دقت طبول العز وطنا يهز و يرز منو الضلمة تفز العشرون من فبراير 2022 ومزيد من تكتيكات لجان المقاومة وترسيخ هزائم العصابة الحاكمة . كسرت الجماهير الطوق الامني ودخلت شارع القصر مجددا وكانت في محيطه، فجن جنون قوات الانقلابيين واستخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة غير مسبوقة ، في حالة من الهلع تعكس مدى الفزع والافلاس الذي تعاني منه العصابة الحاكمة. كسر الطوق الامني وتأكيد امكانية الحضور والتواجد في محيط القصر صاحب الرمزية ، يعني ان الجماهير قادرة على فرض ارادتها على السلطة ، وانها متمكنة من هزيمتها ، وقادرة على دحر اجهزتها الامنية وتأكيد انكشافها الامني ، كما يعني فشل آليات القمع المفرط والاعتقالات الواسعة غير المسبوقة وسط لجان المقاومة ، وعجزها عن إيقاف المد الجماهيري ، الذي واصل اندفاعه وحقق انجاز كسر الطوق الامني ، في رسالة واضحة تؤكد ان حركة الاعتقالات الواسعة لم تفقده عنفوانه وتصميمه، ولم تؤثر سلبا على قدرته على تنظيم نشاطاته وانفاذ ارادته . وهذا بالطبع يؤكد مدى قوة الفعل الجماهيري ذو الجذور الراسخة اجتماعيا، وسط شرائح وقوى المجتمع الحية وثيقة الصلة بعمليته الانتاجية ، وصاحبة المراكز المنسوبة الى قدرة المجتمع على إنتاج خيراته المادية وإعادة انتاج حياته . وهي قوى تواجه سلطة اساسها الاجتماعي يقوم على التطفل على العملية الانتاجية مثل قيادة قوى الجنجويد ، التي انتقلت من مواقع قوى مرتزقة تبيع بندقيتها لتصبح جزءا اصيلا من الشريحة الطفيلية التي تقوم بنهب موارد البلاد ، مع مواصلتها مهنة الاتجار بالبشر . وهي تعتمد في نفوذها على عصبية قبلية عابرة للحدود ، لا الى طبقة اجتماعية سودانية ، وثروتها انبنت على التطفل والنهب ، لا على المشاركة في العملية الانتاجية من اي موقع من المواقع . لذلك هي غير متجذرة اجتماعيا ، وتسعى لشراء الادارات الاهلية الضعيفة والمصنوعة وبعض شيوخ التصوف ، لتصنع اساسا اجتماعيا لا تملكه . وتتمتع بدعم اقليمي يصنع لها ثروة وربما سلطة وفق شروط محددة ، لكنه لا يخلق اساسا اجتماعيا متجذرا ، بل اساسا مصنوعا مبني على الأزمة الاجتماعية . تحالف هذه المليشيا مع جنرالات الانقاذ الممثلين الأصيلين لراس المال الطفيلي ، يخلق تنافسا على قيادة هذه الشريحة غير المنتجة ، وعلى السيطرة على عملية النهب والتطفل ذاتها ، ويؤسس للتناقض الثانوي بين الحليفين ، ويفتح المجال للتنافس على محاولة صنع قاعدة اجتماعية ، حتى الان انحصرت في قوى المجتمع الأهلي من قبيلة وطريقة صوفية ، وفشلت فشلا ذريعا في الوصول لقوى المجتمع المدني الحديثة ، وكل الإجراءات المتخذة لخلق منظمات مجتمع مدني موازية او بديلة او حتى منتحلة لصفة قوى المجتمع المدني باءت بالفشل. وهذا الفشل محصلة طبيعية لضيق القاعدة الاجتماعية للتطفل بحكم طبيعته ، وانكشافه سياسيا وعجزه عن تقديم مشروع سياسي مقبول ، مع غربته عن الواقع وعدم قدرته على اجتراح الحلول، وضيق مساحة مناورته التي تضيق قدرته على المساومة وتقديم التنازلات او حتى قبول الآخر . لذلك يبقى مخزون قوى الثورة الاجتماعي اوسع وأكثر تجذرا اجتماعيا ، ومشروعها السياسي منتصر بحكم انحيازه الاجتماعي وصناعته للمستقبل ، ويبقي تحويل هذا الانتصار المؤكد لواقع معاش ، وإلي سلطة مدنية لشعب يستحق . وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله !!! . [email protected]