دون قوات الدعم السريع (الجنجاويد) . اذا اتينا وتمعنا في تركيبة هذة القوات جميعا سوى حركات دارفور المسلحة وقوات الجنجاويد المتمركزة داخل الخرطوم , نجد ان الطابع القبلي العرقي هو السايد وسط هذة القوات . فتركيبة (قوات ابناء دارفور) اي الحركات المسلحة الدارفورية هي يغلب عليها ابناء الزغاوة وبعض من ابناء الفور والمساليت بجانب ابناء النيل الازرق ولفيف من ابناء قبائل صغيرة تحصر على انهم (زرقى) , في الجانب الاخر قوات (الجنجاويد) والتي هي اعمدتها ابناء الرزيقات والمحاميد وحمر وبعض من الاجانب من الدول المجاورة وخليط من بعض ابناء النوبة الارتزاقين وبعض من منسوبي القوات النظامية الاخرى . بيت القصيد هنا انا هنالك عداوة قديمة وثار قبلي ما بين القبائل العربية والحركات المسلحة , اي ان هنالك حسابات قديمة لم تصفى بعد ما بين هذه القوات , وتكون العواقب كارثية اذا قررت هذه القوات تصفية حساباتها القديمة وكراهيتها القبلية داخل الخرطوم . نعم كيكة السلطة في الخرطوم وهي ليست ملك لى اي احد ما ان تنسب اليه , لكن اذا اتينا لمنطق العقل والحكمة والعرف الدولي فان الخرطوم كعاصمة يجب ان تخلوا تمام لاي مظهر من مظاهر التسلح العسكري . حتى القوات المسلحة يجب ان تكون معداتها العسكرية الثقيلة خارج الخرطوم . يؤكل فقط البوليس وبعض القوات النظامية الاخرى بجانب الدفاع المدني مهمة حفظ الامن داخل الخرطوم . هذا هو المظهر الحضاري الراقي لاي مجتمع مدني متحضر. دون شك ان الاصرار على خروج الحركات المسلحة الدارفورية من الخرطوم من ورائة افراد نا فذين في السلطة, هم يتخوفون من ردة فعل لهذة القوات الدارفورية لقرارات مفصلية قادمة ربما لا تكون في صالح قادة هذه القوات والذين اصبح تهميشهم في منظومة الدولة امر واضح للعيان , بجانب هنالك الرغبة المتنامية لنائب رئيس مجلس السيادة و قائد قوات (الجنجاويد) حميدتي في الحكم من بعد تنحي البرهان طوعا او كرها. مهما تكن من مبررات لعدم تواجد هذه القوات الدارفورية داخل الخرطوم فهي ليست منطقية , سوى ان اتفاقية جوبا لم تنص على تواجد هذه القوات داخل الخرطوم او خلافة. المنطق يقول ان اذا كانت لقوات الجنجاويد الحق في التواجد داخل الخرطوم فان نفس الحق يشمل هذة القوات المسلحة الدارفورية في التواجد داخل الخرطوم . (احرام على بلابل الدوح وحلال على الطير من كل جنس؟). قطعا الايام القادمة ستشهد كثير من التغيرات في المشهد السوداني الداخلي ودون شك نحن مقبولين على صيف ساخن وشهر مارس هو شهر الكوارث ويكفي انة اسم اله الحرب عند الاغاريق. وانها ثورة حتى النصر… [email protected]